السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أصدقاء سوريا» تقر مساعدات عسكرية عاجلة للمعارضة

«أصدقاء سوريا» تقر مساعدات عسكرية عاجلة للمعارضة
23 يونيو 2013 10:40
الدوحة (وكالات) - تعهدت مجموعة “أصدقاء سوريا” أمس بتقديم مساعدات عسكرية عاجلة للجيش السوري الحر من أجل “تحقيق التوازن” على الأرض ومواجهة “الهجمات الوحشية للنظام السوري وحلفائه”، تمهيدا للدفع نحو حل سلمي على أساس مبادئ مؤتمر جنيف. وترأس وفد الدولة إلى الاجتماع معالي محمد أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية. واعتمد اجتماع الدوحة الذي شاركت فيه 11 دولة على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، مقاربة خلاقة، إذ تم تأكيد مبدأ دعم المعارضة عسكريا وسياسيا مع ترك الحرية لكل بلد في المجموعة لتقديم شكل الدعم الذي يريد. كما اعتمد الاجتماع “قرارات سرية” لتغيير الوضع على الأرض في سوريا، بحسب ما أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأورد البيان الختامي لاجتماع “أصدقاء سوريا” أن وزراء خارجية المجموعة قرروا “إرسال جميع المعدات بشكل عاجل للمعارضة على الأرض، كل دولة حسب طريقتها، لتمكينها من مواجهة الهجمات الوحشية للنظام وحلفائه وحماية المدنيين السوريين”. ودانت المجموعة مشاركة مقاتلين من “حزب الله” وإيران والعراق في القتال إلى جانب النظام السوري وطالبت هؤلاء المسلحين بـ”الانسحاب فوراً” من سوريا. كما طالبت المجموعة العراق ولبنان بتأمين حدوهما لمنع تسرب المسلحين والأسلحة. ودعا بن جبر بشكل واضح إلى تسليح المعارضة، من أجل تحقيق “التوازن” على الأرض وإجبار النظام على التفاوض. وقال في الاجتماع “علينا أن نتصرف بحزم” من أجل “كسر الحلقة المفرغة التي عشناها حتى الآن”. واعتبر بن جبر أن “القوة قد تكون ضرورية لإحقاق الحق والتزود بالسلاح واستخدامه قد يكون الطريق الوحيد لإحلال السلام، خاصة في حالة سوريا”، مكررا بذلك موقف بلاده الداعم لتسليح المعارضة. وأضاف في هذا السياق أن “الدعم المعنوي وحده لن يكون كافياً، بل علينا تقديم كافة أنواع الدعم للائتلاف الوطني لقوى المعارضة وللمجلس العسكري حتى يصبح قادرا على مواجهة قوات النظام والقوى الإقليمية والعالمية الداعمة له”. وفي المؤتمر الختامي للمؤتمر، أكد بن جبر أن الاجتماع اتخذ “قرارات سرية” لتغيير الوضع على الأرض، مشيرا إلى أن تسع دول في المجموعة متفقة على الدعم العسكري من خلال المجلس العسكري للجيش السوري الحر. وأشار المسؤول القطري إلى تحقيق “نقلة نوعية” خلال الاجتماع في الدوحة. وقال إن “الدول أغلبها متفقة ما عدا دولتين على كيفية تقديم الدعم العملي للثوار من خلال المجلس العسكري”، فيما الدولتان الباقيتان تدعمان بسبل أخرى. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أكد في وقت سابق أن بلاده لم تتخذ قرارا بتسليح المعارضة السورية. واعتبر بن جبر أن الحل السياسي من خلال مؤتمر جنيف هو الأفضل لكنه عبر عن “شكوك كثيرة لأن النظام لديه خط واحد يسير عليه” هو “القتل والقتل والقتل والتدمير”. وقال إن “الحل السياسي مهم لكن المهم أيضا التوازن على الأرض وإعطاء المعارضة السورية وخاصة الجناح العسكري كل ما يتطلب من أمور لكي يكون وضعهم على الأرض أحسن”. وأشار إلى “وضوح في الرؤية” بعد تأكيد استخدام السلاح الكيميائي وتدخل حزب الله اللبناني في النزاع السوري بشكل مباشر. وقال “الكل مقتنع اليوم بالتدخل السريع، لا أقصد تدخلا عسكريا بشكل تقليدي بل كيفية دعم مقاومة الشعب السوري”. وأشار إلى وجود اتفاق بين المجموعة يقضي بأن “المساعدات يجب أن تمر عبر الائتلاف” المعارض السوري، على أن يتم إيصال المساعدات إلى “الشخص المناسب والشخص المناسب هو اللواء سليم إدريس” رئيس أركان الجيش السوري الحر. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جلسة علنية من الاجتماع إن دول المجموعة ستزيد دعمها السياسي والعسكري لوضع حد لـ”انعدام التوازن” على الأرض مع النظام السوري. وقال كيري “إن الولايات المتحدة والدول الأخرى الموجودة هنا، كل دولة بحسب المقاربة التي تختارها، ستقوم بزيادة نطاق وحجم الدعم للمعارضة السياسية والعسكرية”. وأكد كيري أن هذا الدعم يهدف إلى “التمكن من الوصول إلى جنيف، وللتعامل مع انعدام التوازن على الأرض”. وقال كيري انه بعد تأكيد استخدام أسلحة كيميائية وتدخل حزب الله،”قررنا انه ليس لدينا خيار للوصول إلى المفاوضات إلا بتقديم مساعدات أكبر، بشكل أو بآخر، كل دولة بحسب ما يناسبها، لكن كل الدول التزمت بالقيام بالمزيد لمساعدة المعارضة السورية”. وأضاف أن الاجتماع شدد أيضا على أمرين إضافيين هما “الوصول إلى جنيف” و”زيادة المساعدات الإنسانية”. وأضاف الوزير الأميركي “أود أن اشدد أننا نقوم بذلك ليس بهدف الوصول إلى حل عسكري بل نقوم بذلك لنأتي إلى الطاولة ونتوصل إلى حل سياسي”. وبحسب كيري، فان “إدارة سياسية للمعارضة جديرة بالثقة ومعارضة مسلحة اكثر فاعلية ستمكن المعارضة من مواجهة استعانة الرئيس السوري بشار الأسد بخارج الحدود للمجيء بالإيرانيين وحزب الله” للقتال إلى جانبه. كما اكد أن بيان مؤتمر جنيف 1 هو الأساس الوحيد للحل السياسي المرجو في سوريا. وأضاف كيري إن كلا من النظام والمعارضة في سوريا سيشكلان الحكومة الانتقالية المقبلة، وفق ما جاء في اتفاق “جنيف 1”. وقال كيري إن المجتمع الدولي “ملتزم” بالوصول إلى حل سلمي لإنهاء الأزمة السورية. كما أكد على أن بلاده لم تأت للمؤتمر لتناصر فئة على أخرى، وإنما بهدف دعم الشعب السوري “جميعه”، حتى تعود سوريا لتتعايش في ظل التعددية، كما كانت قبل اندلاع الأزمة. وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس أن روحية اجتماع الدوحة هي “التنسيق بين أعضاء المجموعة مع الأخذ في الاعتبار ما يستطيع كل عضو أن يقدمه أو لا (أي السلاح) بحسب ظروفه وان يعلن ذلك أو لا يعلنه”. وذكر المصدر أن اللواء إدريس قدم إلى المجموعة قائمة بالطلبات تتعلق بالأسلحة، وان اجتماع الدوحة نظر في هذه الطلبات. من جانبه رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الذي زار الدوحة أمس بقرار 11 دولة من “أصدقاء سوريا” تعزيز دعمها لمقاتلي المعارضة السورية في مواجهة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال اولاند خلال لقائه الجالية الفرنسية في قطر أن اجتماع “أصدقاء سوريا” في الدوحة أتاح “رسم خط وهو دعم المعارضة السورية”. وأضاف أن الدول الإحدى عشرة التي شاركت في الاجتماع قررت أيضا أن “تعزز في شكل أكبر العناصر التي تكفل كل الضمانات للتحضير للعملية الانتقالية” في سوريا و”طلبت من بعض القوى الأجنبية الانسحاب” من هذا البلد و”الذهاب نحو مؤتمر يسمح بإيجاد مخرج سياسي” للنزاع السوري . وأسف اولاند لـ”استخدام الغاز بهدف تدمير” المعارضة التي يخوض مقاتلوها حربا “يتم فيها اغتيال شعب”. وتابع “كل ما يحصل هنا، في هذه المنطقة، يهم أيضا أوروبا وفرنسا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©