الرأي العام يتعامل مع تراجع النصر في الدوري على أنه «كارثة»

يملك الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة نادي النصر، قدرة كبيرة على العمل في صمت، وهو الشعار الذي يرفعه، منذ توليه المسؤولية، حيث يفضل أن يتعامل بهدوء وحكمة، حتى في أصعب الظروف، ويرى أن هذه الطريقة تمكنه دائماً من التوصل لحلول جيدة، لكل أزمة يواجهها. وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت الإدارة “النصراوية”، في ظل تعثر فريق الكرة، مع انطلاقة الموسم، ظل الشيخ مكتوم بن حشر، يرفض التحدث في وسائل الإعلام، طوال الفترة الماضية، ويصر على الاحتفاظ بالهدوء، ومواجهة كل انتقاد بمزيد من العمل، ومع إصرار “الاتحاد” على إخراجه من حالة الصمت التي يفضلها، وافق على التحدث إلينا، عن كل ما يخص النصر وكرة الإمارات، فكان هذا الحوار. في البداية أكد الشيخ مكتوم بن حشر أن النصر تعرض لضغوط كبيرة مبكراً، بعد خسارة مباراتين فقط، وقال: هناك من أسهم في تضخيم الأمور، وجعل الصورة أكثر سوادا، ووصل الحال إلى درجة التحدث عن هبوط الفريق لدوري الهواة، وهو أمر مضحك وغريب، فكيف يحدث ذلك بعد جولتين فقط، من عمر مسابقة تضم 22 جولة في منافساتها، والمنطق يقول إن خسارة مباراتين لا يمكن أن يكون “كارثة”. وأضاف: نحن ما زلنا في البداية، وهناك فرق أخرى، حققت ثلاث نقاط فقط، في الجولات الثلاث، مثلنا، ولم يتحدث أحد عن أزماتها، وكبواتها، أو ترشيحها للهبوط، وغير ذلك، وكل ما حدث من ضغوط على النصر وانتقادات لم يفقدنا الثقة في قدرة الفريق على العودة، لأننا نعرف أننا نملك لاعبين متميزين، وجهازا فنيا جيدا، ولدينا دعم كبير من قيادات النادي ابتداءً من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس النادي، والشيخ راشد بن حمدان رئيس شركة كرة القدم، وأيضاً مجلس الإدارة الذي أترأسه، وكل أعضاء مجلس الإدارة وشركة كرة القدم. وقال الشيخ مكتوم بن حشر: هذه الظروف الجيدة لم تكن متوفرة للفريق في السنوات العشر الأخيرة، بهذه الصورة التي هي عليها الآن، ولذلك لم نكن في حالة رعب، كما حاول البعض تصوير ذلك في بداية الموسم الكروي، لأننا نعرف أن الفريق يفتقد فقط لعنصر التجانس، لأنه يحتاج إلى 5 أشهر من الاستعدادات والتدريبات، لكي يحقق التجانس الكامل، وهو ما لم يتوفر لفريقنا، في ظل مرحلة الإحلال والتجديد التي شملت الكثير من عناصره، حيث يضم الفريق في تشكيلته الأساسية خمسة لاعبين فقط، من المجموعة التي شاركت في الموسم الماضي، هم إسماعيل ربيع حارس المرمى، وحميد عباس ومحمود حسن درويش وعامر مبارك وتينيريو، بينما تعتبر بقية عناصر التشكيلة التي يعتمد عليها المدرب البرازيلي أنجوس حالياً كلها من اللاعبين الجدد المنضمين قبل انطلاق الموسم الجاري، وهو أمر كافٍ لحدوث “هزة” في البداية. وأكد رئيس مجلس إدارة النصر أن كل المشكلة التي شعرت بها الإدارة، أن أداء الفريق لم يكن جيداً مع انطلاقة الموسم، دون النظر إلى النتائج، وقال: كنا ننتظر أداءً أفضل من الذي قدمه الفريق أمام الجزيرة والعين، ولذلك بحثنا خلال فترة توقف الدوري عن أسباب الأداء السيئ، وحاولنا إصلاح الخلل، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك، وبدأنا نقترب من مرحلة التجانس التي تمنيناها من البداية، وكانت هدف الإدارة والجهاز الفني. وعن تجديد الثقة في الجهاز الفني بقيادة البرازيلي أنجوس، قال الشيخ مكتوم: لم يحدث أن اهتزت ثقتنا في قدرات المدرب حتى نجددها، لأن خسارة مباراتي الجولتين الأولى والثانية، فهو مدرب كبير يعرفنا ونعرفه جيداً، ونعلم أنه تأثر كثيراً بوفاة والده، وسفره إلى البرازيل، قبل أيام قليلة من المباراة الأولى للفريق أمام الجزيرة، ونحن مع الجهاز الفني في “مركب واحد” نعمل معاً من أجل تحقيق الأفضل للفريق. النظر للمستقبل وأكد رئيس مجلس إدارة النصر أن إدارة النادي تعمل للتخطيط للمدى القريب والبعيد في العام الثاني، لعمل الإدارة الحالية، مشيراً إلى أن تطلعات الإدارة أن يبتعد الفريق عن مراكز المؤخرة ، وأن يحقق هذا الموسم الهدف المحدد له، وهو التواجد في المراكز الخمسة أو الستة الأولى، دون إغفال وجود طموح لدينا في تحقيق الألقاب طبعاً، لكن دون وعد بذلك، ونحن نخطط لأن نصل للعب على المراكز الثلاثة الأولى في الموسم المقبل، والمنافسة بقوة على الألقاب التي ابتعدت عن الفريق لفترة ليست قصيرة، فما يجب أن يتذكره الجميع أن ابتعادنا عن منصات التتويج ليس أمراً جديداً، وهو يحدث طوال السنوات الأخيرة، التي تراجع فيها الفريق بقوة، قبل أن يبدأ مسيرة العودة، وهو ما يعني ضرورة الصبر حتى تكتمل ملامح عمل الإدارة الحالية. وقال الشيخ مكتوم: الفوز على دبي في الجولة الثالثة يمكن اعتباره بداية جديدة للفريق، وهو ما سوف يظهر تأثيره في اللقاءات المقبلة، بعد أن وضعنا أيدينا على أسباب الخلل، وأعتقد أن مسيرة صعود الفريق قد بدأت، وكل ما نتمناه أن يكون الصعود بسرعة أكبر، بعد أن اقترب اكتمال عملية التجانس، بعد التغييرات الكبيرة التي شهدتها صفوف الفريق لنصبح في الموسم المقبل، مثل فريقي الوحدة والجزيرة بضم لاعبين أو ثلاثة فقط، مع بداية كل موسم لسد النقص في بعض المراكز، وليس بناء فريق جديد مثلما حدث هذا الموسم. ورفض رئيس مجلس إدارة النصر فتح باب الحديث عن الانتقادات التي وجهت للإدارة من شخصيات “نصراوية” مؤخراً، مؤكداً أن هذا الملف مغلق بالنسبة للإدارة، ولا يجب الحديث فيه، لأنه لا يجب أن تنشغل الإدارة، بغير العمل من أجل النادي، وليس من أجل خلافات شخصية أو تبادل الانتقادات والاتهامات. وانتقل الحديث مع الشيخ مكتوم بن حشر من الشأن “النصراوي” إلى كرة الإمارات بشكل عام، حيث أكد رئيس مجلس إدارة النصر أن تطبيق الاحتراف، على الرغم من أنه شيء جيد للكرة الإماراتية، إلا أنه ما زال يحتاج بعض الوقت للحكم على مدى نجاحه، خاصة أن موارد الأندية ما زالت غير كافية للإنفاق على أنشطته، وهو الأمر الذي تشتكي منه كل الأندية حالياً بلا استثناء، خاصة أن الموازنة المالية لأي نادٍ بالدولة زادت إلى ثلاثة أضعاف على الأقل في مواسم الاحتراف، عما كانت عليه في المواسم السابقة، وهو أمر صعب على كل الأندية مهما كانت قدراتها. وأضاف: الاحتراف عندنا له طبيعة خاصة، ومنهج مختلف، ولا يمكن مقارنته بالاحتراف في أوروبا، في ظل وجود اختلاف كبير بين الكرة عندنا والكرة هناك، من حيث مصادر الدخل والعوائد الاستثمارية والحضور الجماهيري الذي يعتبر في أوروبا أحد أهم مصادر دخل الأندية، ونحن في الإمارات نحتاج لمزيد من الوقت للحكم على التجربة التي تجد مؤيدين ومعارضين لها حالياً. وقال الشيخ مكتوم: لدينا بعض الأمور التي تحتاج إلى إعادة صياغة في علاقة اللاعبين بالأندية، خاصة في موضوع التفرغ، في ظل تمسك بعض اللاعبين بالأنظمة القديمة، وعدم التجاوب مع الاحتراف. وأشاد رئيس مجلس إدارة النصر بدور المجالس الرياضية في كل إمارات الدولة، مؤكداً أن دور مجلس دبي الرياضي يكمل عمل إدارات الأندية، من أجل النهوض بها، ونحن في النصر نعمل من خلال منظومة عمل متكاملة لتحقيق الطفرة التي نتمناها في هذه المرحلة الانتقالية. دوري الموسم الحالي أكثر إثارة دبي (الاتحاد) – توقع رئيس مجلس إدارة نادي النصر أن يكون دوري الموسم الحالي سيكون أكثر قوة وإثارة وتشويقاً على الأقل، بدرجة أكبر من المواسم الثلاثة الأخيرة في ظل تقارب المستوى بين معظم الأندية، بدليل أن نتائج الجولات الثلاث لم تخضع لمقاييس، وأن ترتيب الفرق حالياً يوحي بالتقارب الشديد بين أغلبية الفرق، ولأن تقارب النقاط يزيد القوة والندية. وقال: أكدت مباراة الوصل وبني ياس الأخيرة توقعاتي بقوة وإثارة الدوري، لأنها ظلت مثيرة وشيقة من البداية حتى النهاية، ولو أصبحت كل مباريات الدوري مثل لقاء الوصل وبني ياس لأصبح دورينا من أقوى البطولات فعلياً. صفقة سالم خميس أفادت 3 أطراف دبي (الاتحاد) – أشاد الشيخ مكتوم بن حشر رئيس مجلس إدارة النصر بتعاون أندية دبي في الكثير من المجالات، مؤكداً أن هذا التعاون موجود بين كل أندية الدولة، بما لا يخل بمصالحها، وقال: أكبر دليل على ذلك وجود صفقات تبادلية بين الأندية، وكان آخرها مثلاً صفقة انتقال اللاعب الموهوب سالم خميس من الأهلي إلى النصر، في هدوء، في ظل حاجة النصر لجهود اللاعب، وعدم وجود مكان له في الأهلي، ورغبة اللاعب في المشاركة أساسياً في المباريات. وأضاف: هذه الصفقة أفادت الأطراف الثلاثة، لأن النصر نجح في ضم لاعب يحتاجه بشدة في وسط الملعب، وتخلص الجهاز الفني للأهلي من أزمة وجود نجم كبير على دكة البدلاء، وحصل اللاعب على فرصة المشاركة بشكل أساسي مع فريق يحتاج جهوده، وهي ظاهرة موجودة في الكثير من الصفقات بين الأندية لكي يكمل كل نادٍ ما ينقصه من ناد آخر يملك فائضاً في عدد اللاعبين بمراكز معينة وهكذا. ضيق دائرة المنافسة وراء ضعف الإقبال الجماهيري دبي (الاتحاد) – قال الشيخ مكتوم بن حشر إن الإقبال الجماهيري لن يزيد على مباريات الدوري، إذا استمرت المنافسة على اللقب بين فريقين أو ثلاثة فقط، لأن حسم الأمور مبكراً يصيب الجماهير بالإحباط، أما إذا اتسعت رقعة المنافسة فسوف يؤدي ذلك إلى إثارة تحبها الجماهير وبالتالي سوف تقبل على حضور المباريات من الملعب. وقال: علاقة المباريات والجماهير علاقة تبادلية، فالجماهير تحضر عندما تزداد قوة المنافسة وإثارتها، وأيضاً المباريات تزداد سخونة وإثارة بحضور الجماهير، وهذا من الممكن حدوثه هذا الموسم في ظل تقارب المستوى بين الفرق، فهناك نوعان من الجماهير، أحدهما يحضر لمؤازرة فريقه في كل الظروف وآخر لا يحضر إلا مع الانتصارات فقط. زيادة الاهتمام بقطاع الناشئين دبي (الاتحاد) – عبر رئيس مجلس إدارة نادي النصر عن أمنياته بأن تعود قطاعات الناشئين في كل الأندية، ومنها النصر إلى سابق عهدها، حيث كان النصر يملك ما يقرب من 400 لاعب في الفرق المختلفة، مؤكداً أن إدارة النصر تعمل حالياً بكل جهد في هذا الاتجاه لكي يعتمد النادي على لاعبيه في السنوات المقبلة بدلاً من سياسة الاعتماد على اللاعبين الجاهزين من خارج النادي، وهو أمر ليس سهلاً، لكنه ممكن بمزيد من العمل خلال المرحلة المقبلة. وكشف الشيخ مكتوم بن حشر عن أسباب رفض إدارة النصر للانفتاح على وسائل الإعلام، مؤكداً أنه يفضل أن يعمل خلف أبواب مغلقة، لأن ذلك يساعد على التركيز في العمل بصورة أكبر، وأنا أفضل أن أغلق على نفسي كل الأبواب، وأعمل في صمت بدلاً من أتكلم كثيراً، وأعمل قليلاً لأن الكلام الكثير يفقدنا التركيز المطلوب لإنجاز مهامنا.