الإفك الإلكتروني

فوجئ أحد الأصدقاء وهو يفتح باب شقته بصحبة زوجته المصون بصورة له مع واحدة من النجمات الفنانات المشهورات، وهو الذي لا يعرف أياً منهن لا من قريب ولا من بعيد، واحتدت الزوجة وزمجرت وهددت وتوعّدت، وأسقط في يد الزوج المسكين من هول المفاجأة، إنه يتأبط فنانة بالجرم المشهود، الصورة لا تكذب! بل تكذب أحياناً حين تحرّف وتركّب، حينها تكون نوعاً من الإفك الإلكتروني أو التقني. من الأمور التي تدمي الفؤاد الإفك، أي الكذب، فكم من الناس أُفك عليهم، واتهموا بأمور لم يفعلوها، وفي عصر الفضائيات، أو الفضائحيات، والفضاء المفتوح، انتشر الإفك انتشار النار في الهشيم، فما أن يحرك الواحد منا ساكناً حتى يرى حركاته وسكناته في نشرات “البلاك بيري” أو “يوتيوب” ناهيك عن ألاعيب التقنية الشيطانية. الإِفْك: الكذب، والأَفِيكةُ: كالإِفْك، أَفَكَ يَأْفِك وأَفِكَ إفْكاً وأُفُوكاً وأَفْكاً وأَفَكاً وأَفَّكَ؛ يأْفَكُ إذا كذب. ويقال: أَفَكَ كذب، وأَفَكَ الناسَ: كذبهم وحدَّثهم بالباطل، قال: فيكون أَفَكَ وأَفَكْتُه مثل كَذَب وكَذَبْته. وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: حين قال فيها أَهلُ الإفْكِ ما قالوا؛ الإِفْكُ في الأصل الكذب وأراد به ههنا ما كُذِبَ عليها مما رميت به. وفي حديث عرض نفسه على قبائل العرب: لقد أُفِكَ قومٌ كذَّبوك ظاهروا عليك أي صُرِفوا عن الحق ومنعوا منه. وفي التنزيل: (يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ) “الذاريات 9”؛ أي يُصْرَفُ عن الإيمان من صُرِف كما قال: (أَجئتَنا لتَأْفكَنَا عن آلهتنا) “الأحقاف: 22”؛ يقول: لتصرفنا وتصدنا. والأَفَّاك: الذي يَأْفِكُ الناس أَي يصدهم عن الحق بباطله. والمَأْفوك: الذي لا زَوْرَ له. أُفِك الرجلُ عن الخير قلب عنه وصرف. والمُؤْتفِكات: مَدائن لوط، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، سميت بذلك لانقلابها بالخَسْف. والائْتِفاك عند أهل العربية: الانقلاب كقريات قوم لوط التي ائْتَفَكتْ بأهلها أي انقلبت. والمُؤْتَفِكات: الرياح التي تقلب الأرض، تقول العرب: إذا كثرت المؤْتفكات زَكَتِ الأرضُ أَي زكا زرعها؛ وأرض مَأْفوكة: وهي التي لم يصبها المطر فأمحلت. والمَأْفوك: المأْفون وهو الضعيف العقل والرأي. وأُفِكَ الرجل: ضعف عقله ورأْيه. ورجل أَفِيكٌ ومَأْفوك: مخدوع عن رأْيه؛ والأفِيكُ الذي لا حَزْم له ولا حيلة؛ ورجل مَأْفوك: لا يصيب خيراً. البحتري: هُبِلَ الوَاشِي بهَا، أنّى أفَكْ لَجّ في قَوْمٍ عَلَيــْها، وَمَحــــَكْ وَقَدِيمـاً لَمْ أزَلْ في حُبّـــهَا شارِدَ السّمعِ عنِ القوْلِ الأرَكّ كُلُّ عَانٍ يَتَرَجّى فَكَّهُ ....................... وَلِذاتِ الخَالِ عَانٍ ما يُفَكّ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae