فان جال وسابيلا يشعلان فتيل المواجهة بـ «الحرب النفسية»

تترقب أنظار العالم المواجهة المشتعلة قبل أن تبدأ فعلياً، بين هولندا والأرجنتين في الدور نصف النهائي لكأس العالم، والتي تجمع بينهما مساء اليوم على ملعب كورنثيانز بأرينا دي ساو باولو، وقبل ساعات قليلة من المباراة حفلت أروقة البطولة مواقف مختلفة وتحركات مثيرة من معسكر كل منتخب ضد الآخر، كما تم خلالها شن «حرب نفسية» من كل جهة ضد الأخرى، باستخدام كل أنواع الأسلحة وأبرزها سلاحا «روبن - ميسي» التي تهدف لتخدير الطرف المنافس وإلقاء العبء النفسي عليه، وبدأت المعركة في اليوم التالي لتأهل المنتخب الهولندي للدور قبل النهائي، حيث تم تشديد الأمن في ملعب استاد فلامنيجو بريو دي جانيرو بالبرازيل، وتم التأكد من هوية كل إعلامي يدخل للملعب لمتابعة التدريب المفتوح الذي جرى في الساعة الحادية عشرة صباح اليوم التالي لمباراة كوستاريكا السبت الماضي. حيث منع دخول أي مندوب ينتمي للأرجنتين، وتم قصر الحضور على مصوري القنوات الهولندية، وبعض الجنسيات المحايدة، بينما سمح للجميع بحضور المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب التدريب الصباحي نفسه. وحرص المدرب لويس فان جال على لم شمل الفريق، خاصة بعدما وضح التأثر على سيليسين، وهو في طريقه للخروج من مباراة كوستاريكا، ومنح الفرصة لكرول الذي لم يخيب ظن مدربه، وصد ضربتي جزاء، حملتا هولندا لمواجهة الأرجنتين. وبعد جلسة مغلقة في وسط الملعب جمعت الحارسين وروبن وفان بيرسي قبل وصول فان جال وبقية اللاعبين، قدم سيليسين اعتذاره لكرول وإلى جميع زملائه عما بدر منه خلال استبداله، ولفت إلى أنه لم يبلغ بقرار الخروج من المباراة، الأمر الذي فاجأه خاصة في التوقيت التي سحب فيه، وهو ما أكده المنسق الإعلامي للمنتخب الهولندي فيما بعد لوسائل الإعلام. تدريبات مغلقة أما موقف كل الجهازين الفنيين، فالأمر لم يختلف كثيراً، حيث أغلق المدرب لويس فان جال التدريبات الأساسية مساء أمس الأول في وجه رجال الإعلام، وطلب عدم اقتراب أي وسيلة إعلامية أو حتى جماهير عادية من ملعب فلامينجو، وذلك قبل السفر لساوباولو لأداء التدريب الأخير. وأشاد الجهاز الفني لمنتخب هولندا بقدرات فريق الأرجنتين ورشحه لبلوغ النهائي، وتم الحديث في أروقة اليوم المفتوح في تدريبات هولندا عن رضا تام للتأهل لهذا الدور، واعترافات بقوة وتفوق «التانجو» بفعل الدور الكبير الذي يلعبه ليونيل ميسي. وفي المقابل رد الجانب الأرجنتيني بتصريحات مشابهة وموقف مشابه يهدف لرد رمي العبء النفسي على الجهة الأخرى، حيث أكد سابيلا مدرب المنتخب الأرجنتيني قبل ساعات من المباراة على قوة «الطواحين»، خاصة في ظل وجود لاعب بحجم روبن الذي اعتبره «القلب النابض» لهولندا. يذكر أن روبن هو أقرب المنافسين لميسي على جائزة افضل لاعب في البطولة، وينتظر أن يتوهج في لقاء اليوم ليحصد لقب «رجل المباراة» لثالث مرة في البطولة، ليقترب من البرغوث الذي حصد اللقب 4 مرات حتى الآن. من جهة ثانية، استمر المنتخب الهولندي بأسلوبه نفسه عبر تعميق روح الأسرة الواحدة، حيث حرص فان جال على اصطحاب الفريق في حفل عشاء مغلق بأحد المطاعم في ريو دي جانيرو، بعيداً عن أعين الإعلام، وذلك قبل السفر مباشرة إلى ساو باولو. كرول جاهز في شأن متصل بدا واضحاً أن فان جال يخطط لمفاجأة المنتخب الأرجنتيني، خاصة أنه أمر بأداء التدريب الأخير خلف الأسوار المغلقة، فيما وصف كرول حارس المنتخب الهولندي المرشح للنزول في الوقت الضائع حال وصلت مباراة فريقه لضربات الجزاء مساء اليوم منتخب الأرجنتين بـ«الصعب المراس»، وقال «هو فريق قوي هجومياً، ولا يعتمد فقط على الهجمات المرتدة، بل يستغل الفرص المتاحة له بهدوء قاتل». وعن استعداده لتكرار إنجاز التصدي لضربات الجزاء حال وقع ذلك أمام «التانجو» قال «سأكون على أهبة الاستعداد للركلات الترجيحية، سأقوم بدراستهم من جديد، لقد قمنا نحن الحراس بذلك مع مدربنا قبل كل مواجهة، وسنفعل ذلك من جديد». خطة بديلة المراقب لتحركات وتدريبات الجهاز الفني ومنتخب هولندا يمكنه التوقع بما يمكن أن يحدث خلال المباراة، حيث يحضر المدرب فان جال «خطة بديلة»، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها منتخب بلاده، حيث تعرض نايجل دي يونج وليروي فير للإصابة ورغم ذلك أصر على اصطحابهما إلى ساو باولو ضمن تشكيلة الفريق على أمل تجهيزهم قبل ساعات من مواجهة «التانجو». فيما يتوقع أن يؤدي «البرتقالي» بتشكيلة تميل للدفاع المغلق، بحيث سيعتمد فقط على انطلاقات روبن وفان بيرسي والقادمين من الخلف وتحديداً شنايدر وممفيس مع تأمين دفاعي من الوسط، وفرض رقابة على ميسي ومفاتيح لعب «التانجو». (ريو دي جانيرو - الاتحاد)