إسرائيل تشارك لبنان طاولة الحوار الوطني

بيروت-رفيق نصرالله:
وأخيراً، دخلت اسرائيل على خط الاحتمالات اللبنانية وهذه المرة من خلال النار التي اندلعت على جبهة الجنوب وباتت شريكة في طاولة الحوار اللبناني التي ستبحث في الثامن من يونيو مصير ومستقبل سلاح المقاومة في جنوب لبنان·
وما جرى في الجنوب من اتساع لرقعة الاشتباكات لم يكن مبرراً، ففي السابق كانت تسجل مثل هذه العمليات من قصف لصواريخ الكاتيوشا ومن رد اسرائيل لم يتجاوز غارة او غارتين، لكن يبدو ان اتساع رقعة القصف انما هو تسجيل رسائل من قبل كل الاطراف المعنية في التطورات لكن اللافت هو توقيت ما جرى بعد عودة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من رحلته الى واشنطن ومن انتهاء تركيز حكومته ومن تداعيات الوضع الذي تعيشه الساحة الفلسطينية بما يبدو انه اقتراب اسرائيلي مباشر مما يجري في لبنان وتسجيل رسائل لكل الاطراف المعنية بان اي بحث في وضعية الحدود انما ايضاً يجب ان يمر عبر النافذة الاسرائيلية وان اسرائيل قادرة على استبدال المعادلة القائمة او على الأقل تغيير قواعد اللعبة·
وكان واضحاً ان 'حزب الله' غير راضٍ على توقيت التصعيد، معتبرة مصادره ان هذا التوقيت يبدو كما لو انه استدراج للحزب لمعركة هو غير مستعد لها الآن على الاقل او لفرض معادلات جديدة ليس في الجنوب اللبناني بل على مستوى ملفات المنطقة· وكما كان متوقعاً بدأت الاطراف اللبنانية بتسجيل مواقفها انطلاقاً من انتماءاتها فثمة من يتهم قوى 14 مارس بانها هي المستفيدة مما يجري من اجل محاصرة المقاومة وفرض الشروط على طاولة الحوار ومحاولة احراج المقاومة تمهيداً لسحب سلاحها فيما تشير مصادر 14 مارس الى ان ما يجري يعزز المطالبة بضرورة سحب سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني وتسليم مهام الامن في الجنوب للجيش اللبناني·
واذا كان من المبكر اطلاق تصورات حول ما قد يؤول اليه الوضع الميداني فان الاحتمالات المقبلة ليست سهلة وانما قد تصل الى مواجهات اكثر عنفاً قد لا تنحصر في الجنوب بل ستشمل حكماً مناطق عديدة في عمق شمال فلسطين المحتلة، كما ان اهدافاً عديدة قد تلجأ اسرائيل الى ضربها في بيروت او البقاع او مناطق مختلفة مما يعني ان التدهور الدراماتيكي قد ينسف كل الوقائع التي قام عليها الستاتيكو الذي سيطر على الساحة اللبنانية منذ اشهر وسمح بعقد مؤتمر للحوار الوطني·