الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ضحية جديدة تسقط في شبكة جائزة المليون

30 مايو 2006

إيهاب الرفاعي:
لم تصدق منى نفسها بعد أن وصلها خطاب دولي مسجل بعلم الوصول إلى مقر عملها يخبرها بفوزها بجائزة مقدارها مليون دولار وعليها دفع مبالغ مالية بسيطة للحصول على الجائزة وبعد سلسلة من المراسلات المتبادلة وخطابات الضمان الوهمية حولت لهم 38 ألف درهم لتكتشف بعدها أنها وقعت ضحية نصب دولية محكمة·
فقضية منى ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لضحايا تلك المافيا التي تجذب إليها يوميا المئات بل الآلاف من الذين يصدقون الوهم وينساقون وراءه حتى ولو كان ذلك السراب فيما وراء البحار·
ولأن باعة الوهم لا يعرفون الحدود فهم يبيعون وهمهم عبر ملايين الآمال فالمهم لديهم أن يجدوا الفريسة المهيأة والباحثة عن الثراء، المليئة بحسن النوايا والمستعدة لبذل المستحيل حتى تكون من أصحاب الملايين الكفيلة بحل جميع مشاكلها دون لحظة تفكير واحدة·
وكانت الفريسة السهلة مقيمة في دولة الإمارات وصل إليها خطاب مسجل من سويسرا تفوح من بين طياته رائحة الثراء والوعد بملايين الأوراق الخضراء من الدولارات·
الحلم الموعود
خبر سار بحصولها على مليون دولار واختيارها من بين نساء العالميين لتكون الفائزة بالجائزة، وأسرعت الفريسة إلى صديقتها مدرسة اللغات لتترجم لها الرسالة وكان كل حرف فيها حلما لها بحل جميع مشاكلها، وأمام شظف العيش الذي تعيشه الضحية وحلمها بان تحقق لأبنائها الأيتام حياة سعيدة تعوضهم عن حرمان الأب وشعورهم المؤلم بالنقص نحو زملائهم تمنت أن يكون الخبر صحيحا وأقنعت نفسها بذلك وصدقت الوهم خاصة وأنها تقرأ كل يوم وتسمع عن من يكسب ملايين الدراهم في تلك السحوبات ولربما كانت هي أيضا إحدى سعيدات الحظ بهذه الجوائز فبادرت بالرد على الشركة المرسلة لتخبرهم بقبولها المنحة، التي سارعت على الفور بنصب شباك الخداع لتعلن للضحية أنها تأخرت في الرد وان عليها دفع 12 ألف درهم رسوم تأخير لتستعيد فرصتها مرة أخرى على أن يحول لها المبلغ على أحد البنوك الوطنية في الدولة خلال ساعات معدودة·
ولأن المبلغ بسيط ولا يمثل قطرة في بحر الملايين الموعودة بها الضحية كما أن صديقتها أكدت لها أن العرض حقيقي والرسالة تحمل تأكيدا وضمانا باسترداد المبلغ في حالة عدم وصول الجائزة فباعت الثمين والغالي وساعدها كل الحالمين بالثراء من زملائها·· لم لا وقد يصيبهم من كعكة الدولارات جانب فأرسلت لهم المبلغ المطلوب·· ولكن مازالت خيوط الشبكة كثيرة ومفاجآتها متوالية خاصة بعد ان وقعت الفريسة في الشباك·
الإرهاب الدولي
فأرسلت لها الشركة شرطا آخر لتأكيد سلامة نيتها وان عليها استخراج شهادة أنها ليست إرهابية عالمية وهذه الشهادة تتكلف 25 ألف درهم ولأن قدميها قد انزلقتا في تلك اللعبة ولم تعد تستطيع التراجع ولان الكثير يعرض عليها الأموال لتدفعها للشركة طمعا في نصيب كبير من المبلغ الموعود على أن يكون لهم نسبة من الجائزة مما شجعها على إرسال المبلغ المطلوب وانتظرت وصول المبلغ الموعود ولكن طال الانتظار وانقطعت المراسيل وذهبت للسفارة وكانت المفاجأة على لسان مسؤولي السفارة ···'عفوا سيدتي لست الضحية الأولى ولن تكوني الأخيرة'·
لتكتشف المسكينة أنها وقعت ضحية عصابات عالمية للنصب والاحتيال وسرقة أموال الناس بالباطل وان رسائل الضمان التي معها لا أساس لها من الصحة لتصبح الآن طريدة الديون بعد أن تخلى عنها كل من كان يشجعها ويطالبها الجميع باسترداد أموالهم التي دفعوها عن طيب خاطر وقتها ليحصلوا على نسبة كبيرة من الجائزة في حالة الحصول عليها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©