الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليافعي: التغيرات المناخية هاجس المعنيين ببحوث الاستدامة في الأغذية والزراعة

اليافعي: التغيرات المناخية هاجس المعنيين ببحوث الاستدامة في الأغذية والزراعة
23 يونيو 2013 22:26
تزايد تعداد سكان العالم بشكل مطّرد، من 2.1 مليار نسمة في أواسط القرن الماضي إلى أكثر من 6.7 مليار نسمة، في نهاية العقد الأول من القرن الحالي، وهذه الزيادة كانت متزامنة مع زيادة في إنتاج المحاصيل الزراعية، مثل الأرز والقمح والشعير وفول والصويا والذرة، وبالأرقام تزايد الإنتاج العالمي من الذرة من عام 1960 - 2010 بحوالي 46%، خلال الخمسين سنة الماضية. (دبي) ـ كانت الاستدامة في الأغذية والزراعة، محور اهتمام الدكتور محمد عبد المحسن سالم اليافعي، مساعد العميد لشؤون الطلبة والخريجين، وأستاذ مساعد في قسم زراعة الأراضي القاحلة، والمعني بالأبحاث المتعلقة بتغير المناخ في البيئة الزراعية. تحولات يوضح الدكتور اليافعي بعض المؤشرات، ويقول: «لم يختلف إنتاج الأرز من عام 1960 - 2010 ليصل متوسط الإنتاج إلى حوالي 3.97 طن بالهكتار، وزيادة قد تصل إلى 100% من عام 1960، وقد شهد العالم ارتفاع في نصيب الفرد من الخضروات، ثم الفواكه ثم الحبوب الزيتية مقارنة، بين عام 1960 إلى عام 2010، وقد ارتفع خلال تلك الأعوام الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية والكثير من قنوات الري، مع زيادة في استهلاك الكثير من الأراضي الزراعية والهامشية من عام 1955 إلى عام 2005. إن العالم في العقود الماضية شهد تحولات دراماتيكية على المسرح الدولي، من أهمها ارتفاع نصيب الفرد من المادة الغذائية، وتلازمها مع ارتفاع عدد سكان الأرض والخدمات الصحية والبنية التحتية، ولكن من الجانب الآخر شهد العالم تدهورا في النظام البيئي المستزرع، ودفع بشكل كبير الكثير من الموارد نحو الاستهلاك المفرط». ويضيف اليافعي:« وصل إنسان هذا العصر إلى إنتاج عالي الجودة وكفاءة عالية من الحبوب، وقد أنتج الإنسان بمعدل عالٍ، حوالي 3 طن بالهكتار الواحد منها، وهي معدلات قادرة على تلبية الطلب العالمي للسكان الذين بلغوا أكثر من 6.7 مليارات نسمة، وإذا كان السيناريو عن ارتفاع عدد سكان الأرض إلى حوالي 8 مليارات بحلول عام 2025 ، فسوف يحتاج الإنسان إلى إنتاج 4 طن بالهكتار الواحد، لتقديم المنتجات التي سوف تكون ضمن نظام بيئي زراعي محدود الموارد، وهذا سوف يعادل حوالي 33% زيادة في الإنتاج الزراعي أكثر من إنتاج عام 2010، وهناك سيناريو آخر يتحدث عن زيادة في عدد البشر إلى حوالي 10 مليارات بحلول 2050، وهذا يعني زيادة الإنتاج الزراعي بحوالي 5 طن للهكتار الواحد، مقارنة بإنتاج عام 2010، وهي زيادة تصل إلى 67% أكثر من الإنتاج الزراعي الحالي». تغيرات مناخية يكمل اليافعي: « إن ذلك يتطلّب ضغطا مفرطا على الموارد الطبيعية الزراعية، وأيضاً تحتاج إلى نظام بيئي زراعي جديد، يرفع الإنتاج العالمي بشكل كبير وسلس من خلال استبدال المنتجات الزراعية قليلة الإنتاج، إلى منتجات عالية الإنتاج، وزيادة عدد الدورات الزراعية والمساحة الزراعية، وأيضاً استخدام أمثل للمدخلات الزراعية العضوية. بنظرة شاملة على 50 سنة ماضية سنلاحظ التغير الكبير في النظام البيئي الطبيعي، وانعكاسه على شتى مناحي الحياة، وأكثر الأدلة هي ارتفاع في استهلاك الغازات المضرة للبيئة، وارتفاع في درجات الحرارة والظواهر المتطرفة ونظريات ثقب الأوزون، وأيضا دخول الكثير من الأشعة الضارة، ومنها الأشعة فوق البنفسجية وظاهرة البيوت الدفيئة، كما أصبح لدينا ارتفاع في منسوب البحر وارتفاع في غاز ثاني أكسيد الكربون. هناك العديد من تجارب تغير المناخ على القطاع الزراعي والإنتاج الغذائي عالمياً ومحلياً، ومن أهم الأمثلة العالمية دراسة تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون على النباتات الزراعية، وجاء ذلك من عدة محطات تابعة دائرة الزراعة في الولايات المتحدة الأميركية، ومنها مركز أبحاث وكالة الفضاء الأميركي، مما أثر في شتى المحاصيل كالأرز والقمح والقطن، وفول الصويا والذرة، والتي كانت تهدف إلى دراسة تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون والحرارة، وجاء ضمن الدراسة غاز الأوزون والأشعة فوق البنفسجية على النبات والنظام البيئي والتوازن الغذائي، كما تم بحث التأثير على دورة المياه بالطبيعة، وأيضاً بشكل مفصل دراسة عميقة على تأثير تلك العناصر في تغير المناخ على وظائف النظام البيئي وتراكيبه». أبحاث يضيف اليافعي :« ظهرت الكثير من التجارب لتغير المناخ ودعم الدراسات العليا، وأيضاً الإشراف الأكاديمي، وهناك إنفاق مشترك بين وزارة الزراعة الأميركية، ومركز الأبحاث في وكالة الفضاء الأميركي، وكان الكثير من تلك التجارب ومن تلك الأبحاث، على محصول فول الصويا، وقد قامت الكثير من المبادرات العلمية، وتم إنشاء الفرق البحثية على أكثر من مستوى، وعلى عدة ولايات مختلفة بالولايات المتحدة الأميركية، ومن أهم تلك المبادرات استخدام الغاز ثاني أكسيد الكربون والأشعة فوق البنفسجية على محاصيل إنتاجية، من خلال تعريض تلك النباتات على مستويات متعددة، وكانت بحوث مثمرة تعد جيلا قادرا على اتخاذ قرارات مصيرية للمستقبل، وقد قمت بالمشاركة في عدد من هذه الأبحاث العلمية، خلال عملي للحصول علي درجة الدكتوراة في أبحاث المحاصيل الغذائية والبيئية بالولايات المتحدة». بالنسبة للمستوى المحلي قمت بصفتي الأستاذ المساعد في قسم زراعة الأراضي القاحلة، وكأستاذ متخصص بالأبحاث في تغير المناخ في البيئة الزراعية، بإجراء أبحاث تعد الأولى على مستوى الدولة في استخدام الأشعة الفوق البنفسجية، على محاصيل مختلفة على رأسها النخيل والنباتات المحلية وجاري تأسيس التجارب على أرض الواقع بالدولة، والهدف من تلك التجارب فرز وتصنيف والكشف، عن مقدرة النخيل لمقاومة التغيير المناخي بالمستقبل، وذلك بناء على السيناريو المستقبلي الذي قد يؤثر فيه غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الأوزون والأشعة فوق البنفسجية على الكثير من النباتات والمحاصيل الزراعية الحديثة». كان التأثير واضحا وجليا على تكوين البراعم الزهرية للنباتات، مقارنة بالبراعم الخضرية، وتفصيلاً كان هناك شبه فشل في تكوين حبوب لقاح للأزهار الذكرية، وقلة في حيوية حبوب اللقاح وصغر في حجم الأزهار، كما حدث فقد الكثير من الأزهار خلال مرحلة التخصيب الزهري، وقد أوضحت أن تأثير الحرارة والأشعة فوق البنفسجية كان فاعلاً، بالإضافة إلى تأثير ثاني أكسيد الكربون، وقد تم استخدام صور المجهر الإلكتروني، ونشر البحث ولا زال يحقق الكثير من نسبة القراءة والفهرسة العالية. حالياً الباحث الدكتور محمد عبد المحسن سالم اليافعي، يقدم حالياً بحثاً خاصا بدراسة تغيير الأشعة فوق البنفسجية على شجرة النخيل، ويتحدث لنا عن ذلك ليقول: البحث على أصناف متعددة من النخيل، وقد تحتاج إلى تضافر الجهود بشكل أكبر في المستقبل، وقد تشهد النتائج الكثيرة الذي تساهم بنقل التكنولوجيا، ومواصلة المرحلة الثانية من البحث العلمي، حتى التعرف على الخريطة الوراثية، والجينات المسببة لمقاومة تغير المناخ، وخاصة ارتفاع الحرارة وغاز ثاني أكسيد الكربون والأشعة فوق البنفسجية، ويحتاج البحث إلى خلق بيئة بحثية تتخذ من وزارة البيئة، ننطلق منها لمستويات أعلى من خلال نوعية البحث العلمي. إننا نحتاج أيضاً إلى نوعية مختلفة من الباحثين، يتناولون مواضيع حديثة ذات طابع عالمي وتطبيقات محلية، بحيث تدخل وزارة البيئة والمياه بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية مستقبلاً، في مجال الأبحاث التي تتناول المواضيع الزراعية البيئية من خلال التغير المناخي، والتي سوف تتأثر بها دول العالم في العقد القادم، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تمتلك قوة المبادرة والأهداف، سوف تضع الدولة على مستوى العالم بنوعية الأبحاث الفريدة، وسوف تستخدمها الإنسانية جمعاء، ويجب علينا جميعا التعاون لدراسة أثر التغير المناخي على المحاصيل الزراعية، والتغيرات التي تحدث بالتنوع الفسيولوجي، وأيضاً في مجال إدارة علاقات المياه والتربة والنباتات والحيوانات الغازية للبيئة المحلية، وذلك بدراسة أثر التغيير المناخي عليها. يجبر تغير المناخ الحكومات بالمنطقة والعالم، على تبني الخطط القصيرة المدى، والبعد عن الخطط البعيدة لكون ذلك غير موثوق وخارج النطاق والتحكم، وتبنى فكرة الخطة القصيرة هي الأنجح ليس للكفاءة فقط، ولكن لأننا لا نستطيع توقع التغير في 20 سنة قادمة، وأثره على المحاصيل والحيوانات والقطاع السمكي، وأيضاً يجب التوجه نحو إنشاء موديل للتغير القادم. أنني استطيع الجزم أن التغير المناخي أتاح لجميع دول العالم المتقدم والنامي، دخول المسرح الدولي والتنافس والمشاركة، كونها فرصة لدول العالم الثالث بالمشاركة الفعالة بها، وأيضاً وضع بصمة كبيرة وهذا ما نشهده حاليا خاصة بتجربة الناجحة لأمارة أبوظبي، وعليه أؤكد على مشاركة الدولة الفاعلة باتخاذ القرار، ولكن أيضاً مع دخول حقول البحث العلمي والتطوير للكوادر الوطنية العشرين سنة القادمة، والتي تحتاج إلى كافة التخصصات من تقنية المعلومات والهندسة الإلكترونية، وأيضا العلوم الزراعية والأبحاث وإدارة الموارد البشرية. تأثير الأشعة فوق البنفسجية من خلال مشاركة الدكتور اليافعي في الأبحاث المختصة بالتغير المناخي على المحاصيل، في الفترة من 2001 إلى 2006 في الولايات المتحدة، فاز بجائزة على مستوى الجامعات الأميركية، حيث ناقش من خلال البحث تأثير ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون، وتأثير الأشعة فوق البنفسجية ودرجات الحرارة العالية،على نباتات القطن وفول الصويا، لما لهذين النباتين من إنتاج اقتصادي عالٍ، بالولايات المتحدة الأميركية. وجاء في النتائج إن ارتفاع الحرارة بمقدار 5.8 درجة فوق المعدل اليومي الحالي، وأيضاً زيادة مضاعفة غاز ثاني أكسيد الكربون على النباتات، إلى جانب ضعف الإشعاع للأشعة فوق البنفسجية، تتضرر النباتات محل الدراسة، وخاصة في مراحل تكوين الأزهار والثمار، وهو الذي يعتبر المكون المهم لإنتاج اقتصادي، مقارنة بالجزء الخضري والجذري للنباتات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©