الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دي ستيفانو الأسطورة

9 يوليو 2014 01:47
لم يكن ألفريدو دي ستيفانو مجرد لاعب، بل كان ساحر الملايين من عشاق الكرة قبل ستين عاماً، رغم انعدام الفضائيات وشبكة الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ كان ذكر اسمه كافياً لإسعاد أُناس لم يشاهدوه، وقبله أخذ اللاعب المغربي الذي لعب لثلاث منتخبات العربي بن مبارك حيزاً أوسع من اهتمام الجمهور الكروي، إلى جانب أسماء عالمية أخرى مبدعة، بوشكاش وهيديكوتي وكوبا، إلا أن الأرجنتيني الذهبي دي ستيفانو كان شيئاً مختلفاً، حتى إن بقي كذلك حتى رحيله، إذ شاهد نهائي الريال، فريقه الأبدي، في لشبونة وعاش انهيار إسبانيا في المونديال، ولم يمهله الموت في استكمال مشوار الأرجنتين في المونديال.. ولم يمر رحيله هكذا، إذ لم تغط عليه واقعة نيمار، ولا خروج كوستاريكا، ولا إبعاد مونتاري، ولا تألق الجزائر، ولا توقف الديكة عن الصياح، ولا بكاء تياجو سيلفا.. ولا تهديد زونيجا بالموت.. وأحداث كثيرة.. بل حتى ظهور أبوبكر البغدادي وهو يخطب في الوصل ويدعونا لطاعته طالما أنه خليفة علينا، لم يطفئ شمعة دي ستيفانو، وكانت برقيات التعازي تتهاطل على عائلته وناديه التاريخي من كل جانب، من بيليه وبلاتر وميسي، وأفردت له الصحف مساحات واسعة اختزلتها في مقولة «رحل دي ستيفانو وبقيت الأسطورة»، ولهذه الأسطورة ستلعب الأرجنتين بحافز تكريم واحد من أبنائها المبدعين في تاريخ كرة القدم العالمية.. وفي مثل هذا اليوم الذي تواجه فيه كتيبة سابيلا كتيبة الذئب فان خال، التقى في العام 1955 أيقونة الثورة العالمية أرنستو تشي جيفارا الثائر الكوبي الكومندنتي فيديل كاسترو ليبدأ ملحمة تحرير كوبا وأميركا اللاتينية، فهل سيكرم ميسي ابن مدينته روزاريو بلقب يزيد من إشعاعه.. ثم ألا يثأر البرغوث الذي لم ينتفض بالشّكل المطلوب ليثأر لسبابة تمثاله في بوينس آيرس بعد أن تعرض لعملية تخريب من غاضبين على أدائه الباهت رغم فعالية الفوز.. وبلا شك فإن مواجهة نجوم التانجو لمحاربي الأراضي المنخفضة، سيجري تحت إيقاعات ثأرية، وتراكم مواجهات لا يمكن لذاكرة النسيان محوها، وبقيادة روبين الذي رمى بكل موهبته في هذا المونديال، ستسعى هولندا لكسر النحس الهندي الذي لازمها في ثلاث نهائيات، وسيكون هجومها النّاري وبالا على رفاق ماسكيرانو الذي لم يُمتحنوا بشكل جيد.. وإذا ما انقسمت الآراء بين راغب في أن يكون أحد طرفي النهائي من القارة العجوز في مقابل ممثل عن مستعمراتها القديمة، وإن تمنى كثيرون أن يكون النهائي لاتينياً خالصاً، ويفضلون بقاء الكأس حيث أرض الكرة الحالمة.. وأبانت موقع ألمانيا والبرازيل البون الشاسع في جماليات الكرة بين الطرفين، وبدا واضحاً أن براجماتية اللعبة في أوروبا حوّلت منتخباتها إلى ما يشبه المعامل الجاهزة، فيما يكون الشعور إزاء كرة أميركا الجنوبية فيها مسحة من الإبداع الإنساني اللافت، وبالتالي لا يمكن أن تقارن أرستقراطية الغرب في تعامله مع الكرة، بنزعة الإنسان الفقير الباحث عن متعة في اللعبة ببلدان أرهقتها البزّة الرمادية طويلاً. سيكون العالم اليوم على موعد مع ميسي المطالب بحفر اسمه في ذاكرة المونديال وإحراز اللقب كما فعل كامبيس ومارادونا، وهو يشعر بثقل المسؤولية، وفان بيرسي الذي رغم التألق فإن التعلق بنيل اللقب الهارب من هولندا هو الحافز لتجاوز العقدة، فهل ينجح الطواحين في تحقيق إنجاز يلهب المشاعر؟ أم أنها تكتفي بطحن الهواء، وغداً يوم آخر. mihoubimail@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©