الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«جنون الأشباح» تتكاتف وتتعاون من أجل الانتصار على الشر الأكبر

«جنون الأشباح» تتكاتف وتتعاون من أجل الانتصار على الشر الأكبر
31 يناير 2010 21:14
تواصلت مساء أمس الأول بقصر الثقافة بالشارقة عروض الدورة الخامسة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل الذي تنظمه جمعية المسرحيين بالدولة بالتعاون مع عدة جهات ومؤسسات رسمية وأهلية. ففي اليوم الثالث للمهرجان قدمت فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني عرضها المسرحي بعنوان “ جنون الأشباح “ من تأليف مريم الكعبي وإخراج محمد حاجي وبمشاركة مجموعة كبيرة من الممثلين الشبان الذي يتواجد بعضهم للمرة الأولى على الخشبة، ورغم ذلك كان أداؤهم متماسكا ومثقلا بطموح فني كبير ومبشر. استهل العرض فكرته العامة حول الصراع الأزلي بين الخير والشر بتقديم العناصر السلبية التي تمثلها أربع شخصيات رئيسية هي زعيم الشر (الممثل عادل توي)، والمصفوعة ( الممثلة نورة) و جموش ( عبدالرحمن الكاس)، وأخيرا زفوش ( ماجد الصوري)، وهي مجموعة من الأشباح الشريرة التي تخزّن الكثير من الرغبات الداكنة والمتمثلة في تدمير المدينة وترويع سكانها من خلال العيش في بيت قديم ومهجور يقع وسط المدينة وتحويل البيت بالتالي إلى مقر لخطط المجموعة التدميرية، وفي المقابل تظهر مجموعة من الأشباح الطيبة التي تنحاز للخير ومساعدة الضعفاء كي تقف ضد رغبات الأشباح الشريرة وضد مخططاتها السوداء في تحويل المدينة إلى مرتع لألاعيبها الشيطانية، والسيطرة بعد ذلك على العالم وعلى الغايات النبيلة للبشر، وعندما تهم المجموعة الطيبة في محاربة الأشرار يظهر في البيت المهجور ــ وفي مفارقة موضوعية ونقلة اعتراضية في النص ــ (المارد) الذي أحدث نوعا من الارتباك في الخطوط السردية للعرض وتحويل مساراته نحو اتجاهات متداخلة ومتضادة في ذات الوقت، فهذا المارد يقوم بمهاجمة المجموعتين الطيبة والشريرة دفعة واحدة رغبة منه في الانتقام ممن سكنوا في المنزل بغض النظر عن أهدافهم ونواياهم، هذا الظهور المربك للمارد في منتصف العرض خلق تناقضا كبيرا بين نوايا المؤلف وبين النتائج المحسومة سلفا للصراع بين الخير والشر، حيث رأينا الأشباح الطيبة والشريرة تتكاتف وتتعاون من أجل الانتصار على الشر الأكبر المتمثل في المارد. وهذه الانعطافة المفاجئة في القصة أدت أيضا إلى حيرة الأطفال من جمهور الصالة الذين لم يستوعبوا معنى المصالحة بين نقيضين أبديين لا يمكن لهما أن يتلاقيا حتى لو كان ذلك من خلال مصالح مشتركة، عاب على العمل أيضا اللجوء المكرر للإبهار السمعي والبصري المنفصل عن جو العرض، وذلك من خلال الأغاني الاستعراضية التي أصرت على أن تترجم طبيعة ونوايا الشخصيات، ولكن المبالغة الزائدة والاستطراد الطويل لهذه الفواصل الغنائية قلل من فرص الحوارات والتنويعات الأدائية التي يمكن لها تختصر الكثير من وسائل البهرجة الواضحة والمباشرة. هدى حسين تتحدث عن تجربتها مع مسرح الطفل نظمت اللجنة القائمة على المهرجان وقبل عرض مسرحية “جنون الأشباح” لقاءً مفتوحا مع الفنانة الكويتية المخضرمة هدى حسين وقدمه الفنان الدكتور حبيب غلوم وحضره عدد من المسرحيين وحشد من الأطفال الذين شاركوا في طرح الأسئلة على الفنانة صاحبة الخبرة الطويلة والممتدة مع عالم مسرح الطفل في الكويت والخليج، ووصف الدكتور غلوم الفنانة هدى حسين بأنها أيقونة مسرح الطفل بالمنطقة، نظرا لارتباطها المبكر مع هذا المسرح وإصرارها وتفانيها لهذا الفن الصعب والممتع. واستهلت الفنانة اللقاء بالتحدث عن انحيازها ومنذ الصغر لمسرح الطفل الذي أشبع فضولها وترجم مواهبها في الغناء والتمثيل، وكان هذا المسرح بالنسبة لها أشبه بعالم سحري يتخطى حدود الواقع ويتداخل مع الخيال والحلم وعالم الخرافة والأسطورة، وقالت الفنانة إنها وبعد وصولها لمرحلة النضج الفني وجدت في مسرح الطفل مدخلا مهما لبث القيم والأهداف الجميلة التي توازن بين الإبهار البصري والرسائل الضمنية التي توجه الطفل نحو غايات نبيلة ومثمرة ومفيدة لواقعه ولمجتمعه. وأشادت الفنانة بمهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وقالت إن الكويت تفتقر لمثل هذه المهرجانات التي تمثل منصة للتنافس الجميل والمحفز لكافة المسرحيين، وقالت إن مثل هذه المهرجانات تساهم في تطوير الحركة المسرحية، وتخلق جوا مثاليا لتلاقي الأفكار والتجارب المختلفة في مكان واحد ومشترك. وقالت إن بداياتها كانت في الإذاعة عندما شاركت وهي في الرابعة من عمرها في مسلسل : “نوادر جحا”، ثم ظهرت في التلفزيون مع ماما أنيسة وشاركت في أعمال مازالت محفورة في ذاكرة المشاهد الخليجي والعربي مثل حبابة والسندباد البحري وليلى والذئب، ودفعها هذه الشغف الشخصي وبالتعاون مع شقيقتها الكاتبة والمخرجة نجاة حسين إلى الاتجاه نحو الإنتاج المسرحي، وذلك من أجل الإمساك بخيوط ومكونات العرض المسرحي
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©