الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حوار بين أغنياء الشمال وفقراء الجنوب

حوار بين أغنياء الشمال وفقراء الجنوب
22 يونيو 2012
برلين (ا ف ب) - ينظر إلى مباراة ألمانيا واليونان في ربع نهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم اليوم على أنها لقاء بين أغنياء شمال أوروبا وفقراء جنوبها، وسط الأزمة التي تعصف بمنطقة اليورو، النمو، الدين، مستوى المعيشة، البطالة، كلها مجالات تضع ألمانيا على طرف نقيض مع اليونان الغارقة في أزمة تاريخية. تضم ألمانيا التعداد الأكبر للسكان في أوروبا مع 8. 81 مليون نسمة، أي نحو 8 مرات أكثر من اليونان التي يقطن فيها 8. 10 مليون نسمة، وتسهم ألمانيا وحدها بنحو 27 في المائة من الناتج المحلي في منطقة اليورو، في مقابل أقل من 3 في المائة لليونان. تسهم أزمة اليورو في زيادة الهوة بين ألمانيا واليونان، إذ مثلت الأخيرة شرارة أزمة الدين في أوروبا، واستمر حجم اقتصادها في التقلص العام الماضي للسنة الخامسة على التوالي، بسبب شروط مالية صارمة فرضها عليها شركاؤها والمانحون، وفي مقدمهم ألمانيا، مقابل إنقاذها من الإفلاس المالي. وتراجع الناتج المحلي اليوناني 8. 6 في المائة عام 2011، بينما عرفت ألمانيا نمواً في الناتج المحلي بنسبة 3 في المائة، وهو من الأعلى في الاتحاد الأوروبي. ويعد مستوى المعيشة في اليونان أقل بنحو 20 في المائة من المعدل في الاتحاد الأوروبي، بينما يعد المستوى في ألمانيا أعلى بعشرين في المائة من المعدل الأوروبي، وفق الأرقام الاحصائية الأوروبية التي أعلنت يوم الأربعاء الماضي، وتقع اليونان بين سلوفينيا والتشيك وفق دخل الفرد من الناتج المحلي، بينما ترتقي ألمانيا إلى مراتب عليا في التصنيف بين بلجيكا والدنمارك. ويتوقع أن يبلغ حجم الدين اليوناني 5. 145 في المائة من الناتج المحلي في 2012، بعد إلغاء 107 مليارات يورو من مستحقاتها للدائنين من القطاع الخاص، ومع أن البلاد بذلت جهداً كبيراً للحد من عجز الموازنة في 2010، لكن منذ ذلك الحين، ورغم سياسة التقشف التي تتبعها ، لم تنجح في الوصول إلى أهدافها بسبب استمرار الركود الاقتصادي. في المقابل تمكنت ألمانيا مدفوعة بنموها الاقتصادي المريح، من حصر عجزها العام في حدود 1 في المائة من الناتج المحلي في 2011، أي أقل من مستوى 3 في المائة الذي حددته معاهدة ماستريخت، وجعلت قدرتها الاقتصادية منها المساهم الأول في الموارد المخصصة لإنقاذ الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية. وصلت ألمانيا حالياً إلى مستوى شبه كامل من التوظيف بنتيجة نموها الاقتصادي وإصلاح سوق العمل وانخفاض عدد السكان، علماً بأنها عانت من البطالة قبل أعوام قليلة، لكن نسبتها الحالية انخفضت إلى 7. 6 في المائة فقط، أما في اليونان فانفجرت نسبة البطالة بسبب الركود الاقتصادي لتصل إلى 6. 22 في المائة في الفصل الأول من عام 2012، كما أن نصف من هم دون 25 سنة من العمر عاطلون عن العمل، علماً بأن اعداد المهاجرين منهم في ازدياد، سعياً إلى البحث عن حظوظ خارج بلادهم، خاصة في ألمانيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©