إعداد - أيمن جمعة:
دخلت جميع أسواق الاسهم الكبرى مرحلة اعادة الحسابات، مع بدء العد التنازلي لظهور أكبر قاعة تداول في العالم نتيجة صفقة اندماج تقدر بنحو 20 مليار دولار بين بورصة نيويورك وهي الأكبر في العالم مع البورصة الاوروبية 'يورونكست'، واذا مضت الامور قدما كما هو متوقع فان الصفقة ستكون 'أول زواج' بين بورصتين أوروبية واميركية، وسيمثل صفعة عنيفة لبورصة لندن التي ستجد بعد ذلك صعوبة في إغراء شركات الاقتصاديات الناشئة بادراج أسهمها على مؤشرها، كما سيكون لهذا الاندماج غصة في حلق مسؤولي البورصة الالمانية الذين فشلوا طيلة أشهر من المفاوضات من التوصل لاتفاق مع يورونكست التي يوجد مقرها في باريس وتدير بورصات في فرنسا وهولندا والبرتغال وبلجيكا·
وتتوقع بورصة نيويورك ان يؤدي الاندماج الى تقلص النفقات بمبلغ 375 مليون دولار سنويا، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان العرض يقضي بتحويل كل سهم في بورصة نيويورك الى سهم واحد في البورصة الجديدة التي تتشكل باندماج البورصتين وتحمل اسم 'ان واي اس أي يورونكست'، وان يصبح جون ثاين الرئيس التنفيذي لبورصة نيويورك هو الرئيس التنفيذي للشركة الجديدة على ان يصبح جان فرانسوا تيودور الرئيس التنفيذي ليورونكست منصب نائب الرئيس التنفيذي للشركة الجديدة التي سيوجد مقرها في نيويورك· وسوف تحتفظ يورونكست بهيكلها الاداري وقواعدها التنظيمية، وذلك لاجتذاب شركات الاسواق الناشئة التي تجد صعوبة في التعامل مع قواعد البورصة الاميركية· وذكرت صحيفة الديلي تليجراف 'العملاق الجديد سيحاول الترويج لباريس على انها بديل مثالي لبورصة لندن بالنسبة للشركات التي تتطلع لجمع أموال خاصة من روسيا والصين·' ومن المقرر تداول أسهم الشركة الجديدة في نيويورك وباريس·
لكن لوموند الفرنسية تعتقد ان الكرة لاتزال في الملعب وان نيويورك لم تحسم المنافسة مشيرة الى ان مسؤولي البورصة الالمانية يفكرون في تقديم عروض اندماج جديدة·
وتشير صحيفة التايمز البريطانية الى ان المستشارين الفنيين للبورصتين يعملان ليل نهار لوضع التفاصيل النهائية للاندماج، قائلة 'الصفقة المحتملة ستحول بورصة نيويورك التي ظهرت قبل 214 عاما من اخر قاعة تداول تقليدية الى أول بورصة عالمية ذات تداولات في اميركا واوروبا· يبدو ان نيويورك تفوقت على منافسة من البورصة الالمانية ومن بورصة شيكاجو للسلع ومن مركز دبي المالي العالمي· اذا اندمجت بورصتا نيويورك ويورونكست، فستكون الساحة ممهدة لاندماج اخر بين بورصة ناسداك لاسهم التكنولوجيا وبورصة لندن، وهو ما سيلقي بمزيد من الضغوط على بورصات اخرى كبيرة وفي مقدمتها البورصة الالمانية التي سبق ان فشلت في الاندماج مع لندن ثم مع يورونكست، والتي قد تجد نفسها اليوم منبوذة في سوق الاندماجات الدولية·'
ورفعت بورصة ناسداك بالفعل حصتها في البورصة اللندنية الى 25,1 % وذلك للمرة الخامسة منذ ان قررت التودد بشكل فعلي الى البورصة الشهر الماضي بشراء حصة 15 %· وعلقت على ذلك صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون بالقول 'فجأة تبين ان مستقبل البورصات العالمية يكمن في الاتفاقيات عبر المحيط الاطلنطي'·
وتقول الاندبندنت انه رغم ان الاندماج بين لندن وناسداك ليس مؤكدا حتى الان فان استحواذ ناسداك على 25,1 % يعني انها تستطيع الان عمليات التدخل في قرارات السوق· وتضيف الديلي تليجراف 'لعبة الكراسي الموسيقية التي تشارك فيها البورصات الكبرى منذ شهور على وشك ان تتوقف·· والسؤال هو من سيجد نفسه في النهاية معزولا وحيدا· لا يمكن ان تقف بورصة لندن بعيدا عن هذه التطورات'·
ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية مشاعر القلق والترقب التي انتقلت الى اقصي الشرق قائلة 'بورصة طوكيو اكدت انها تتابع الامر عن كثب، والبورصات الاسيوية تبحث كيف ستؤثر هذه الاندماجات الجديدة على مستقبلهم وكيف يمكن الرد عليها؟' واعترف تيزو نيشيمورو رئيس بورصة طوكيو انه يفكر بالفعل في اندماج او علاقة ما مع بورصة اميركية لمساعدتهم على اجراء تداولات طيلة اليوم بدون توقف· ويمنع القانون الياباني أي بورصة اجنبية من شراء اكثر من 50 % من بورصة طوكيو لكن الفاينانشال تايمز تقول ان الساحة ربما تكون ممهدة اكثر لتحالفات بين البورصة اليابانية واسواق اسيوية اخرى اصغر'·
وترصد الاوبزرفر البريطانية ملمحا لم ينتبه اليه كثيرون وهو انه رغم الخلافات السياسية الكبيرة بين فرنسا والولايات المتحدة منذ حرب العراق فان البلدين قدما سلسلة من أفضل الاتفاقيات الاقتصادية للعالم مثل اندماج 'لوسنت' الاميركية مع 'الكاتل' الفرنسية العام الماضي·
عدد اليوم
