مصطفى الديب (أبوظبي)
في الوقت الذي اتهم البعض لويس هاميلتون سائق «مرسيدس» بعدم النزاهة خلال جولة أبوظبي، دافع السائق عن نفسه، مؤكداً أنه كان يسابق من أجل لويس هاميلتون فقط ومن أجل السعي نحو التتويج بلقب العالم، وأشار إلى أنه كان المتحكم في المضمار منذ البداية حتى النهاية، لذلك أراد اللعب بكل الأسلحة ووفق المتاح له.
ورفض لويس هاميلتون الانصياع لأوامر فريقه بزيادة سرعته في الأمتار الأخيرة، وأكد لهم في الميكروفون على مرأى ومسمع من الجميع أنه صاحب القرار في هذا الأمر وأنه خسر لقب العالم ولا يهمه خسارة جولة.
وقلل لويس من سرعته في آخر لفة حتى يعطي طعماً لكل من فيتل وماكس فيرستابن، سائقي «فيراري» و«ريد بل»، للحاق بمنافسه روزبيرج وإزاحته عن المركز الثاني الذي يضمن له البطولة العالمية، ويعد لويس هاميلتون أكثر السائقين فوزاً بجولات هذا الموسم، حيث حقق ألقاب عشر جولات من أصل 21 بينما فاز بطل العالم بتسع جولات فقط، وحسابياً يكون المركزان الثاني والثالث هما مَن حسم اللقب لصالح روزبيرج، بعدما استطاع بطل العالم الوقوف ثانياً على منصة التتويج في خمس جولات بينما وقف هاميلتون على المنصة ذاتها ثلاث مرات، وفي المركز الثالث وقف روزبيرج 4 مرات، أما وصيف البطل فقد حل ثالثاً في مناسبة واحدة فقط.
ورغم تحقيقه للقب جولة أبوظبي ثلاث مرات فإن فرحته على المنصة كانت خجولة، كونه فقد اللقب العالمي، ورغم اعترافه بصعوبة المنافسة قبل السباق الأخير فإنه لم يستطع إخفاء حزنه على ضياع حلمه الكبير والتتويج بلقب لويس الرابع.
وسجل سائق «مرسيدس» وبطل العالم ثلاث مرات، اسمه في سجل الذهب لحلبة ياس، حيث يعد السائق الأكثر فوزاً بجولات العاصمة الإماراتية منذ انطلاقها عام 2009 برصيد ثلاث جولات أعوام 2011 و2014 و2016، وذلك بالتساوي مع الألماني سبستيان فيتل سائق فيراري الذي تزيَّن بتاج ياس ثلاث مرات أيضاً لكن كلها كانت مع فريقه القديم ريد بل.
وبدأ لويس كأنه يتصنع الابتسامة على منصة ياس، وقال عكس ما ظهر عليه حيث أكد أن شعوراً رائعاً انتابه بعد الفوز بالسباق الختامي أمس الأول رغم أن اللقب ذهب في النهاية لزميله في مرسيدس نيكو روزبيرج، وقال السائق البريطاني: «فزت، لذا لا أشعر بأنني خاسر، فعلت كل شيء في حدود الفرص المتاحة لي، واجهنا فترات صعود وهبوط خلال الموسم، تراجعتُ وكافحتُ للعودة ولم أستسلم مطلقاً».
وبذل هاميلتون -الذي كان يملك فرصة ضعيفة ليصبح أول بريطاني يفوز ببطولة العالم أربع مرات- أفضل ما لديه ليضع روزبيرج في ورطة من خلال التسابق بسرعة تكفي للفوز وفي نفس الوقت التباطؤ ليسمح لبقية السائقين بالاقتراب من منافسه الألماني.
وأضاف: «لا أشعر بأنني فعلت أي شيء غير نزيه، نحن نقاتل من أجل اللقب وأنا كنت في الصدارة وكنت أتحكم في إيقاع السباق، سيستمتع نيكو بالفوز باللقب، إنه شعور رائع عندما تكون بطلاً للعالم»، لقد بذل كل ما بوسعه خلال الموسم وأتمنى أن يحصل كل منا على سيارة مثل التي حصل عليها هذا الموسم لكي نتنافس مجدداً في العام المقبل».
ويلخص آخر تعليق كل شيء، فقد عانى هاميلتون تماماً من مشكلات في سيارته خلال الموسم في حين كانت مسيرة روزبيرج أكثر سهولة في هذا الجانب، وأثيرت نظريات مؤامرة في بعض الفترات وأحدث هاميلتون ضجة هذا الأسبوع عندما سأل عن جدوى تبديل التقنيين بينه وبين روزبيرج بعد انتهاء الموسم الماضي.
وأعطى هاميلتون انطباعاً بأنه الفائز معنوياً باللقب إن لم يكن الفائز الفعلي، إذ إنه فاز بعدد أكبر من السباقات وانطلق من المقدمة في مرات أكثر كما أنهى الموسم بالفوز في آخر أربعة سباقات، وأضاف السائق البريطاني: «فعلت كل شيء ممكن في آخر أربعة سباقات، وهذا كل ما يمكنني أن أطلبه من نفسي.
سأحتفل كثيرا مع فريقي ومع الجميع، لا يمكن الحصول على كل شيء، بالطبع تعرضنا لمشاكل عديدة هذا الموسم ولذا أنا في هذا المركز لكنني أظل سعيداً بالنجاحات ولمراحل الصعود والهبوط التي مر بها الفريق».
وأعرب البريطاني لويس هاميلتون عن سعادته الكبيرة بإحراز لقب جائزة أبوظبي الكبرى، وقال: «بذلتُ أقصى جهد للاحتفاظ بآمال الفوز بلقب بطولة العالم وتحقيق الفوز بسباق أبوظبي. لكن هذا لم يكن كافياً لتحقيق هدفي، لا شك أن زميلي الألماني نيكو روزبيزج منافس قوي ونال المركز الثاني في السباق وتوج بلقب بطولة العالم عن جدارة».
ووجه هاميلتون شكره إلى جمهور أبوظبي، مشيراً إلى أنه تلقى دعماً كبيراً من هذا الجمهور، وأضاف: «أعدكم بالعودة في الموسم المقبل والمنافسة بقوة على لقب بطولة العالم».
عدد اليوم
