حسناء مطر: ألبومي الجديد لا يخلو من الفلكلور الخليجي

الغناء هو مرآة الشعوب ومجتمعاتها، له حكايات مختلفة وأحاسيس إنسانية، من خلال عذوبة الأداء الصوتي.. يدخل القلوب بشفافية من دون استئذان بالكلمة واللحن والإلقاء وينم عن ثقافة واعية واطلاع موسيقي واسع الآفاق. هكذا هي الفنانة حسناء مطر التي نبتت من أرض تنورين، شمال لبنان، وهاجرت الى فنزويلا في أميركا الجنوبية، حيث عبرت عما تشعر به من خوالج وأحاسيس في أعمال فنية أطلت من خلالها على المشاهد والمستمع اللبناني والعربي، بصوتها الماسي الذي دغدغ العواطف والأحاسيس. (بيروت) - تقول مطر في حوارها لـ»الاتحاد»، عن الأغاني في ألبومها الجديد، إن الألبوم يضم العديد من الأغاني المتنوعة منها، أغنية تحت عنوان «سحر الشوق»، كلمات الشاعر طوني أبي كرم وتوزيع إحسان المنذر وأغنية «نظرة عينك « للشاعر سمير نخلة وتوزيع إحسان المنذر وأغنية «نقّل مسبحتك» لاحمد الجسار والملحن ريشار نجم وتجديد لفلكور خليجي موزع. وتضع حسناء مطر نفسها على مسافة من الجميع، وفي المضمون ترى التعاون وقاية، لأنه دعامة من أقوى الدعامات التي يقوم عليها المجتمع. فلا يستطيع الانسان او الفنان أن يعيش وحده وهو في أمس الحاجة الى غيره لينظم له حياته، ويحقق رغباته، ويسهل له أمره في جميع شؤونه وشجونه. وفي سؤال عن رأيها في الفنانين التي تحبهم وعن الأغنيات غير العربية، وعن الميجانا، فتجيب أنها معجبة بفنانين كثر ومنهم ميشلين خليفة، وماري سليمان، توفيق التنوري صاحب أغنية «البنت اللبنانية»، بصوته الجبلي وحضوره الجميل. كما وتعتبر أن أكثر الأغاني لا تقف فقط عند حدود الصوت، بقدر ما هي فكر، وأدب وثقافة، ولغة، والأمم الراقية تحرص على العناية بلغاتها، ويفخر المواطن باتقانه لغته لأنها رؤيته للكون والحياة والوجود. «شدّوا الهودج» وتضيف: أنا انسانة واقعية وطموحة تنامت وتصاعدت موهبتي الغنائية منذ الصغر، لكن طال مشواري بسبب ممانعة الأهل. ومعارضتهم خوض هذا المجال، مع ان الفرص كانت مؤاتية لكثافة البرامج الفنية المتنوعة للتباري والحصول على تصنيف او ترتيب فني في تلك الأيام. وتؤكد: اشتركت في البرنامج التلفزيوني الشهير استوديو الفن، ما جعلني أقوم بحراك سريع بالدخول الى المعهد الموسيقي، لتأكيد وتثبيت موهبتي. حينها التقيت رينيه بندلي الذي أحب ما أملك من موسيقى غنائية وطلب ان أكون مع فريق عمله ووضعني على الخط الصحيح وتلقيت الدروس والتمرينات معه، وساهمنا معه في القيام بنشاطات كثيرة في دنيا الفن». وتتابع مطر إن النصائح انهالت عليها لتكون لها هوية خاصة، فبدأت المشوار من خلال أغنية «شدّوا الهودج» باللون البدوي من ألحان ريشار نجم وكتابة أحمد الجسّار، توزيع وتسجيل إحسان المنذر. وصوّرت فيديو كليب ووزعت في لبنان والعالم العربي. «ليالي الغربة» وعن الأجواء التي تحفز مطر على الغناء تقول:»أغني على الدوام، سواء على المسرح الغنائي، أو أثناء قيامي بالمهام المنزلية، فأنا لا أكف عن الغناء إلا عند النوم.. وفي الحلم أيضاً.. ولا تحب حسناء مطر الاغنية التجارية، لكنها قد تنفق المال على أغنية وطنية، وكان لها معاناة شخصية وخاصة من في بلاد الاغتراب، حيث أطلق عليها لقب فنانة الاغتراب لتصور أغنية «ليالي الغربة» من كلمات محمد ماضي وألحان هيثم الزيّاد وتوزيع إحسان المنذر، معتبرة أن «ليالي الغربة» قد أوصلتها الى جمهورها اللبناني بالشكل اللائق بالفكر والقلب، وشاركها بالفيديو الكليب تمثيلياً الفنان آلان الزغبي مع مجموعة من المحترفين، كاشفة أنها ستسعى في التواصل مع وزارة السياحة كي تتبنى الاغنية وتعمل على تشجيع المغتربين في العودة الى لبنان. وعن الغربة تقول: «ليس هناك غربة في وطني لبنان الذي تربيت فيه صغيرة وترعرعت فوق أرضه، وتحت سمائه، وليس هناك غربة بدعم الأهل والأصدقاء والصحافة والاعلام، الذين يدعمونني من حيث لا أدري ووجدت الحب عند الجميع. رغم كل المسؤولية والتخوف الذي قد يصادفني فأنا مليئة بالحماس... والرغبة في العطاء، وبالطبع أنا مدينة لوطني لبنان وللوطن العربي ولأهلي ولكل من حولي فيه». الميجانا والعتابا أما الميجانا والعتابا فتقول مطر: «أنا متأثرة جدا بها، نسبة الى نوعية صوتي الجبلي، وفي بلد الاغتراب، تكون هي الشكوى المفرحة والتعبير عن الأحاسيس لدى كل الناس، فلا تتجدد الحياة، وتستمر السعادة والهناء في ليالي الغربة الا مع الميجانا والعتابا». ولم تنقطع حسناء مطر عن جذورها وكان لبنان معها، الرفيق الدائم الذي لم يغب، في مهرجانات بلاد الاغتراب. فهي صاحبة صوت لبناني رائع ودافىء بامتياز، حبها لفنها جعلها تتعلّق بجمهورها العريض وتتفانى في تقديم أجمل ما يمكن ان تقدمه. فمع صوتها تنساب الكلمات لغة راقية وموسيقى حالمة، ومنه تنسكب الأنغام والأوتار وكأنها مفردات لغة أنيقة ابتدعتها شاعرة فنانة، احترفت صناعة أجمل الكلمات وابتكرت أحلى وأعذب النغمات والألحان. مهرجانات وحفلات عن جديدها، وعمن يدعمها قالت حسناء مطر: في فصل الصيف، هناك مهرجانات وحفلات كثيرة سوف تشارك بها، وقريباً سيتم الاعلان عنها من خلال وسائل الاعلام، وهناك جنود مجهولون يدعمونها منهم شقيقها وشقيقتها. وتختم حسناء حديثها بتحية الى كل العالم العربي دون تمييز وبالتحلي بعمق البصيرة والوطنية الصادقة، والاهتمام الدائم بالموسيقى التي ستظل وسيلة للتعبير عن الفرح والبهجة للخروج من المصاعب.