الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التحدي الحقيقي!

30 مايو 2006

عندما ينتهي الشاب الإماراتي من أهم مرحلة من مراحل حياته ألا وهي المرحلة الجامعية، فإنه سيبدأ حياة جديدة وذات مسؤولية كبيرة تجاه نفسه وتكوين شخصيته الخاصة للتأقلم مع البيئة المحيطة به، ويعثر هذا الشاب على الوظيفة التي تناسبه وتتوافق مع قدراته التخصصية والفكرية ويعمل بجد ومشقة من أجل أن يبرهن للجميع أنه قادر على إعالة نفسه ومساعدة أهله، وبعد مدة زمنية قصيرة يجد هذا الشاب الإماراتي المرأة التي ستشاركه في حياته بعد أن يسأل عنها ويدرسها ويعرف منها أنها من عائلة محترمة وذات سمعة طيبة بين الناس، ويذهب هذا الشاب الإماراتي لهذه العائلة الإماراتية، ليتقدم لطلب يد ابنتهم منهم حيث كانت العائلة والشاب يتبادلان الضحكات فيما بينهم والفرحة في قلوبهم·
هناك احتمالان حول القرار التي سوف تتخذه العائلة الإماراتية: الاحتمال الأول موافقة العائلة على هذا الشاب الإماراتي، وعندما تتم الموافقة ستحاول العائلة الإماراتية أن (تكسر ظهره) بطلباتها الخيالية والتعجيزية لتكاليف العرس من خيم وفرقة (الحربية) والطعام الوافر من أفخم المطابخ الشعبية، أما بالنسبة للفتاة الإماراتية فإنها ستكون العقبة الثانية للشاب من حيث المهر الغالي وكذلك شراء الفستان الذي تجاور المائة ألف درهم والله أعلم إلى أين وصلت الأسعار، و(الشبكة) والتي لا تكون إلا من الماركات العالمية وكذلك اختيار القاعات الفخمة وغيرها من الأمور التي لا يتصورها العقل·
الاحتمال الثاني هو: الرفض التام لهذا الشاب الإماراتي، لأسباب عديدة لا تحصى واللامقنعة ومثال على ذلك: يجب أن يكون ثرياً وصاحب أملاك ومزارع وسيارات آخر موديل الخ·· والسبب الآخر هو أن الشاب ليس على المستوى الاجتماعي المطلوب حيث أنهم لا يتناسبون إلا مع بعضهم (زواج الأقارب والفئات) وهذا سيؤدي بهم إلى انتشار الأمراض الوراثية وخاصة مرض الثلاسيميا المشهور ،هناك السبب الرئيسي في رأيي الشخصي هو عدم استطاعة الشاب الزواج من العائلات الإماراتية وهو إكمال الفتاة الإماراتية الدراسة والعمل في مكان مختلط أو غير مختلط، هناك نسبة كبيرة من الشباب الإماراتيين الذين لا ينوون الزواج بهن، لأن الفتيات الإماراتيات سيعتقدن أنهن أكبر منزلة ومكانة من الشباب الإماراتيين ويمتلكن الغرور فيهن و(المُعايرة) بهم، وأيضاً عدم تقبل الشباب عمل المرأة وهذا ما لا يحبه الإماراتيون ·
هذا ما جاء مني بالمختصر المفيد حول الزواج من الإماراتيات ولكن هناك بعض الشباب والفتيات والعائلات الإماراتية سيقولون إن هذا المقال خال من الصحة ورؤية الأمور بسطحية، وأنا متأكد أنهم سيقولون أن الهدف من هذا المقال هو عرض اسمي على الجرائد والثرثرة اللافائدة منها، ولكن هذا المقال للشباب الذين لا يستطيعون الزواج وحتى اذا استطاعوا فإنهم لن يستطيعوا أن يعيشوا بسعادة ووئام مع وجود الديون المتراكمة عليهم من قبل الزواج، وكذلك هذا المقال موجه للفتيات اللواتي لا يستطعن أن يقلن شيئاً، بسبب طغيان الأهل عليهن وسطوتهم وكأن الفتاة (سلعة) للبيع والشراء والزواج سيتم عليهم وليس للفتاة، وهذا لا يرضى عنه الله (سبحانه وتعالى) ولا رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم- ولا يعد الزواج مباركاً ولا يستطيعون تكملة حياتهم الزوجية وسينتهي بهم إلى أبغض الحلال إلى الله وهو (الطلاق)·
واذا كان الشباب ينوون حل هذه المشكلة بالزواج بالأجنبيات فأنا لا أستطيع القول أن يتجه جميع الشباب الذين تم رفضهم من قبل العائلات الإماراتيات لذلك، ولكن أستطيع القول إن الشباب لديهم الحل لإيقاف هذا الشبح·· ولكن كيف؟! هذا هو التحدي الحقيقي، هذا السؤال ليس للشباب في هذا العصر فحسب ولكن للأجيال القادمة في زمن مليء بالغموض والمصاعب·
حسن علي حبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©