الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العلاقة بين الإنسان والقراءة لا ترتبط بالجنس

30 مايو 2006
وفـاء العـلي:
عبارات نمطية كثيرة، وكلاشيهات متكررة، تظهر كلما طرح موضوع الكتب التي تهتم بها المرأة للحوار، منها: أن غالبية النساء يقرأن كتب الطبخ والأزياء والديكور، وربما يذهب بعضهم إلى قصر قراءاتها على كتب السحر والتنجيم والأبراج، ولا يخفي ما يحمله مثل هذا القول من اتهام لها بـ 'التخلف'، لكن نظرة فاحصة ومدققة في الواقع تنفي مثل هذه الانطباعات جملة وتفصيلاً، وفي هذا التحقيق تساءلنا عن علاقة المرأة بالقراءة، ونوعية الكتب التي تقرؤها، فكانت هذه الإجابات:
ترفض الدكتورة فاطمة المزروعي أستاذة النقد الأدبي في جامعة الإمارات ربط القراءة بجنس القارئ، وتقول: العلاقة بين الإنسان والقراءة لا ترتبط بجنسه إن كان ذكرا أو أنثى، فما يحكم هذه العلاقة مرتبط بعدة أمور منها البيت الذي ينشأ فيه الإنسان، وطبيعة شخصيته واهتمامه، والمجتمع الذي يعيش فيه إن كان محفزا على القراءة ومشجعا لها أم لا·
إكراهات غير واعية
ربما كان للجنس دور في توجيه القراءة أحيانا، فقد تميل بعض النساء لشراء كتب الطبخ مثلا أكثر من كتب السياسة· وهنا أسأل هل هناك إكراهات غير واعية تمارس ضد المرأة، من خلال وسائل الإعلام وبعض المؤسسات الثقافية التي تعمل على تنميط المرأة، وحصر اهتماماتها فيما يتعلق بالاهتمام بشكلها وولعها بالطبخ وغير ذلك تحت أقنعة البحث عن خصوصية المرأة، وكأنها تقول لها بشكل غير مباشر 'كوني جميلة فحسب'، مما يفني اهتمامها بالثقافة·
وتضيف المزروعي: المشكلة كما أتصورها هي أن هناك تمثيلات معينة مازالت راسخة في الأذهان، فليست كل امرأة عاملة بالضرورة مثقفة، وهناك ربات بيوت مثقفات من الطراز الأول· أعتقد أن علاقة المرأة بالكتاب هي في مجملها جيدة، خاصة أن القراءة لا تعتمد الآن على الكتاب وحده، فهناك المجلات والدوريات، وهناك وسائل أخرى مثل الانترنت، الذي لم يتح القراءة فحسب، وإنما يسَّر التحاور حول ما يقرأه المتصفحون· وإذا أضفنا بعدا آخر وهو طبيعة ما يقرأ، فهذا يقودنا إلى التساؤل: هل نعد النساء المهتمات بالديكور والتجميل مثلا غير مثقفات؟ إن الاهتمام بالتجميل والديكور هو شكل من أشكال الثقافة، خاصة في المجتمعات غير العربية· لكن طبيعة ثقافتنا أسهمت في ارتباط مفهوم الثقافة لدينا ارتباطا وثيقا بالقراءة في الأدب والتاريخ والدين، ومن ثم تم تصنيف الثقافة إلى ثقافة نخبة وثقافة الجماهير·
سعادة للروح
أما القاصة والكاتبة المسرحية باسمة يونس فترى أن القراءة حجر الأساس في الثقافة والمعرفة، وتقول: لا أحدد قراءاتي في مجال معين ولا أقصرها على نوع أو حقل بعينه· وتتنوع قراءاتي بين الآداب والعلوم والكتب الفلسفية والفكرية المختلفة· ومع ذلك تبقى هناك كتب وحقول تعتبر بالنسبة لي متعة فكرية وأدبية ويزداد شغفي بها حينما تكون عبارة عن أعمال مصاغة بأساليب أدبية وفيها جماليات لغوية وعبارات تثير الفكر وتستثير الحس الإبداعي بدواخلنا·
وتأتي الأعمال الأدبية في المقام الأول بالنسبة لباسمة يونس التي توضح سر هذا الشغف والاهتمام بقولها: أشعر بأن قراءة القصص أو الروايات أو المسرحيات بشكل خاص، هي الفاكهة اللذيذة التي تملأ روحي بالسعادة والرضا·
تنوع المضامين واللغات
الدكتورة ريم متولي تتوزع قراءاتها على ثلاثة حقول أولها، مجال الدراسة والتخصص حيث أقرأ في التراث والتاريخ والأزياء والهندسة لأنني في الأصل مهندسة ديكور· والثاني، مختارات متنوعة تتم في إطار مجموعتيْ الكتاب (بالعربية والإنجليزية)، وأكثر هذه الكتب روايات عربية وعالمية، فهناك اليابانية والصينية والإفريقية والجنوب أميركية· أما الحقل الثالث فيتضمن الكتب التي تهتم بها أسرتي في المجالين السياسي والاجتماعي، كما أقرأ الدواوين الشعرية والدوريات التي تصدر في مجالات متخصصة كالتراث والأزياء والعمارة·
لا طبخ ولا أزياء
موضوعات الطبخ والأزياء والتجميل لا تعني الكاتبة أسماء الزرعوني بالمرّة، وتتوزع قراءاتها كما تقول في حقول القصة والرواية وأدب الأطفال الذي يحتل مكانة خاصة في اهتماماتها، بالإضافة إلى الدوريات المهتمة بالأدب والثقافة·
وأسماء تجد في القراءة المتعة والفكر والإثراء، وتقول: منذ الطفولة وأنا أقرأ كل ورقة تصل إلي، فالقراءة تصقل الموهبة وتدخلنا في آفاق واسعة وتعرفنا بفن الكتابة وآراء الآخرين·
متى نقرأ؟
حين سألت الإعلامية ريم عبيدات وريثة كرسي المرأة لإعلام اليونسكو في الخليج عن حالها مع القراءة وما تفضله من الكتب بادرتني بالقول: لم أعد اقرأ شيئا يا عزيزتي، وكيف يقرأ من يجد نفسه بين مطرقة واقع تشكل وسندان مسؤوليات مهنية لا تنتهي؟!
وفي تعليقها على سؤال حول علاقة المرأة بالإبداع قالت ريم: حين تكتب المرأة فإنها تكتب كأعمق نهر من أنهار الحياة، وإبداعها يطفح بالحيوية، غير أنه إبداع ينمو يتيماً· وما ضعف النتاجات المبدعة في عالمنا العربي عموما والإبداع النسوي خصوصا إلا المؤشر الأكبر على حجم الكارثة، فكم هو حزين هذا الإبداع الذي يهبط على أمثالنا وكم هو مسكين هذا الإبداع الذي يولد عربيا في رحم امرأة·
القراءة ملاذ
وتعشق الكاتبة المسرحية ريتا عبده القراءة في المسرح والأدب الفرنسي وعلم النفس والفلسفة· وتعتقد ريتا أن الإبداع ينمو بالمشاهدة والحياة، وأن القراءة لها اكبر الأثر في نمو الإبداع· وعلى سبيل المثال، أشعر أحياناً بجفاف إبداعي بينما اشتغل على نص أو فكرة أو مسرحية، فأنقطع لفترة معينة وألوذ بالقراءة، وأثناء القراءة تأتي الفكرة في جملة أو مقطع معين بشكل سلس وكأنها كانت بحاجة إلى (دفشة) لتخرج·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©