نصير شمة يشيد برعاية «أبوظبي للثقافة والفنون» ملتقى مصر الدولي للعود

على أوتار العود وأنغامه الشجية، اختتم ملتقى مصر الدولي الأول للعود الذي شارك فيه أشهر عازفي العود في 12 دولة عربية وأجنبية أنشطته مساء أمس الأول على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بعزف لأشهر المقطوعات لكبار الملحنين وأساطين الموسيقى العربية في مقدمتهم سيد دوريش ورياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب وسط حضور جماهيري كبير من عشاق النغم الأصيل. شارك في العزف في أيام الملتقى الأربعة نجوم لهم تاريخ مع آلة العود، وهم اليمني أحمد فتحي، واللبناني شربل روحانا، والسوريان حسين سبسبي وبشار الحسن، والمصري حازم شاهين، والعراقي سامي نسيم، والـ «دويتو» السوري غسان اليوسف والمصرية دينا عبدالحميد، والتركي مهمت بتماز، واليوناني بيركليس تسوكلاس، إلى جانب رئيس الملتقى نصير شمة الذي قاد ثلاثين عازفاً من خريجي بيت العود العربي بالقاهرة وأبوظبي، حيث قدموا مجموعة من المقطوعات المتنوعة بين القديم والجديد وبعض الألحان المميزة من التراث العربي من بينها «افرح يا قلبي» لرياض السنباطي، ومن التراث التونسي «لاموني اللي غاروا مني»، ومن ألحان محمد عبدالوهاب «عاشق الروح»، إلى جانب مقطوعات كلاسيكية من قالب السماعي وبعض ألحان الرحبانية. وعبر نصير شمة رئيس الملتقى عن شكره وامتنانه لمهرجان أبوظبي للموسيقى ووزارة الثقافة المصرية ووزيرها الفنان فاروق حسني على رعايتهم هذا الملتقى. وقال إن هذا الملتقى ثمرة 13 عاماً من العمل في بيت العود الذي يضم نخبة من أمهر العازفين العرب، مؤكداً حرصه على مشاركة أهم صناع وعازفي آلة العود من جميع دول العالم في الدورة الأولى للملتقى وأن يكون الملتقى امتزاج بين أسماء لها حضورها وتاريخها وأسماء تشق طريقها ولا تقل في أهمية تقنياتها وأسلوبها عن الأسماء الكبيرة، بل هم جيل جديد مبهر بما يقدمونه. وأكد نصير شمة أن الدورة الأولى للملتقى مجرد بداية وهي بداية مشرفة وأملي أن تكون الدورة الثانية أكثر رحابة وزخماً وتشهد تزايداً في أعداد العازفين المشاركين. وأعرب عن سعادته بميلاد الملتقى الذي كان حلماً يراوده، مشيراً إلى أنه لولا دعم وزارة الثقافة المصرية ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون لما تحقق هذا الحلم. وقال إنه يتمنى أن يكون هذا الملتقى بداية لثورة موسيقية افتقدناها في ظل العولمة لأن هذه الملتقيات تملأ حياتنا برحيق فني يدوم. ووجهت رئيسة مهرجان أبوظبي للموسيقى هدى كانو كلمة للملتقى تناولت فيها دور مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في تعزيز مكانة أبوظبي كعاصمة للثقافة ومسرح عربي وعالمي للفنون ووجهة استقطاب للمبدعين العرب والإسهام من خلال رعايتها للفعاليات الفنية والثقافية والموسيقية العربية الكبرى والرائدة هي ترجمة للرؤية الثقافية لقيادة الإمارات الحكيمة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في السعي للحفاظ على الإرث الحضاري العربي وإحياء التراث الموسيقي. وذكرت أن مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون تعمل على احتضان الموروث الموسيقى العربي والاحتفاء بكبار المبدعين من المؤلفين والعازفين الموسيقيين العرب وتحرص على بناء علاقات شراكة استراتيجية مع المؤسسات العاملة في ميادين الثقافة والفنون، مؤكدة أهمية انعقاد ملتقى مصر الدولي الأول للعود كملتقى رائد في إحياء التراث الموسيقي العربي. وأعربت عن سعادة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون برعاية هذا الملتقى المهم، متمنية أن يصبح منصة تعارف بين كبار الفنانين والموسيقيين العرب العازفين على العود والجمهور العاشق للتراث الموسيقي العربي وتجلياته الإبداعية المختلفة. وقال العازف السوري ربيع حداد إنه سعيد بالمشاركة في الملتقى الأول للعود بمصر، وإنه نشأ وسط أسرة موسيقية في سوريا علمته كيفية العزف على العود وهو في سن صغيرة واعتاد على سماع مدارس العود المختلفة مثل التركية والتونسية، و»أتمنى أن يستمر الملتقى في السنوات المقبلة لنتمكن من حل المشكلات المتعلقة بآلة العود والاستفادة من الأبحاث والدراسات والورش التي يتضمنها». وقال عازف العود الفلسطيني عيسى مراد: قدمت مقطوعتين من تأليفي بعنوان «البحر» و»الجدار» إلى جانب عدد من المقطوعات التراثية، مؤكداً أهمية هذا الملتقى الذي وصفه بأنه بداية لمستقبل أفضل لآلة العود في الدول العربية، حيث يتيح للعازفين الإلقتاء والتعرف إلى التجارب المختلفة لعازفي وصناع العود والباحثين. وكان الملتقى قد كرم في حفل افتتاحه مجموعة من المبدعين وصناع العود في العالم بإهدائهم الريشة الذهبية من بيت العود وهم: اسم الموسيقار الراحل رياض السنباطي واسم الموسيقار العراقي الراحل جميل بشير، أشهر عازفي العود في الستينيات والفنانة د. رتيبة الحفني والفنان جورج ميشيل والفنان د. حسين صابر ود. محمود قطاط من تونس الذي يعد أحد أهم الباحثين الموسيقيين وفاروق تورونز أمهر صناع العود التركي، وماتيوز فاجنر اشهر صناع العود في ألمانيا، وفوزي منشد من العراق، والحاج فتحي أمين شيخ صناع العود في مصر.