الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حركة «حماس» تستقوى بصعود «الإخوان المسلمين» في مصر

21 يونيو 2012
غزة (أ ف ب) - تعكس الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس ردا على سلسلة غارات جوية إسرائيلية، تحولا في موقف الحركة بعد التزامها لأشهر بالتهدئة الميدانية، إذ أصبحت ترى نفسها في موقع قوة بفضل الصعود السياسي لحلفائها الإخوان المسلمين في مصر. ويرى أستاذ الصحافة في الجامعة الإسلامية أحمد الترك أن التطورات السياسية في مصر “تصب في صالح حماس والفلسطينيين”، وبالتالي “لم يعد محتملا السكوت فلسطينيا على أي تصعيد إسرائيلي”. وأضاف “يجب أن يكون هناك رد لان المعادلة فيها تغيير لصالح فلسطين وحماس تسعى لتغيير المعادلة لصالح المقاومة”. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس، إن رد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة بإطلاق صواريخ على إسرائيل بعد ساعات على سلسلة غارات جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي جاء “لإيصال رسالة لإسرائيل أن حماس والمقاومة لا يمكن أن تسكت على إراقة الدم”. وتابع أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى “فرض معادلة أنه أينما يقتل إسرائيلي حتى لو على حدود مصر أو الأردن يجب أن تدفع غزة والمقاومة الثمن”، مشددا على أنه “لا يمكن قبول فرض هذه المعادلات”. وأضاف “كان صمتنا من باب القدرة وردنا من باب الوعي”.وكانت حماس نأت بنفسها مرات عدة في الماضي عن الرد على اغتيالات قامت بها إسرائيل وآخرها مقتل زهير القيسي أمين عام لجان المقاومة الشعبية ف مارس الماضي عندما كانت حركة الجهاد الإسلامي في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي. من جهته، يعزو آفي سخاروف محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية هجمات حماس إلى عدة أسباب أهمها “تحسين صورتها بعد الانتقادات لعدم انضمام القسام للرد على مقتل القيسي وأحد عناصرها (الاثنين)، إضافة إلى الجو العام بصعود الإخوان وانتصار مرسي الذي جاء لصالح حماس”. ويرى سخاروف أن حماس لا تريد تصعيدا مع إسرائيل، لكنها تسعى إلى “خلق معادلة جديدة تحدد المسموح والمرفوض للمرحلة القادمة، القتل يرد عليه بالقتل والهدف بهدف”. لكن الترك يعتقد أن تغيير المعادلة لحماس ليس سهلا و”يتطلب رؤية فلسطينية موحدة تتناسب مع التطورات الحاصلة بالمنطقة”. وبعد إعلان الإخوان المسلمين فوز مرشحهم لانتخابات الرئاسة محمد مرسي، يرى مخيمر أبوسعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة أن حماس تسارع لإعادة ترتيب أوراقها الداخلية سواء بشأن المصالحة وتشكيل حكومة التوافق الوطني أو “اختبار نوايا إسرائيل وهل يمكن أن يتورطوا (الإسرائيليون) في حرب على غزة؟”. وشدد أبو سعدة على أن “الأمور في مصر ستكون لصالح الفلسطينيين وحماس في المستقبل القريب وهذا أمر تدركه حماس جيدا”. وتشعر حماس “بالقوة” بعد صعود الإخوان، كما يرى سليم الزعنون أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة بغزة. ويعتقد أن تصعيد إسرائيل يهدف “لقياس رد فعل حماس وفي المقابل حماس تحاول إيجاد حالة من الردع الجديدة. حماس وإسرائيل تريدان توصيل رسالته بقوة هذه المرة بسبب المتغيرات التي قد تتطور سواء بالإيجاب أو بالسلب”.أما بالنسبة للمحلل السياسي مصطفى الصواف، فرد حماس السريع ناجم عن “استراتيجية جديدة” للحركة تشير إلى أن حماس “أنهت استعداداتها (العسكرية) بحدود إمكانياتها لذا مرحلة السكوت انتهت وأي تصرف إسرائيلي سيقابل برد فوري”. لكن الصواف وهو رئيس تحرير سابق لجريدة “فلسطين” المحلية يصف الربط بين رد حماس الصاروخي بصعود الأخوان بانه “تصور ساذج” لأن الرئيس المصري القادم سيكون “مثقلا” بملفات داخلية كبيرة. وفي المقابل يشير الترك إلى حرص إسرائيل على التأكيد على أنها تتحكم بالمعادلة لذلك تسعى “لاستفزاز الفصائل لقياس إمكانيات المقاومة وخلق إرباك في المجتمع الفلسطيني والإيقاع بين الفصائل”. وأضاف أن الرسالة الإسرائيلية أنها “تريد أن تقول لحماس إن صعود الأخوان لن يوقف إسرائيل عن الحرب أو التصعيد”. وأطلقت كتائب القسام أكثر من 50 صاروخا تجاه إسرائيل ردا على الضربات الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين. ولا تخفي حماس سرورها بفوز مرسي لكنها “تدرك الموقف والمساحة التي يمكن أن يتحرك فيها تجاه حماس وفلسطين وحقل الأشواك كبير” في مصر بحسب الصواف. ويستبعد الترك حدوث حرب قريبة على جبهة غزة لان “إسرائيل لا ترغب باستفزاز مصر في هذه المرحلة الانتقالية وأيضا لا تريد ضرب الوضع الأمني على حدود غزة لأنه افضل بكثير من الأوقات السابقة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©