نظمت رابطة خريجات جامعة زايد في حرم الجامعة الجديد بمدينة خليفة بأبوظبي، مهرجاناً للمأكولات حمل شعار«عالَم لمحبي الأكل والطبخ»، وتضمن فعاليات عكست تميز الطالبات في المهارات الحياتية. وأشرف على المهرجان الخريجتان مريم عمران وميرة الظاهري عضوتا رابطة خريجات الجامعة، وجاءت فعالياته، التي أقيم بالصالة المركزية في مبنى الطالبات، متزامنة مع اختتام العام الأكاديمي، في ما يشبه احتفالية بانتهاء الأنشطة الدراسية والاستعداد لبدء العطلات الصيفية.
أشاد الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد بمبادرة الخريجات، موضحاً أن هذا المهرجان يعكس حرص الجامعة على توفير التسهيلات المتميزة التي تمكن طلابنا وطالباتنا من استثمار أنشطتهن غير الصفية في برامج ومبادرات خلاقة تطور من مهاراتهن الحياتية والقيادية.
وقال إن هذا المهرجان يأتي في إطار تشجيع الطالبات على التميز والابتكار في ميادين ريادة الأعمال والاقتراب من عالم السوق بطريقة منهجية وتدريبية تشجع الاستقلالية في التفكير والتشجيع على العمل الجماعي، لافتاً إلى رعاية الجامعة لهذه المبادرات، ودعم معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد لأنشطة وإبداعات الطلاب الهادفة إلى تعزيز التواصل مع المجتمع في جميع المجالات.
وأضاف: إننا نريد نجعل من هذا الصرح المعماري الكبير والفريد الذي يجسد مقر الجامعة الجديد في أبوظبي بيتاً حقيقياً لطلابنا، يمضون فيه أفضل أوقاتهم وأكثرها نفعاً وفائدة، فيحققون، من جهة، تفوقهم العلمي الأكاديمي بمستوى متقدم، ويطورون، من جهة أخرى، شخصياتهم من خلال الأنشطة الطلابية الثقافية والرياضية وغيرها.
وأضاف الدكتور الجاسم: إن المزايا والمقومات التي يتمتع بها الحرم الجديد توفر لطلابه حياة جامعية مثالية تساعد على توليد طاقاتهم الإبداعية، لكونه يجسد بيئة تعليمية فريدة وفق أفضل المعايير العالمية، ويضم مرافق وخدمات بنى متطورة وصديقة للبيئة. كما أنه - إلى ذلك - يضع بين أيديهم كل وسائل الراحة والرفاهية.
تثقيف الجمهور
واستهدف مهرجان المأكولات تثقيف الجمهور بكيفية بدء عمل مشروع غذائي تجاري والتوعية بالمشاريع المنزلية التي تنطلق في هذا الإطار، أي تلك التي يمكن تأسيسها وتنظيمها وإدارتها من المنازل، وإشراك هذا النوع من المبادرات ضمن المشاريع الخاصة بطريقة إيجابية.
واستهدف المهرجان أيضاً ربط صناعة المواد الغذائية بالأسواق والأعمال والمستثمرين المحليين، ضمن شبكة ينتفع بها الطرفان، إلى جانب ترسيخ مفهوم ريادة الأعمال في نفوس الطالبات من خلال تقديم برامج وورش عمل وتشجيعهن على خلق مشاريع مبتكرة في مجال صناعة المواد الغذائية.
وشارك في المهرجان متحدثون رسميون يمثلون أنجح خمسة مشاريع تصنيع غذائي في الدولة، وكذلك عدد من خبراء هذه الصناعة، حيث شاركوا في حلقات نقاش متخصصة تناولت أساليب تعزيز مبادرات ريادة الأعمال في الصناعات الغذائية والترويج لها في أوساط الشباب والمرجعيات التنظيمية والرسمية الخاصة بها.
كذلك شارك في الحدث نخبة من الطهاة الذين يقدمون برامج للطهي في القنوات التليفزيونية المحلية، حيث قدموا عروضاً حياً لوصفات ومذاقات غذائية مبتكرة، كما وقعت كبيرة الطهاة الشيف نيرمين، من قناة متخصصة في الطهي كتاباً جديداً لها حول المأكولات العربية، وقامت بتنفيذها أمام الجمهور الشيف أورفلي.
تجارب ومبادرات
واشتمل المهرجان أيضاً على عرض تجارب ومبادرات مبتكرة لتنشيط الصناعات الغذائية، حيث قدم فريق من صندوق خليفة لدعم مشاريع الشباب عرضاً لمبادرة “حاضنة المطبخ” بالتعاون مع جامعة الإمارات، وهو يهدف إلى توعية الشباب المقدمين على تأسيس مشاريع غذائية بكيفية تقليل نفقات البداية والدخول إلى السوق بشجاعة وحماس وطموح لا يتوقف.
واطّلع جمهور المهرجان على تجارب البداية التي عاشها أربعة من أصحاب مشاريع ريادة الأعمال في ميدان الصناعات الغذائية خلال مشاركتهم في حلقة نقاش، وهم:
محمد برهام العوضي الشريك في أحد المشاريع وشقيقه بيمان حول الإنجاز النوعي الذي حققاه في مجال الوجبات السريعة، حيث ابتكرا خلطة سرية لوجبة الشاورما وصلت بمشروعهما إلى العالمية على غرار الوجبات السريعة العالمية المعروفة. وكان الشقيقان قد افتتحا في دبي مطعماً للوجبات السريعة متخصصاً في بيع وجبة “الشاورما” التي تتميز بخلطتها السرية وبأنواعها المتعددة، وخضعت للعديد من الاختبارات والتجارب العملية على أرض الواقع ضمن أرقى معايير التصنيف الغذائية.
وخالد العميرة الذي تحدث عن سلسلة المطاعم التي أسسها، بينما تحدثت عالية المزروعي عن سلسلة المطاعم المبتكرة التي أسستها باسم “جست فلافل” وتحدث سعيد الفلاسي عن سلسلة مطاعمه “كلايه”.
وتقول الطالبة مريم الحلامي، إحدى عضوات فريق التنظيم في المهرجان “إن هذه الحلقة النقاشية كانت مثمرة جداً وغنية بالمعلومات، وقد حظيت باهتمام كبير من جمهور الحاضرات”، موضحة أن “المناقشة كشفت أن الأساس في نجاح أي مشروع شبابي مبتكر في مجال ريادة الأعمال هو الحماس والشغف، فتكامل هذين العنصرين معاً يكتب أول سطر في قصة نجاح المشروع”.
الغذاء اليومي
مهرجان المأكولات أثار إعجاب جمهوره من الطالبات والخريجات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية بالجامعة، حيث قالت الطالبة فاطمة أحمد في السنة الرابعة، علاقات عامة، إن المهرجان حطم روتينها الغذائي اليومي بفضل تنوع أطعمته ومذاقاته وطرافتها.
وأيدتها في ذلك خلود العفيفي، في السنة الثانية بكلية الإعلام، التي قالت إنها اضطرت في هذا المهرجان لكسر الريجيم الغذائي الذي تلتزم به منذ وقت، وبينما كانت الطالبات يتجمعن حول الطالبة لجين البحري بالسنة التمهيدية، قالت: كم أود أن أسمع تعليقات الذين تذوقوا الأطباق التي طهوتها بنفسي.
وقد استمعت إلى العديد من التعليقات المشجعة التي أثنت على موهبتها وتنبأن لها بمستقبل جيد في عالم الصناعات الغذائية.
وقالت الطالبة سارة راشد في السنة الثانية بكلية الإعلام، إنها وصديقتيها، جواهر حمد بالسنة التمهيدية، وعلا الجفري في السنو الثانية بكلية الإعلام، قررن أن يدخلن تجربة جديدة غير مألوفة لهن، وهي القيام ببيع مأكولات في المهرجان، وقد نجحن في ذلك حيث طرحن بعض الأطباق بأسعار مناسبة ولاقت الإعجاب.
نظام سلامة الغذاء
قدم فريق من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية خلال المهرجان، ورشة عمل شرحوا من خلالها تطبيق نظام أبوظبي لإدارة البيئة والصحة والسلامة في قطاع الغذاء، شرحوا من خلالها الدور الذي يقوم به الجهاز لنشر الوعي بالقضايا كافة المتعلقة بهذا الجانب، موضحين ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به فذ هذا المجال،
وأفاضوا في شرح القاعدة السادسة من قواعد النظام، والتي تعتبر الأهم بالنسبة للمبتدئين في تأسيس مشاريع غذائية جديدة.
عدد اليوم
