عواصم-وكالات الأنباء:أبدت الدول الكبرى أمس استعدادها لضمان حق إيران في تطوير الطاقة النووية مشروطا بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية،فيما أكدت إيران انها مصصمة على مواصلة أنشطة التخصيب على الأرض الإيرانية،في بداية اسبوع حاسم من الدبلوماسية الدولية بين كبار الدبلوماسيين في الدول الست،يتوقع أن تحشد فيه الولايات المتحدة المجتمع الدولي لتطبيق عقوبات اقتصادية على طهران·
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إستعداد الدول الكبرى لضمان حق ايران في تطوير الطاقة النووية شرط تعاون ايران بشكل تام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية،ونقلت وكالتا انترفاكس وايتار-تاس عن الوزير الروسي قوله 'نحن مستعدون لضمان حق ايران في الطاقة النووية السلمية شرط اجابتها على الاسئلة التي اثارتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية'·
وقال لافروف ان ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا يجرون محادثات هذا الاسبوع لصياغة اساس لاستئناف المفاوضات مع ايران بشان انشطتها النووية·واضاف اثناء لقائه مع رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا 'نحن مستعدون ومهتمون لدفع ايران الى التعاون التام في المجال الاقتصادي وكذلك في مسالة الامن الاقليمي'·واوضح ان اي ضمانات تقدم لايران ستكون مشروطة بتمسك ايران التام بالتزاماتها بموجب معاهدة الحد من الانتشار النووي وقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية·
في المقابل أكدت إيران أمس انها لا تعتزم نقل جميع أعمالها الخاصة بتخصيب اليورانيوم إلى روسيا لتهدئة مخاوف المجتمع الدولي من احتمال استخدامها تكنولوجيا الوقود لنووي في انتاج قنابل ذرية·وقال غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة'لم تجر مناقشة خطط للتخلي عن تخصيب اليورانيوم على اراضينا والحديث عن ضرورة اجراء انشطة التخصيب في روسيا حديث خاطيء·' وأضاف في مؤتمر صحفي أسبوعي 'التخصيب في إيران سيستمر·'وقال إن'الاتجاه العام هو ان المسألة الإيرانية يجب ان تظل بين يدي الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) وإذا حدث ذلك فإن جميع عمليات المراقبة الدولية والقانونية ستستمر وهذا يصب في مصلحة الجميع'·
وأكد الهام 'نريد القيام بعملية التخصيب في ايران لانتاج وقود (المحطات النووية المدنية) ولذلك سيكون كافيا ان تتراوح نسبة التخصيب بين 3,5 و5%'·وردا على سؤال حول المفاوضات التي دارت بين ايران وروسيا، قال ان 'المقاربة (بين الطرفين) هي في ان يبقى الملف النووي الايراني في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية'·
وقال رئيس قسم الهندسة في المنظمة الايرانية للطاقة الذرية سادات حسيني ان يران تعمل على انجاز عملية الانصهار النووي وتتنافس مع الاسرة الدولية في جهودها للتمكن من هذه التكنولوجيا واضاف ان التجربة الاولى للانصهار النووية اجريت قبل 5 سنوات وقد اجريت عدة تجارب انصهار على مستوى البحث في مركز الابحاث في امير اباد بطهران وهذا ليس بجديد·
وبينما تخوض روسيا وأوربا صراعا من أجل إقناع إيران للقبول بالعرض الأوروبي، تسعى الولايات المتحدة لحشد تأييد دولي من أجل فرض عقوبات إقتصادية على إيران وفقا لصحيفة ' واشنطن بوست ' فى عددها الصادر أمس·واضافت الصحيفة ان البرنامج الامريكى للعقوبات يستهدف كل مسؤول ايرانى تعتقد الادارة الامريكية انه متورط فى عمليات تخصيب اليورانيوم فضلا عن المتورطين فيما اسمته الصحيفة بالارهاب والفساد الحكومى والتمييز الدينى وانتهاك الحريات العامة·وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تدفع اوروبا واليابان لاستخدام عقوبات واسعة النطاق للضغط ماليا على القيادة في إيران إذا فشلت الدبلوماسية في حل الخلاف الدولي بشأن أنشطة إيران النووية·
وقالت الصحيفة نقلا عن ملفات حكومية داخلية ولقاءات مع ثلاثة مسؤولين أمريكيين ان الخطة تشمل تقييد حصول حكومة طهران على العملات الأجنبية ودخولها الأسواق العالمية وإغلاق حساباتها الخارجية وتجميد أصولها في أوروبا واسيا·
وتابعت أن الخطة وضعتها قوة مهام تابعة لوزارة الخزانة ترفع تقاريرها مباشرة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس·وقالت إن تقييمات امريكية داخلية أشارت إلى ان العقوبات لن تؤثر على إيران دون ان تضر بمصالح بعض حلفاء الولايات المتحدة·وفي تقرير مستقل قالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن دبلوماسيين أوروبيين راجعوا تقارير من مفتشين داخل إيران إن الأخيرة أبطأت فيما يبدو جهودها لانتاج وقود نووي· ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسيين قولهم إن هذا التباطؤ ربما يأتي في إطار مساعي إيران لتهدئة التوترات في المواجهة النووية مع الغرب وربما لتبدأ واشنطن محادثات مباشرة مع طهران·
ونقلت عن دبلوماسي أوروبي بارز يرقب البرنامج الإيراني قوله 'الإيقاع يرجع لأسباب دبلوماسية أكثر منها فنية·
' وأضاف 'كان بامكانهم على الأرجح السير بخطى أسرع· لكنهم لا يريدون اثارة استفزاز·' لكن نيويورك تايمز قالت إن المتشددين في إدارة بوش يعتقدون أن أي تباطؤ في تخصيب اليورانيوم قد يكون مجرد حيلة تكتيكية من جانب حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد·
من جانبها دعت ماليزيا التي ترأس حركة دول عدم الانحياز الدول الأعضاء وعددها 114 دولة أمس إلى مساندة حق إيران في الحصول على تكنولوجيا نووية متهمة الغرب بالكيل بمكيالين في المسألة النووية· واستخدم رئيس الوزراء الماليزي عبد الله أحمد بدوي كلمته الافتتاحية في اجتماع الحركة للمقارنة بين موقف الغرب المتشدد تجاه إيران وبين ما وصفه بانه سكون إزاء التقدم الذي تحرزه إسرائيل في المجال النووي·
وقال في الاجتماع الذي عقد في بوتراجايا العاصمة الإدارية لماليزيا إن 'السماح لإسرائيل بتطوير أسلحة نووية مع تمتعها بحصانة -وهو ما لا تنكره- في حين يمنع آخرون في المنطقة من القيام بذلك هو دليل صارخ على الكيل بمكيالين'· وأضاف 'في هذا الأمر يتعين ان نعترف بحق إيران في تطوير مثل هذه التكنولوجيا لاغراض سلمية'·
وقالت مصادر دبلوماسية إنه لدى مناقشة مسودة بيان الحركة بشأن إيران في مطلع الأسبوع اعترض مسؤولون من سنغافورة وجاميكا وهما حليفتان للولايات المتحدة على بعض الصياغات التي اعتبروها شديدة الانحياز لإيران وطلبتا من ماليزيا تعديلها بصفتها الرئيس الحالي للحركة·
عدد اليوم
