الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكبر.. مرض خبيث ومفسدة في الأرض

الكبر.. مرض خبيث ومفسدة في الأرض
23 يونيو 2015 22:20
أحمد شعبان (القاهرة) نهى الإسلام عن التكبر والتعالي على الناس وحث على التواضع حتى تسود بينهم المودة والمحبة والتعاون على فعل الخير، والكبر مرض يتنافى مع الأخلاق الإسلامية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهو صفة شيطانية وأول ذنب ارتكب في الوجود، حيث رفض إبليس أمر الله له بالسجود لآدم عليه السلام قال تعالى: «ما منعك أن تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين» فطرد إبليس من الجنه بسبب تكبره. ضعاف الإيمان يقول الشيخ عادل أبو العباس من علماء الأزهر الشريف التكبر مرض يصيب ضعاف الإيمان وجاء ذكر الإنسان المتكبر في قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)، «سورة البقرة: الآيات 204 - 206»، وصفت هذه الآيات المفسد في الأرض بالمتكبر، وهذا المتكبر جزاؤه جهنم. ومن الآيات التي تتحدث عن مرض التكبر قوله تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ...)، «سورة الأعراف الآية 146»، أي يتكبرون على عباد الله وعلى الحق، وقال تعالى: (... كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)، «سور غافر: الآية 35»، أي كما طبع الله على قلوب آل فرعون يطبع على قلب كل متكبر في نفسه على الحق وعلى الخلق باحتقارهم. أشكال متعددة وتحدثت السنة عن التكبر في مواضع كثيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنم ولا أبالي»، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى رجل يجر إزاره بطرا»، وقال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس»، وقال: «احتجت الجنة والنار فقالت النار، فيّ الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة، فيّ ضعفاء المسلمين ومساكينهم فقضى الله بينهما إنك الجنة أرحم بك من أشاء وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء وكليكما علي ملؤها». والكبر له أشكال متعددة منها ظلم الناس واحتقارهم والتهوين من شأنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر على صورة الناس يغشاهم الذل يدوسهم الناس بأقدامهم»، والاختيال في المشية من الكبر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يتبختر في مشيته يمشي في برديه قد أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة»، ومن التكبر حب خضوع الناس بين يديه، قال صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً أذلاء بين يديه فليتبوأ مقعده من النار»، وترك الصلاة والدعاء يعد من أكبر دلائل الكبر، فمن لا يدعو الله يظن انه لا يحتاج إليه ولكن المؤمن الحقيقي يحتاج إلى الله في السراء والضراء ويدعوه في كل وقت. الوعي أولاً والمتكبر يرى دائماً أنه أعلى منزلة من غيره وأن الناس جميعا أقل منه منزلة وينظر إليهم بازدراء وهذا ليس من سمات المسلمين، والكبر على الخلق استصغارهم وذلك ناتج عـن إعجاب الإنسان بنفسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم». وعلاج الكبر يبدأ بالوعي بهذا الخلق السيئ، وضرورة تعديله، ومعرفة ضرر هذا المرض الخبيث، ثم الاستعاذة بالله قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، «سورة غافر: الآية 56». فإذا تغيرت نظرته واتضحت له حقيقته وأصبحت موازينه في الحكم عليه هي موازين الإسلام انصلح حال الإنسان، والإيمان خير علاج للكبر لأنه يأمر بالحرص على مصلحة الآخرين والتواضع لهم وخفض الجناح.ومن علاج الكبر مقاومة مظاهره السلوكية بالتواضع، وصحبة الفقراء ومجالسة المساكين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©