السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إصلاح الخلل

20 سبتمبر 2010 21:25
إلى أي مدى نحن بحاجة لإدخال مادة لدعم البيئة وتعزيز الثقافة البيئية ضمن المنهج؟ وهل الأطفال والطلبة هم اليوم الفئات الأكثر قدرة على التعلم، والأكثر قدرة على إصلاح ما أفسده النهج الاستهلاكي؟ وهل المدرسة اليوم في وضع يسمح لها بتحمل المزيد من العبء، من أجل حل قضية الفقر المائي نتيجة عدم الترشيد في مراحل سابقة؟ هناك المزيد من الأسئلة التي يجب أن تطرح والنظر فيها قبل الإجابة عليها وقبل المزيد من القرارات والمبادرات طيبة النوايا، لأن البيئة المريضة والمتعبة من حولنا لم تصل إلى ماهي عليه، إلا بعد أن ظلمنا البيئة واستنزفناها بشكل جائر، حتى لم يعد للأرض رئة صالحة للتنفس كي تمنحنا الحياة. منذ مدة ليست بالقصيرة بدأت الدعوات تتردد حول أهمية إدراج مادة عن البيئة في المدارس، من أجل أن ينقل الطالب لأسرته معنى الترشيد في الطاقة والمياه، وينقل لهم آلية فرز النفايات، لكن المستهلك ليس المسؤول الوحيد عن جفاف المياه في الآبار الارتوازية في المناطق الزراعية، ولا عن شح مياه الأمطار وشح المياه الجوفية، وليس مسؤولا عن تلوث الخليج واختفاء المزيد من أنواع السمك، وليست الأسرة، سواء مواطنة أو مقيمة، المسؤولة عن الضغط الكبير على مصادر الطاقة. هناك العشرات من الجهات التي تعمل لتدير عجلة التنمية الاقتصادية والتنموية والصناعية، وعلى تلك الجهات أن تجد حلولاً أكثر فاعلية وتأثيراً في مختلف المصادر الحيوية، وأن تدير برامج أكثر جاذبية وأكثر مصداقية للتثقيف البيئي، والتعبير عن المخاطر البيئية بشكل أكثر وضوحا وأكثر صراحة، خاصة أن البيئة من حولنا هي عبارة عن حلقات متصلة بعضها ببعض، وفي حال تأثرت أي حلقة أو فقدت، حدث خلل في المنظومة البيئية ولا يتوقف أثر ذلك الخلل علينا بدون العالم، بل إن آثار أي خلل في أي مكان من حولنا ربما يؤثر علينا والعكس صحيح. المطلوب عوضاً عن المطالبة بإدراج مادة عن البيئة ضمن المنهج أن تضاف معلومات حول علم البيئة أو الإيكولوجي سواء تلك الخاصة بالإنسان أو الكائنات الحية وعلاقتها مع العالم المحيط بها، وأن تنظم الندوات والدورات من قبل الجهات المختصة ليس على مستوى الطلبة والطالبات فقط، إلى جانب تنظيم فعاليات ترفيهية لجذب المجتمع وأن تكون تلك الفعاليات خاصة بالتثقيف البيئي وزيادة الوعي، وأن نتعلم كيف أن الكائن الحي لا يمكن أن يستمر في صحة وسعادة في حال المرض، ولا يمكن أن يعمل وينتج، ولذلك محافظته على الطاقة ومصادرها والمياه ومواردها والبيئة بكل مفرداتها يجب أن تكون من الأولويات التي يجب أن يحرص على رعايتها والمحافظة عليها. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©