الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوروبا تتجه لتحسين الخدمات الأرضية بالمطارات

أوروبا تتجه لتحسين الخدمات الأرضية بالمطارات
23 يونيو 2013 22:25
بدأت بوادر التحسن تطرأ على المطارات الأوروبية بعد أن أثقل أجواؤها الازدحام وعدم كفاءة التشغيل. وفي بعض أكثر مطارات العالم ازدحاماً مثل باريس وفرانكفورت، اتجهت الطائرات أثناء تحليقها وسيرها على المدرج، لتبني نظم تكفل لها خفض وقت الانتظار واستهلاك الوقود ومعدل التلوث. وتعتبر التدابير الجديدة ضرورية في إعطاء إذن الخروج للطائرات من البوابات بتنسيق معين، قبل إقلاعها وتوجيهها لأقرب مدرج بدلاً عن واحد بعيد. ويعتقد باتريك كي، مدير مكتب الاتحاد الأوروبي لتقنية الحركة الجوية «سيسار» المشترك في إعداد هذا المشروع، أن هذه البرامج ليست معقدة، لكن لم يسبق استخدامها من قبل. وتُعد الجهود التي تبذلها أوروبا لتسريع الخدمات الأرضية للطائرات نموذجاً لبقية دول العالم، وذلك بحسب منظمة «إياتا»، التي ركزت على إدارة الحركة الجوية في اجتماعها السنوي الذي عقد مؤخراً في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا. وذكر مارتن ريكين، المتحدث باسم شركة «لوفتهانزا» الألمانية واحدة من أكبر شركات الطيران في العالم، أن إعادة العمل في عمليات المطارات تمثل خطوة هامة نحو تحقيق نظام جوي أوروبي متميز. وأعلنت «إياتا» في مايو الماضي، أنه من المتوقع ارتفاع أرباح القطاع إلى 12,7 مليار دولار هذا العام، من واقع تقديرات بنحو 7,6 مليار دولار في 2012. وساعدت عمليات خفض التكاليف وزيادة العائدات بارتفاع معدل إشغال المقاعد وبيع الطائرات للمزيد من الخدمات الإضافية، في تعضيد التحسينات. وسعى الاتحاد الأوروبي قبل أربع سنوات لحل تعقيدات مجاله الجوي، المشروع الذي كان يطلق عليه اسم «السماء الأوروبية الموحدة»، حيث فشل حتى الآن في القضاء على العقبات البيروقراطية التي تقسم الدول الأوروبية بعددها البالغ 37 دولة، إلى 63 وحدة تحكم حركة جوية تفتقر إلى التنسيق. ويعني هذا التفكك، أن تكلفة الإدارة الجوية الأوروبية في الساعة الواحدة، تساوي ضعف التكلفة في أميركا، وذلك وفقاً للبيانات الواردة من منظمة «يوروكنترول»، المظلة التي تنضوي تحتها وكالات الملاحة الجوية الأوروبية. وتشير تقديرات «إياتا» إلى أن عمليات الازدحام تكلف شركات الطيران والعملاء نحو 6,5 مليار دولار سنوياً، إضافة إلى انبعاثات كربونية تصل إلى 16 مليون طن. وبعد نفاد صبر «إياتا» بسبب عدم إحراز أي تقدم يُذكر، تقدمت بجانب اثنين من روابط الطيران بخطة عمل للاتحاد الأوروبي، لم تلق الاهتمام الكافي من قبل المسؤولين. وتخطت حالة الإحباط شركات الطيران والمطارات، إلى شركات صناعة الطيران مثل «بوينج» و»أيرباص» وشركات صناعة المعدات مثل «هونيويل إنترناشونال» و»ثيلز ساك»، التي ترى أن من الضروري بذل جهد يهدف إلى تقليل عدد الطائرات في الجو ولبيع الأجيال المتطورة من الطائرات. وفي الولايات المتحدة الأميركية، حيث تجعل «إدارة الطيران الاتحادي» بوصفها المنظم الوحيد، عملية التنسيق أكثر سهولة من أوروبا، يعاني المسؤولون وشركات الطيران في سبيل استخدام التقنيات الحديثة لضبط الحركة الجوية، لتشكل التكاليف بذلك واحدة من العقبات. كما تسعى أوروبا أيضاً لاستغلال التقنيات، إلا أنها في حاجة للتنسيق أولاً. وأكد توني تيلر، المدير العام لمنظمة «إياتا»، أنه وبدون التدخل السياسي لإصلاح القطاع الجوي في أوروبا، ليس من الممكن تنفيذ مشروع «السماء الأوروبية الموحدة». وبدلاً من انتظار حدوث مثل هذا الإجراء، تحاول المطارات وخطوط الطيران ومدراء الحركة الجوية، خفض عمليات التأخير على النطاقات المحلية. وعلى صعيد المطارات، توصل العاملون لكيفية التخطيط المشترك وتبادل المعلومات. وتقوم في العادة كل جهة بتحسين عميلاتها الخاصة، مع عدم الاهتمام الكافي بالطرف الآخر. وعلى سبيل المثال، تغادر الطائرات البوابة دون العلم بالوقت المحدد للإقلاع، لتستهلك المزيد من الوقود في زمن الانتظار. وعلاوة على المطارات الأوروبية، تسعى بعض شركات الطيران والعاملين في القطاع، لتنظيم الرحلات للوصول إلى الوجهة المقصودة في الوقت الذي يكون فيه المدرج متاحاً، بدلاً من الانتظار والدوران في الجو. ونجح مطار هيثرو الدولي، أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، في خفض وقت انتظار الطائرات في الجو بنحو 20%. واعتمدت هذه التقنية على أسلوب بسيط وهو خفض سرعة الطائرة عند الهبوط التدريجي، ليتزامن مع الهبوط على المدرج بصورة أكثر دقة. لكن ربما يعني ذلك، بالنسبة للعاملين في أبراج المراقبة في البلدان الصغيرة المجاورة مثل فرنسا وهولندا المزيد من العمل الإضافي، دون الاستفادة من التوجه الذي تبناه مطار هيثرو. ومع أن هناك كثيرا من السياسات التي تقف عقبة في طريق تنفيذ هذه البرامج، إلا أنه على صعيد خدمات المطارات الأرضية، تغلبت الأرباح على السياسات. وخضعت معظم المطارات الأوروبية للخصخصة، ما دفعها للرغبة في إنعاش عائداتها، في الوقت الذي تعمل فيه على تقليل استثماراتها. وسمح تحسن التعاون مع شركات الطيران ووحدات المراقبة الجوية، للمطارات بتقليل الرحلات دون الحاجة إلى إضافة مدرجات أو محطات. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©