الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نسخة إلكترونية مني

نسخة إلكترونية مني
24 يونيو 2011 21:52
الثلاثاء الماضي كان هناك حفل كبير في العاصمة الأردنية عمّان، حيث وقّعت فيه النسخة الإلكترونية من كتابي الساخر الأخير «هكذا تكلم هردبشت»، حيث تم إطلاق الـ«سي دي» الذي قرأته بصوتي، وتم توزيع الكثير من النسخ على إخوتنا من فاقدي البصر دون البصيرة،.. ولا بد أن مزيجاً من الغرور والرغبة في تعميم التجربة يجعلني هنا أكتب لكم مقاطع من كلمتي التي ألقيتها في الحفل «»أمّا قبل، ها هي هردَبشتيّاتي التي أقدّمُها لكم على طبق من البلاستيك المرشوش بالليزر المثقل بنشيجي المخنوق من كَثرة الإفراط في التدجين، لا تأخُذوها على مَحمَل الجِد تماماً، ولا على محمل المزاح! إنّها إبحار.. مُجرّدُ إبحار أهوج في ظلمات الذاتِ: ذاتي، ذاتكم، ذاتهن، ذاتهم، ذاتنا.. فما أنا إلاّ قارب صغير لم يَقنع بالبقاء وممارسة الشخير الآمن في الموانئ الراكدة؛ لأنّه لم يُصنع من أجل ذلك، بل صُنِع لمواجهة التيارات والأعاصير والهوامير. إن مواجهة الأنظمةِ المتجبّرة والحكومات الفاسدة، خطيرة بالفعل، لكن الأخطر منها مواجهة الذات، أن تواجِه ذاتَك وأنْ تَغرِزَ خِنجَرَك في صَدرِك أنت أوّلاً، لِتُخْرِج مِنْه صديد الركود الآسن. أمّا بعدُ، فقد قَبِلْت طَوعاً أن أكون فأرَ تجارب، وأُصْدِر كتابي النثري صوتياً، دون أنْ آبَه كثيراً بأن أكون الأوّل أو الثالث أو العاشر في العالم العربي، بل أرَدْت أن أُساهِم في كَسر الحاجز الإلكتروني بين المكتوب والمسموع، وأقدِّم بالتالي، لفاقِدي البَصر، دون البصيرة، فرصَة تذوُّق النص من مُقترِف الكتابة مباشرة، بلا وسائِط يدويّة أو إلكترونية تُقدِّم النص بشكل آليٍّ خال مِن الأحاسيس والمشاعر والانفعالات، التي هي رُوح النصِّ دائمة الاخْضِرار. في البدء كانت الكَلمَة.. وصارت صُوتاً صارِخاً بين أقراص اللّيزَر. فَلنَصْرُخ معاً، ولنَسخَرُ معاً، وَمنْ مِنكم بِلا سُخرِيَة، فَليَرْمِني بِحجر» ??? لاحظت أن أفــلام «الأكشن» وأفلام حل الجـرائم المعـقدة هي أجنبية بالضرورة، ولا يوجد ما يشابهها بالعربية، إلا ما ينحو نحو الكوميديا. وبما أنهم يقولون إن الكاتب الساخر يفكر بطريقة مختلفة، فقد حاولت أن أثبت أنني ساخر ناجح، عن طريق التفكير بأن السبب وراء ذلك هو أن المحقق العربي لا يحتاج إلى براعة ولا ذكاء ولا عبقرية ولا أجهزة ومختبرات من أجل كشف المجرم أو حل لغز الجريمة، كل ما عليه هو إيصال الكهرباء بأسلاك شائكة إلى أجزاء متعددة من أجساد المتهمين والشهود والضحايا، وما هي إلا ساعات ويتراكم على طاولة مدير الدائرة 10 اعترافات على الأقل. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©