الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خطاب ترامب «ضربة قوية» للتحالف القطري ـ الإيراني

15 أكتوبر 2017 16:29
أحمد مراد (القاهرة) وصف خبراء ومحللون سياسيون في القاهرة الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي ترامب الجمعة الماضية حول إيران بأنه يمثل «ضربة قوية» للتحالف القطري ـ الإيراني. وتوقع الخبراء والمحللون أن يضع خطاب ترامب الأخير بعض العقبات والعوائق أمام التحالف المشبوه الذي يجمع بين الدوحة وطهران، لاسيما أن الخطاب حمل توجها أميركيا نحو اتخاذ إجراءات وخطوات أشد صرامة في التعامل مع إيران بسبب برامجها النووية والصاروخية، فضلًا عن دعمها لجماعات وتنظيمات إرهابية في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح الخبراء والمحللون أن خطاب ترامب سوف يزيد من حدة الارتباك الذي يعاني منه النظام القطري حالياً، ويجعله يعيد حساباته من جديد فيما يتعلق بعلاقاته المتنامية مع إيران. وكان الرئيس الأميركي ترامب، قد أعلن أن بلاده قد تنسحب من الاتفاق النووي الإيراني، وقرر عدم التصديق على التزام إيران بالاتفاق، وشدد على اتخاذ واشنطن نهجاً صارماً مع طهران بسبب برامجها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية ودعمها المالي والعسكري لجماعات متطرفة في الشرق الأوسط. وفي خطاب ألقاه الجمعة الماضية في البيت الأبيض، منح ترامب وزارة الخزانة الأميركية سلطات واسعة لفرض عقوبات اقتصادية على الحرس الثوري الإيراني، ومنح الكونجرس 60 يوماً لاتخاذ قرار في شأن إعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران كانت قد رفعت بموجب التوقيع على الاتفاق النووي. بداية، توقع المحلل والخبير السياسي، د. أحمد سيد أحمد، خبير الشؤون الأميركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن يضع خطاب ترامب الأخير بعض العقبات والعوائق أمام التحالف القطري ـ الإيراني، لاسيما أن الخطاب يعكس تغيراً كبيراً في اتجاه السياسة الأميركية نحو إيران، ويحمل توجهاً أميركياً نحو اتخاذ إجراءات وخطوات أشد صرامة في التعامل مع إيران بسبب برامجها النووية والصاروخية، فضلًا عن دعمها لجماعات وتنظيمات إرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي سوف يكون له تأثير ملحوظ في الموقف الأميركي من قطر، إذا ما أصر النظام القطري على التمسك بتحالفه الاستراتيجي والعسكري والاقتصادي مع طهران ومؤسساتها وأجهزتها المختلفة وعلى رأسها الحرس الثوري، والذي فرض عليه ترامب عقوبات قاسية جديدة نظراً لارتباطه ببعض الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. وقال د. أحمد: منذ بداية الأزمة القطرية، انحازت طهران للموقف القطري، وسعت عبر المدخل الإنساني وإبداء تقديم المساعدات الغذائية، وفتح أجوائها أمام الطائرات القطرية، إلى جذب قطر لمعسكرها وإحداث شقوق في الصف العربي والخليجي بهدف كسر حالة العزلة التي تعيشها طهران نتيجة للعقوبات الدولية والإقليمية المفروضة عليها بسبب دعمها للإرهاب وبرنامجها للصواريخ الباليستية، وفي الحقيقة أن الدعم الإيراني لقطر كشف عن حجم العلاقات القوية بين الطرفين خلال السنوات الماضية في إعادة رسم التفاعلات في المنطقة، وتوظيف الربيع العربي لتعظيم دورهما الإقليمي عبر استخدام التنظيمات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي المتشددة كأدوات لتحقيق هذا الهدف، وتقويض المؤسسات الوطنية للدول العربية. وأضاف د. أحمد: ورغم التناقضات الإيديولوجية ما بين إيران الشيعية وقطر السنية، إلا أن المصلحة المشتركة قد جمعت بينهما في مناوأة أدوار الدول الإقليمية الكبري مثل مصر والسعودية، كما يجمع البلدين مبدأ التقية، وهو الظهور أمام المجتمع الدولي بمظهر المحارب للإرهاب، وفي ذات الوقت دعم التنظيمات الإرهابية سياسياً وعسكرياً ولوجستياً ومالياً من أجل التنازع على قيادة الإقليم، وهذا الأمر لا يمكن أن تسمح به الولايات المتحدة الأميركية لاسيما في ظل عهد إدارة الرئيس الأميركي ترامب، والذي يتخذ سياسات شديدة الصرامة تجاه إيران، وبالتالي من المتوقع أن يرفض ترامب الاتجاه القطري نحو تعزيز العلاقات مع إيران. وأكد د. أحمد أن تقارب قطر مع إيران، يعني خيار الانتحار وتجاوز الخطوط الحمراء التي تضعها الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك الدول العربية والخليجية، في ظل اعتبار إيران الراعي الأول للإرهاب في المنطقة، وتهديدها للأمن القومي للدول الخليجية والعربية، وهذا يعني أن الخيار القطري في توظيف المواقف الإقليمية والدولية للاستمرار في موقفها سيكون ذا تكلفة سياسية واقتصادية عالية لن يستطيع النظام القطري تحملها علي المدى المتوسط. تناقضـات قطـر البرلماني والمحلل السياسي، د. عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال: لن تجد قطر صعوبة في التعامل مع تغير سياسة الإدارة الأميركية الحالية نحو إيران من خلال رفضها للاتفاق النووي، حيث تجيد قطر اللعب بورقة التناقضات، وهو الأمر الذي يجعلها تغازل إدارة ترامب بورقة الاستثمارات، وفي نفس الوقت تواصل سياسة التقارب مع طهران على حساب المصالح العربية والخليجية. وقال د. جاد: قطر حالة استثنائية في الخليج العربي، قررت التمرد على الموقع والمكانة والدور والحجم، وقررت اللعب بورقة التناقض، فوزعت الأدوار ما بين استضافة قاعدتين عسكريتين أميركيتين «السيلية والعديد»، وبين تبنى خطين قومي وإسلامي، ممثلا في قناة الجزيرة، التي فتحت أبوابها أمام التيارين القومي والإسلامي مقابل مكافآت مالية سخية، وبالتالي من المتوقع أن تواصل قطر لعبتها القذرة في الجمع بين المتناقضات، وتجمع بين المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية، وبين العلاقات المشبوهة مع إيران. إعادة الحسابات أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء محمود منصور، أحد مؤسسي جهاز المخابرات العامة القطري، أن خطاب ترامب يمثل «ضربة قوية» للتحالف الإيراني ــ القطري، وهو الأمر الذي سوف يزيد من حدة الارتباك الذي يعاني منه النظام القطري منذ تفجر الأزمة القطرية في شهر يونيو الماضي بعد أن أعلنت الدول العربية الأربع ــ الإمارات ومصر والسعودية والبحرين ـ عن قطع علاقاتها مع النظام القطري. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي ترامب من خلال خطابه الأخير حول إيران، سوف يجبر النظام القطري على إعادة حساباته وترتيب أوراقه من جديد فيما يتعلق بعلاقاته المتنامية مع إيران. وقال: قطر التي رفضت الاستجابة لمطالب الدول العربية والخليجية بعدم الارتماء في أحضان إيران، سوف تجد نفسها الآن مضطرة إلى تغيير سياساتها نحو إيران بعد خطاب ترامب.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©