الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وفيق الزعيم يفتح حارات شامية جديدة

وفيق الزعيم يفتح حارات شامية جديدة
24 يونيو 2011 21:54
بعد أن أعلن المخرج بسام الملا عن إغلاق (باب الحارة) نهائياً، وعدم رغبته بتقديم جزء سادس من هذا المسلسل الشعبي الجماهيري، يعود اليوم بصحبة شقيقه مأمون الملا، ليقدما رؤية جديدة للحارة الشامية في مسلسل (الزعيم) الذي كتب السيناريو والحوار له الفنان وفيق الزعيم، ويتناول فيه التاريخ الحقيقي لمدينة دمشق إبان حكم الملك فيصل، وذلك بعد خروج العثمانيين وقبل دخول الاحتلال الفرنسي بين عامي 1918 و1920 (دمشق) - يروي المسلسل الجديد حكاية اجتماعية على أرضية تاريخية صلبة، اعتمد فيها الفنان الزعيم على الوثائق والحقائق، دون أن يتخلى عن عنصر الخيال في رواية الحكاية، لكنه يؤكد أنه استند في رسم الشخصيات على معطيات تلك المرحلة، وراعى فيها الدقة في التكوين الثقافي والاجتماعي والمعتقدات والتقاليد والعادت التي كانت سائدة في بدايات القرن الماضي، ويعتبر الزعيم أن هذا العمل يقترب أكثر من روح الحارة الشامية الحقيقية، لأنه يلتزم بتاريخ محدد، مما يتطلب مسؤولية كبيرة، سواء بعكس الحالة الاجتماعية والثقافية والسياسية أو بتناول أدق التفاصيل عن حياة الحارة الشامية في ذلك الوقت. ويضيف الزعيم: إذا كان الالتزام بتاريخ محدد يشكل قيداً على جنوح الخيال، فإنه من الضروري نقل صورة واقعية عما كانت عليه الشام في ذلك الزمن، ومن المهم تصحيح الصورة المشوهة التي حاولت بعض الأعمال تكريسها عن الشام القديمة، والتي أخذت للأسف طابعاً تجارياً بحتاً. تفاصيل أغفلها الكتّاب وينفي وفيق الزعيم أن يكون اسم العمل يشير إليه أو إلى وجود زعيم واحد في الحارة التي تجري فيها الحكاية، فهو يتناول حارات متعددة وزعماء كثراً. ويضيف: ما حرضني على الكتابة هو الرغبة في تقديم صورة الحارة الشامية كما عشتها وأعيشها، فأنا ابن هذه الحارة، وكثير مما قدم عن الحارة الشامية لا يرضيني، ولا أرى أنه يعبر عن الأجواء الحقيقية لها، فأردت أن أقدم هذه الحارة كما هي في وجداني وفي الذاكرة الجمعية لأبنائها، وهناك الكثير من التفاصيل التي أغفلها الكتاب، وأعتقد بضرورة إبرازها، ولاسيما ما يتعلق منها بحياة الناس. وهذه الفكرة كانت تراودني منذ مدة طويلة، والآن جاء الوقت المناسب لطرحها. وتقارب الخطوط الدرامية للعمل قضايا اجتماعية متنوعة، لتكون في مجموعها نسيجاً متماسكاً لطبيعة العلاقات التي كانت سائدة في ذلك الزمن، وينتهي المسلسل بإنذار الجنرال الفرنسي (غورو)، قبل أن ترسو سفن الاحتلال الفرنسي على الشواطئ السورية. الزعيم داغر ويلفت الفنان الزعيم إلى أنه ليس متخصصاً في الأعمال الشامية، وإن كانت مشاركاته في السنوات الأخيرة اقتصرت عليها، فليس لديه مانع من المشاركة في أعمال أخرى، سواء كانت اجتماعية أو كوميدية أو تاريخية، لكنه يصر على أن يلتزم بتقديم شخصية واحدة في كل موسم درامي، لأنه ليس آلة لإنتاج الشخصيات، وهو يفضل أن يعمل على الشخصية التي يجسدها بشكل احترافي لتعميقها وتحقيق المصداقية لها، لكي تكون مقنعة للمشاهد، ويضيف: لا أستطيع أن أشارك في عملين أو ثلاثة في الوقت نفسه، وأتنقل بين مواقع التصوير حاملاً الشخصيات في حقيبة، لأني أشعر بأنني أكذب على نفسي وعلى الجمهور. أما عن شخصيته الجديدة في مسلسل (الزعيم)، فيقول: ألعب دور (داغر) وهو زعيم لإحدى الحارات الشامية، يتمتع برجاحة العقل والحكمة والشهامة ويتحلى بكثير من القيم النبيلة. وعما إذا كان ممكناً الخلط بين شخصيته الجديدة وشخصية أبي حاتم في (باب الحارة)، يعتبر الزعيم أنه ليس هناك أي وجه للشبه، لا من قريب ولا من بعيد، والمشاهد سيلحظ الفرق الكبير بكل تأكيد. تحديات (الزعيم) هو التجربة المشتركة الثانية للأخوين المخرجين بسام ومؤمن الملا بعد تعاونهما في الجزء الأخير من (باب الحارة)، ويبدو أن هذا التعاون يتجه نحو شراكة فنية في السنوات القادمة، لكن التحدي الحقيقي الذي يواجه المخرجين والكاتب على حد سواء، هو تجاوز الحالة الجماهيرية التي حققها (باب الحارة)، وتقديم عمل جديد يضاهي الأول ويتفوق عليه، ويتلافى الثغرات والمطبات التي وقع فيها، والتي واجهت انتقادات من الصحفيين والكتاب. وهناك تحد آخر يتعلق بنجاح (باب الحارة) جماهيرياً، وتعلق محبي الأعمال الشامية بشخصياته، والتي ارتبطت بأذهان الناس بأسماء الفنانين المشاركين فيه على مدى خمس سنوات، فهل سيتقبل المشاهد وفاء الموصللي أو (فريال) في (باب الحارة)، بشخصيتها الجديدة (أم حمدي)؟. وهل سيتقبل الجمهور وفيق الزعيم أو (أبو حاتم) في (باب الحارة) بشخصيته الجديدة (الزعيم داغر) في العمل الجديد؟. والأهم من هذا وذاك، هل سيكون المشاهد أمام عمل جديد تماماً، أم سينظر إليه على أنه جزء سادس من (باب الحارة) وبعنوان مختلف؟. هذه الأسئلة طرحت بالتأكيد في كواليس العمل، والإجابة عنها رهن بقدرة نجوم (باب الحارة) على تقديم شخصيات مختلفة وفارقة في (الزعيم)، ومعظمهم لا تنقصه البراعة ولا الموهبة، لكن التحدي يبقى كبيراً. أما من الناحية الإخراجية، فيقول المخرج مأمون الملا إنهم تجنبوا التصوير ضمن الديكور الذي تم فيه تصوير (باب الحارة)، وهناك رؤية إخراجية جديدة لهذا العمل، لا تبتعد في أجوائها عن أسلوب المسلسل الأول، لكن مع تطور كبير في المعالجة وبحلول إخراجية مختلفة. 95 شخصية! بدأ تصوير مسلسل (الزعيم) منذ أسابيع، وسيكون جاهزاً للعرض على الشاشات قبل شهر رمضان القادم، وتشارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية وبعض نجوم (باب الحارة)، ومنهم: منى واصف، وفاء الموصللي، حسن دكاك، زهير رمضان، محمد خير الجراح، تاج حيدر، هدى شعراوي، خالد تاجا، أمل عرفة، سليم صبري، عبد المنعم عمايري، ثناء دبسي، باسل خياط، صبا مبارك، قيس الشيخ نجيب، فاديا خطاب، إمارات رزق، وغيرهم، حيث يصل عدد الشخصيات في مسلسل (الزعيم) إلى 95 شخصية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©