القدس المحتلة (وكالات، الاتحاد)- أطلقت حركة “حماس” 10 صواريخ على جنوب إسرائيل ظهر أمس، ليصل عدد الصواريخ التي اطلقت من غزة على جنوب إسرائيل إلى 50 صاروخاً، في الهجمات المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي بدأت منذ ثلاثة أيام. فيما رد سلاح الجو الإسرائيلي بشن 7 هجمات جوية على القطاع مساء الثلاثاء-الأربعاء وصباح أمس. وقتل في الهجمات 9 فلسطينيين وأصيب 13 آخرون.
وقتل فتى فلسطيني وأصيب والده أمس في غارة جوية إسرائيلية على حي الزيتون شرق مدينة غزة ظهر أمس. وقال أدهم أبو سلمية المتحدث باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس إن “الطفل (14 عاما) استشهد وأصيب والده بجروح خطيرة”. وأضاف أن “سيدتين أيضاً أصيبتا بجروح بعد إطلاق طائرة استطلاع صاروخاً على أرض خالية بحي الزيتون”.
وأصيب فتى فلسطيني بشظايا قذيفة دبابة إسرائيلية في مدينة دير البلح وسط غزة صباح أمس. وقتل شاب فلسطيني يدعى غالب رميلات وأصيب آخر بجروح في غارة جوية إسرائيلية استهدفت دراجة بخارية ظهر أمس جنوب غزة، حسبما ذكر مصدر طبي فلسطيني. وأضاف المصدر أن عدد الشهداء الفلسطينيين وصل إلى 9 أشخاص فيما أصيب 13 آخرون خلال الـ72 ساعة الماضية. وقال جيش الاحتلال إن الشاب الفلسطيني رميلات شارك في العملية التي وقعت على الحدود الإسرائيلية قبل يومين.
وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “حماس أطلقت 10 صواريخ ظهر أمس” على إسرائيل وأن طائرات حربية شنت 7 هجمات مساء أمس الأول على أهداف في قطاع غزة، وأن وزير الحرب إيهود باراك يجري مشاورات لتدارس آليات الرد على عمليات إطلاق الصواريخ المستمرة من قطاع غزة. وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أمس أن 5 صواريخ وقذائف في إحدى مستوطنات المجلس الإقليمي “أشكول” أدت لوقوع 3 إصابات وأضرار مادية بإحدى المركبات وإصابة البعض بالهلع. وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أمس أن أحد هذه الصواريخ عن إصابة 4 من حرس الحدود الإسرائيليين بجروح.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته شنت ليل الثلاثاء-الأربعاء 7 غارات على قطاع غزة ردا على نحو 50 صاروخا أطلقت من غزة على جنوب إسرائيل. وقال متحدث باسم الجيش إن الغارات استهدفت “أهدافا إرهابية وأصابتها”، بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وأوضح مسؤولون أمنيون فلسطينيون أن 3 غارات إسرائيلية استهدفت ليل الثلاثاء- الأربعاء مركز تدريب لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس” ومنشآت للشرطة البحرية التابعة للحركة التي تسيطر على القطاع. وأكدوا أن الغارات لم تسفر عن قتلى. وأضاف المسؤولون أن مروحية إسرائيلية أطلقت صاروخا مساء الثلاثاء-الأربعاء على ورشة للحدادة في حي الزيتون شرق غزة ما أدى لدمار كبير في الورشة وأضرار بالمباني المجاورة. وذكر شهود عيان أيضا أن طائرة حربية أطلقت صاروخا على موقع تابع لكتائب القسام غرب رفح جنوب غزة.
وأكد متحدث باسم كتائب عز الدين القسام أنه تم إطلاق 50 صاروخا على جنوب إسرائيل خلال الأيام الثلاثة الماضية. وفي بيانات منفصلة أكدت فصائل فلسطينية أنها أطلقت أكثر من 50 صاروخا تجاه المناطق الإسرائيلية. وقالت كتائب القسام إنها “قصفت مواقع العدو بـ43 صاروخا وأن العدو اعترف بإصابة 5 إضافة إلى أضرار مادية جسيمة”، فيما ذكرت لجان المقاومة الشعبية أنها نفذت هجمات صاروخية عدة على إسرائيل، بينما أعلنت كتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين عن إطلاق صاروخين على النقب. وكانت منظمة “كتائب المجاهدين” الفلسطينية أعلنت أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف في منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء مجموعة من عناصرها في غزة بعدما أطلقت صاروخين على أهداف إسرائيلية بدون إصابة أحد منها.
من جهته، اعتبر المدير السابق لمجلس الأمن القومي جيورا آيلاند للإذاعة العامة أن حماس التي تسيطر على قطاع غزة عليها “أن تجد السبل للتهدئة وإعادة الهدوء بحلول يومين أو ثلاثة، بعد أن أثبتت للحركات الفلسطينية الأخرى أن بوسعها التحرك ضد إسرائيل”. وتابع الجنرال السابق “لا حماس ولا إسرائيل لديهما مصلحة في تصعيد الأمور”. فيما أكد مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه أن مصر “تجري اتصالات مكثفة بهدف وقف الغارات الإسرائيلية وإعادة التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل”. وشدد على أن فصائل “المقاومة ترد على العدوان الإسرائيلي وأن التزامها بالتهدئة الميدانية مرهون بالتزام الاحتلال”.
من جهته أكد السفير المصري ياسر عثمان أن القيادة المصرية تبذل جهدا لاستعادة التهدئة بين قطاع غزة وإسرائيل. وقال عثمان في تصريح صحفي له أمس إن “الدور المصري ثابت في رعاية عملية التهدئة وضمان استمرارها”. وقال إن هناك تدخلاً مصرياً حالياً مع كافة الأطراف لاستعادة حالة الهدوء مرة أخرى على أساس هدوء يقابله هدوء.
وأضاف السفير عثمان أن مصر تطالب الجانب الإسرائيلي بوقف اعتداءاته على قطاع غزة ليتسنى لفصائل المقاومة الفلسطينية مقابلة هذا التوقف بتوقف آخر. وتابع السفير أن هناك جهودا لاحتواء التدهور وأن مصر لا ترغب في وصوله لحالة الفعل ورد الفعل. وأن الجهد الذي تبذله القاهرة حاليا يهدف لوقف التصعيد واستعادة الهدوء.
عدد اليوم
