عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء)
قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن «السلاح الإيراني في اليمن، كما هو في سائر بلاد العرب، عامل فرقة وعنف وعدم استقرار، ويبقى أنه لن ينجح في تغيير نتيجة الحرب في اليمن».
وأضاف معاليه في تغريدات على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، أن «النفي الإيراني المتكرر حول تسليح التمرد الحوثي يبطله دليل مادي حول تهريب السلاح الإيراني إلى اليمن، وصدقية الدليل الحسّي تدحض البيان السياسي». وأكد معاليه أن «إسقاط سلاح الجو الإماراتي لطائرة من دون طيار إيرانية في اليمن دليل، لمن يحتاج إلى دليل، لتورط إيران في دعم التمرد وإطالة الحرب في اليمن».
وقال إن «كذبة الانسحاب المسبق باتت مكررة سمجة، تحرير مخا ترك آثاره ورفع درجة اليأس لدى متمردي الحوثي/ صالح، الضربات القادمة ستكون أكثر ألما».
من جهة أخرى، تواصلت أمس الأحد، لليوم السابع على التوالي، المعارك الشرسة بين القوات اليمنية الحكومية وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مدينة المخا الساحلية بمحافظة تعز «جنوب غرب»، حيث قتل 90 من المتمردين الحوثيين و19 جندياً في غضون 24 ساعة ماضية، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية وكالة فرانس برس. وقال المسؤول بالمجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بتعز عبدالستار الشميري، لـ«الاتحاد»، إن «معارك عنيفة تدور في المخا منذ ليل السبت الأحد بعد تقدم قوات الجيش والمقاومة الشعبية إلى وسط وشمال المدينة بغطاء جوي من التحالف العربي بقيادة السعودية».
وأضاف «تدور اشتباكات هي الأعنف في شوارع وأزقة مدينة المخا»، الميناء الساحلي الذي يبعد مائة كيلومتر إلى الغرب عن مدينة تعز، ويقع على بعد 75 كيلومتراً شمال مضيق باب المندب الاستراتيجي.
وذكر بيان صادر عن الجيش اليمني -محور تعز- أن القوات الحكومية «تواصل تمشيطها للأحياء السكنية في المخا من جيوب وعناصر الميليشيات التي لاتزال في بعض المباني، وتعمل الفرق الهندسية على نزع وتفكيك حقول الألغام التي زرعتها الميليشيا بالمدينة»، التي تفصلها 50 كيلومتراً فقط عن بلدة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة (غرب) ثاني أهم موانئ البلاد بعد ميناء عدن (جنوب).
وأكد البيان أن «قوات الجيش الوطني مسنودة بمقاتلات التحالف العربي تمكنت من قطع الطريق الواصل من اتجاه الخوخة إلى شمال مدينة المخا».
وقصفت مقاتلات التحالف الأحد مواقع وتحصينات للميليشيات الانقلابية في المخا وبلدة موزع المجاورة مستهدفة معسكر خالد الواقع علو الطريق بين البلدتين ومحيطه والمواقع الدفاعية التابعة له. وقالت مصادر عسكرية في صنعاء مساء أمس، إن طيران التحالف نفذ أكثر من 50 غارة على الميليشيات في المخا، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس، إن الشريط الساحلي من الحديدة حتى المخا «تعرض لأعنف قصف جوي، واستهداف لتعزيزات الحوثيين القادمة نحو المخا»، من قبل طائرات التحالف العربي.
وأضاف المصدر، أنه خلال الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها المدينة الساحلية «تقدمت القوات (الحكومية)، واستعادت عدة شوارع في المدينة (المخا)»، مشيراً إلى أن «المعارك لم تتوقف مع الحوثيين».
وقال القيادي الميداني بالمقاومة الشعبية الجنوبية، عبدالرحمن اللحجي، لـ«الاتحاد»، إن قوات الحكومة والمقاومة تمكنت بعد مواجهات عنيفة اندلعت في مناطق متفرقة بالمخا ليل السبت وحتى صباح الأحد، من اغتنام أسلحة مختلفة بينها صواريخ حرارية وموجهة وقناصات ورشاشات بعضها إيرانية الصنع. وأكد أن الميليشيات تفر من مواقعها مع تقدم قوات الشرعية «وتحتمي داخل المنازل، وتجعل المواطنين الأبرياء دروعا بشرية»، وهو ما اعتبره السبب الرئيس في تأخر حسم معركة تحرير المخا.
وتوقع دحر الانقلابيين تماماً من المدينة في غضون الساعات المقبلة، وقال إن القوات الحكومية قتلت السبت عشرات المسلحين الحوثيين، بينهم أكثر من عشرة من القناصة الذين كانوا على سطوح بعض المنازل.
وأفادت مصادر عسكرية وطبية، أمس، بمقتل 90 من المتمردين الحوثيين و19 جندياً في معارك جديدة شهدتها مدينة المخا ومناطق محيطة بها على البحر الأحمر في الساعات الـ24 الماضية. وقال مصدر طبي يمني، إن مستشفى العلفي العسكري في الحديدة القريبة من المخا «استقبل أكثر من تسعين جثة (من الحوثيين)، وعدداً كبيراً من الجرحى. ونظراً لعدم قدرة المستشفى على استيعاب الضحايا، تم نقلهم إلى مستشفيات أخرى».
وقال مصدران أحدهما عسكري والآخر طبي في عدن، كبرى مدن الجنوب اليمني ومقر حكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، إن القوات الحكومية خسرت 19 من عناصرها في المعارك الأخيرة.
وقتل ستة حوثيين وجرح عشرات آخرون خلال تحرير القوات الحكومية، مساء السبت، جبلي المريكب والمرايغة في عزلة اليمن ببلدة مقبنة المتاخمة للمخا في شمال غرب تعز. كما قتل خمسة حوثيين وجرح آخرون أمس الأحد باشتباكات داخلية بين الميليشيات في قرية الشرف ببلدة الصلو جنوب تعز. وفي الحديدة، شنت مقاتلات التحالف أمس خمس غارات على مواقع للميليشيات في مرفأ رأس عيسى النفطي ببلدة الصليف شمال المحافظة، حيث دمرت غارات أخرى جسراً حيوياً في بلدة الزهرة القريبة يربط الحديدة بمحافظتي المحويت وحجة. كما دمرت ضربة جوية جسراً آخر في بلدة صعفان يربط بين الحديدة والعاصمة صنعاء التي تخضع لهيمنة الحوثيين منذ أواخر سبتمبر 2014.
وقال بيان عن الجيش اليمني - المنطقة الخامسة - إن مقاتلات التحالف العربي نفذت أربع غارات جوية على أهداف متحركة للميليشيا الانقلابية غرب مجمع النخيل والمداحشة بجبهة حرض الحدودية مع السعودية في شمال محافظة حجة (شمال غرب)، حيث أصابت ثلاث غارات مواقع للانقلابيين في بلدة عبس غربي المحافظة.
واستهدفت نحو عشر غارات مواقع للميليشيا في بعض البلدات الحدودية مع السعودية في محافظة صعدة المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين في أقصى شمال البلاد، بينما دمرت ثمان غارات مواقع عسكرية للحوثيين في بلدتي صرواح وعسيلان بمحافظتي مأرب وشبوة شرق وجنوب شرق اليمن.
عدد اليوم
