الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

الاحترار المناخي يقرب النروج من آسيا

الاحترار المناخي يقرب النروج من آسيا
23 يونيو 2013 17:04
بلدة كيركينيس في أقصى شمال النروج كانت بعيدة عن آسيا شأنها في ذلك شأن كل المرافئ الأوروبية إلا أنها بات تبدو فجأة قريبة جدا منها... والسبب في ذلك الاحترار المناخي. فقد أدى ذوبان الجليد إلى فتح الطريق البحرية الشمالية على امتداد ساحل روسيا القطبي الشمالي ما أدى إلى تبدل في نماذج التجارة الدولية بطريقة كبيرة مع أن هذه الطريق لا تزال تشبه الآن طريقا فرعية أكثر منها طريقا دوليا سريعا. وفي تبدل قد يشكل ثورة، تراجعت مدة الرحلة بين مرفأ يوكوهاما الياباني ومرفأ هامبورغ الألماني بنسبة 40 % في حين انخفض استهلاك الوقود بنسبة 20 %. ويقول ستورلا هنريكسن رئيس جمعية مالكي السفن النروجية "للمرة الأولى في التاريخ، نرى انفتاح محيط بكامله في أقصى الشمال ما سيخلف انعاكاسات كبيرة على صعيد التجارة والتزود بالطاقة". في العام 2012، عندما تراجع الجليد إلى أدنى مساحة له أي 3,4 ملايين كيلومتر مربع، سلكت 46 سفينة الطريق الجديد في مقابل أربع سفن فقط العام 2010 على ما افادت شركة "روساتومفلوت" الروسية لكاسحات الجليد. ولا تزال حركة الملاحة ضئيلة جدا مقارنة مع الطرقات التقليدية. فالسفن تمر عبر قناة بنما 15 ألف مرة في السنة فيما تعبر قناة السويس 19 ألف مرة. إلا أن المستقبل يبدو واعدا. فيتوقع أن يرتفع حجم السلع التي تنقل عبر الطريق البحرية الشمالية بشكل كبير في السنوات المقبلة من 1,26 مليون طن العام الماضي إلى 50 مليونا في 2020 وفقا لجمعية مالكي السفن النروجية. وتستعد مدينة كيركينيس التي يعيش سكانها ال3400 نسمة في ظلمة شبه متواصلة خلال أشهر الشتاء، فجأة لهذا الازدهار المتوقع. وتخطط شركة "تشودي شبينيغ غروب" لفتح مركز لوجيستي مساحته موازية ل200 ملعب لكرة القدم مع ارصفة تتمتع بمياه عميقة وهو امر ضروري لاستقبال السفن الضخمة. والمياه هنا محررة من الجليد بسبب تيار "غالف ستريم". موقع هذا المرفأ استراتيجي بامتياز. فهو يبعد تسعة أيام عن المحيط الهادئ والبحر الأبيض المتوسط على حد سواء وقريب من مخزونات النفط والغاز الرئيسية في القطب الشمالي فضلا عن مناجم شمال السويد وفنلندا. 26 من السفن التي عبرت محيط القطب الشمالي بين أوروبا وآسيا العام الماضي كانت تحمل المحروقات فيما كانت ست سفن أخرى محملة بالحديد أو الفحم. والطريق الجديد يفتح الباب أمام سوق مهمة للغاز الطبيعي المسال الذي يستخرج من بحر بارنتس خصوصا بعدما أدارت أميركا الشمالية ظهرها لمصدر الطاقة هذا وقررت استخدام غاز الشيست أو الغاز الصخري الخاص بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©