انخفاض أرباح شركات السلع الغذائية بسوق أبوظبي إلى 44,7 مليون درهم

(أبوظبي) - انخفضت أرباح شركات السلع الغذائية والاستهلاكية المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 44,7 مليون درهم خلال الربع الأول، مقارنة بنحو 61 مليون درهم خلال الفترة ذاتها العام الماضي، بتراجع نسبته 26,7%، بحسب رصد أجرته “الاتحاد”. ويضم سوق أبوظبي 5 شركات غذائية واستهلاكية، منها واحدة موقوفة عن التداول. ولم تسجل أية شركة من الشركات الأربع نمواً في أرباحها الفصلية، رغم أنها تنتمي إلى قطاع يصفه المحللون الماليون بـ”الدفاعي”، والأقل تأثراً بالأزمات الاقتصادية. وأرجعت مها كنز المحللة المالية بشركة الفجر للأوراق المالية انخفاض الأرباح إلى تآكل المحافظ الاستثمارية التابعة لشركات السلع الاستهلاكية في أسواق الأسهم باستثناء “فودكو”، فيما تعاني شركات أخرى دفع فوائد عالية على ديونها. والشركات الأربع هي “أغذية” و”فودكو” و”أسماك” و”دواجن رأس الخيمة”، فيما جرى وقف شركة الخليج للمواشي عن التداول في أبريل العام الماضي، بناء على طلب من النائب العام لإمارة رأس الخيمة بسبب تحقيقات تجري مع قيادات الشركة. وكان سوق أبوظبي للأوراق المالية أوقف الشركة عن التداول بنهاية شهر مارس الماضي قبل تلقي طلب النائب العام، بسبب عدم إفصاح الشركة عن نتائجها المالية للعام 2010 خلال المهلة المحددة. «دواجن» و «أسماك» وحققت شركة دواجن رأس الخيمة أكبر نسبة تراجع في أرباح شركات القطاع خلال الربع الأول بنسبة 74%، حيث بلغت أرباحها 393,5 ألف درهم مقارنة بأرباح قدرها 1,5 مليون درهم في الفترة ذاتها العام الماضي. وبحسب النتائج المالية للشركة، بلغت قيمة المبيعات خلال الربع الأول 14,46 مليون درهم، بانخفاض نسبته 24,3% عن مبيعات الفترة ذاتها العام الماضي والبالغة 19,1 مليون درهم، ولوحظ أن تكلفة المبيعات جاءت أكبر من الإيرادات بقيمة 14,7 مليون درهم، بخسارة بلغت 246 ألف درهم. وتمتلك الشركة محفظة استثمارية في الأسهم المحلية، قيمتها العادلة في يناير الماضي 158,11 مليون درهم، وجرى إعادة تقييمها بنهاية الربع الأول بقيمة 127,64 مليون درهم، بصافي خسارة قيمتها 30,47 مليون درهم. وقالت مها كنز إن مصادر أرباح شركات السلع الاستهلاكية، كغيرها الكثير من الشركات، لم يكن من عملها الأساسي، حيث لجأت إلى الاستثمار في الأسهم، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تراجع كبير في أرباحها، مع تراجع أسعار الأسهم في محافظها الاستثمارية. وانخفضت أرباح الشركة العالمية لزراعة الأسماك “أسماك” بنسبة 41% لتصل إلى 13,1 مليون درهم مقارنة بـ22,5 مليون درهم للفترة ذاتها العام الماضي. وتوقع محمد هلال المهيري نائب رئيس مجلس الإدارة، أن تنمو أعمال الشركة بمعدلات أكبر خلال العام الجاري، في ضوء نمو مبيعاتها بنسبة 23% لتصل إلى 101,75 مليون درهم من 82,63 مليون درهم. وتحولت شركة “اسماك” إلى الربحية العام الماضي بقيمة 70,67 مليون درهم مقارنة بخسائر بقيمة 14,4 مليون درهم عام 2009. “أغذية” وحققت شركة “أغذية” أرباحاً خلال الربع الأول من العام الحالي بقيمة 22,14 مليون درهم مقارنة بـ27,32 مليون درهم، بانخفاض نسبته 19%. وأرجع راشد مبارك الهاجري رئيس مجلس الإدارة تراجع هامش الربحية إلى انخفاض ربحية قسم الدقيق وعلف الحيوانات بنسبة 27%، كما ارتفعت تكلفة التوزيع مع تكلفة المبيعات والمصاريف الإدارية لتصل إلى 42 مليون درهم. وقال في التقرير المالي إن الشركة اتخذت عدداً من الخطوات لتحسين الربحية منها زيادة الطاقة الإنتاجية لمطاحن الدقيق والعلف. بالمقابل، نمت مبيعات الشركة خلال الربع الأول بنسبة 20% لتصل إلى 278 مليون درهم، بدعم من الأداء القوي لقسم المياه والمشروبات والذي نمت مبيعاته بنسبة 31% لتصل إلى 71,4 مليون درهم. وأشار الهاجري إلى عدد من الخطوات التي اتخذتها “أغذية” لمواجهة ما وصفه بـ”تحدي تكاليف المدخلات” عن طريق الدخول في قطاعات جديدة، منها توزيع وتسويق حصري لمنتجات “ايسكلار” النرويجية للمياه المعدنية في أسواق الإمارات وقطر والبحرين والكويت. وأوضح الهاجري أن “أغذية” ستبدأ في الربع الأخير من العام الحالي تصنيع وتوزيع منتجات “تشيكيتا” الأميركية لعصير الفواكه في أسواق دول الخليج والمشرق العربي ومصر، علاوة على دخول “أغذية” في قطاع منتجات الألبان من خلال شراكة مع شركة “يوبليه” العالمية. وقال “إن التوترات الشعبية الإقليمية وتذبذبات سوق السلع، تشكل تحدياً أمام تصدير منتجات “أغذية”، كما يتوقع أن تشكل أسعار المواد الخام ضغوطاً على هوامش الربحية، ومع ذلك نتوقع أن يكون العام الحالي جيداً لنمو أعمال الشركة”. فودكو وبلغت أرباح شركة فودكو للأغذية خلال الربع الأول 9,06 مليون درهم مقارنة بـ9,67 مليون درهم، بانخفاض نسبته 6,3%، وهي أقل نسبة في تراجع الأرباح بين شركات القطاع. وبلغت قيمة المبيعات 20,8 مليون درهم مقارنة بـ23,2 مليون درهم، بانخفاض نسبته 10,2%. ولكن فودكو حققت ارتفاعاً في الدخل من الاستثمارات بنسبة 35% إلى 9,87 مليون درهم مقارنة مع 7,3 مليون درهم. وقالت مها كنز إن جميع الشركات بدأت تعيد توازن محافظها الاستثمارية، بعدما كانت تتركز في قطاعات محددة، مضيفة أن الأسواق بدأت في الفترة الأخيرة تستقبل منتجات وسلعاً زراعية واستهلاكية وغذائية محلية الصنع، الأمر الذي من شأنه أن يدعم أرباح شركات الأغذية والسلع الاستهلاكية خلال الفترة المقبلة. وبينت أن الإمارات دولة مستهلكة ومستوردة للجانب الأكبر من حاجتها الغذائية، وأمام الشركات العاملة في قطاع الأغذية فرص كبيرة للنمو وتوسيع حصتها السوقية، في ظل تنامي الطلب وارتفاع الاستهلاك.