الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شينخوا» الصينية تحصل على مقر جديد يقترب من قصر الأليزيه

23 يونيو 2013 22:30
أبوظبي (الاتحاد) - بعد نيويورك وأفريقيا وفيما وصفه الفرنسيون القوة الصينية الناعمة، احتلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا” صالة عرض راقية بمساحة 400 متر مربع تملك من الآن وصاعدا صالة جاليري بمساحة 400 متر مربع في شارع “فوبورج-سانت-اونوريه” وهو أحد المواقع الأكثر شهرة والأكثر غلاء في باريس وعلى بعد خطوتين من قصر الإليزيه ومحلات الماركات الفرنسية الفاخرة التي يهواها السياح الصينيون كثيراً. وستكون الصالة مركزا للعرض ولأنشطة خاصة بالثقافة العالمية ومركزا للاتصال والصور و”منصة للتبادلات الثقافية بين الصين وفرنسا”. دلالات سياسية وثقافية وفي حفل تدشين الصالة في 13 يونيو الجاري، أعرب مسؤولوون صينيون عن فخرهم بهذا الحدث لما له من دلالات سياسية وثقافية ومهنية مع التأكيد على مكانة باريس “المركز الثقافي لأوروبا” كما قال رئيس مجلس إدارة الوكالة لونج سوجلين. ورغم التكتم على القيمة المالية للعقار، إلا أن صحف فرنسية توقفت عند المفارقة التي يحملها هذا الحدث، ليس فقط لكون الوكالة، التي كانت تسمى في بدايتها في 1931 “وكالة الصحافة للصين الحمراء” قبل أن تصبح لاحقا “وكالة أنباء الصين الجديدة”، بل لما تنطوي عليه هذه الخطوة من مؤشرات متزايدة على أنها تمر الآن بذروة مجدها بفضل الخطوات التوسعية المتواصلة في العديد من القارات في وقت تواجه فيه الوكالات الصحفية الغربية أزمة تضرب قطاع وسائل الإعلام ككل. ونقلت صحيفة لوموند عن رئيس مجلس إدارة وكالة الصحافة الفرنسية ايمانويل هوج قوله أثناء حفل تدشين المركز الباريسي للوكالة الصينية أنه سعيد بدينامية “شينخوا” كصديق لها ولكنها تسبب له بعض القلق كمنافس”. أكبر جهاز إعلامي ولكن هذا الحضور المميّز وسط العاصمة الفرنسية لوكالة تعتبر رسميا أهم وأكبر جهاز إعلامي للدولة والحكومة الشيوعية في الصين، يأتي استمراراً لحركة توسع لافتة شهدتها الفترة القليلة الماضية في دول أفريقية، ولأن كثيراً من تلك الدول تنتمي للفرانكفونية فإن “شينخوا” تستعد لافتتاح مكتب تحرير باللغة الفرنسية في باريس أو بروكسيل قريبا. وكانت الوكالة أثارت في عام 2011 الكثير من الانتباه عندما وضعت إعلانا لها على ساحة تايمز سكوار في نيويورك عشية افتتاح مكتب جديد لها هناك. وتتبع شينخوا مجلس الدولة وجهاز الإعلام والدعاية للحزب الشيوعي، وهي تشغل مجمعاً ضخماً كمقر رئيسي في بكين، وهي تستخدم نحو عشرة آلاف شخص ولها أكثر من مائة مكتب في الخارج وأكثر من 30 مكتبا في المقاطعات المحلية بينها مكاتب كبرى في هونج كونج وشانغهاي، هذا إضافة إلى عدد من الفروع لأنشطة إعلامية متنوعة بما فيها مكتبات وخدمات متنوعة، وتعتمد عليها معظم الصحف الصينية بنسبة كبيرة من محتوياتها هذا عدا المجلات والصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي تتبع الوكالة. ومثلما هي باقي الأجهزة الإعلامية الرسمية، ومنها شبكة “سي سي تي في” التلفزيونية الصينية وراديو الصين الدولية، فإن وكالة الصين الجديدة مكلفة من قبل السلطة الشيوعية الصينية بتقديم صورة جيدة في الخارج عن الصين بصفتها القوة الاقتصادية العالمية الثانية. كما تقع عليها مهمة التعامل إعلاميا مع تقارير الصحافة الغربية التي تعتبرها بكين سلبية. معرفة حقيقية عن الصين وفي هذا السياق قال رئيس مجلس إدارتها السيد لونج، إن “جاليري شينخوا” في باريس، وهي الأولى من نوعها في العالم، ستقدم “معرفة حقيقية وشاملة وعميقة عن الصين” وهو أمر يعني بنظر صحفيين فرنسيين تقديم “شعارات وكليشيهات عن صين سعيدة أو رسمية”. وجاء افتتاح “الجاليري” قبل ستة أشهر من موعد الذكرى الخمسين لاعتراف فرنسا بالجمهورية الشعبية الصينية، والذي تم في عهد الرئيس الفرنسي الراحل شارك ديغول، وهو موضوع يشكل مادة أولى ودائمة للعرض والنشط الثقافي المتبادل. وكان ملاحظاً أنه بالتزامن مع فترة افتتاح الموقع، أن صحفا فرنسية مثل “ليبرالسيون” تحدثت عن ما أسمته “تصدير الصين للرقابة المعروفة بها داخليا إلى خارج حدودها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©