دبي (الاتحاد)
بعيداً عن قوة وإثارة المنافسة بين مان سيتي بتوهجه، ومان يونايتد بواقعيته، انتزع كريستال بالاس المشهد الأكثر جاذبية في «البريميرليج» ليس في المرحلة الثامنة فحسب، بل هو أحد أكثر المشاهد إثارة في تاريخ المسابقة العريقة، فقد سقط بالاس أمام الجميع على مدار 7 جولات شهدت هزيمته في جميع المباريات، بل إنه لم يسجل أي هدف في الجولات السبع الأولى، ولكنه عاد في توقيت أقرب إلى المعجزة.
كريستال بالاس، الذي دخل التاريخ بالهزائم المتتالية والعجز التام عن تسجيل أي هدف، تمكن من إسقاط البطل وحامل اللقب فريق تشيلسي، وتفوق عليه بهدفين لهدف في قلب «سيلهرست بارك»، ليمنح جماهيره السعادة المطلقة بعد الإحباط الكبير الذي سيطر عليها، خاصة أن «البلوز» هو الفريق الأقوى في لندن خلال السنوات الأخيرة، وكريستال بالاس هو الآخر فريق لندني صغير، ولكنه يحظى بحب جماهيره. «معجزة بالاس» كما أطلق عليها الإنجليز، مشهد يعيد لكرة القدم إثارتها، ويجدد عهدها مع الجميع بأنها عصية على التوقعات، فالفريق المنتصر هو متذيل جدول الترتيب الذي لم يسجل أي هدف في 7 جولات، ودخل مرماه 18 هدفاً، ولم يحرز أي هدف، والمفارقة أن مديره الفني هو روي هودجسون المدرب المخضرم، الذي تمت الإطاحة به في كثير من تجاربه التدريبية، وأشهر هذه التجارب قيادته للمنتخب الإنجليزي. كريستال بالاس سقط في 7 جولات على يد الصغار والكبار، حيث كانت البداية أمام هيديرسفيلد تاون، ثم ليفربول، وسوانزي، وبيرنلي، ثم استسلم للسقوط أمام ساوثهامتون، ومان سيتي، ومان يونايتد، والمفارقة أنه التقى مان سيتي ثم مان يونايتد وخسر منهما بنتيجة عريضة قوامها 9 أهداف في مجموع المباراتين، ليضعه جدول المباريات أمام اختبار ثالث على التوالي أمام فريق كبير وهو تشيلسي، مما جعل الجميع يشفقون على الفريق اللندني الصغير، ولكنه حقق ما يشبه المعجزة وأسقط الجار الكبير المتوج باللقب.
المخضرم روي هودجسون البالغ 70 عاماً أكد عقب قيادة فريقه للفوز على تشيلسي إنه لا يتفق مع ما يتردد الآن من أن هذا الانتصار هو بداية جديدة لفريقه، حيث يرى أن هناك 38 مباراة في الدوري لكل منها قصة مختلفة.
الإيفواري ويلفريد زاها صاحب هدف الفوز قال: «إنه الحلم، أن تفوز على تشيلسي بعد 7 هزائم، فالأمر يبدو أقرب إلى الحلم، بالنسبة لي هي البداية الحقيقية لفريقنا، سوف نستعيد الثقة، ونبدأ في تسلق جدول الترتيب من جديد لكي نبتعد عن القاع». زاها المولود في كوت ديفوار هاجر مع عائلته إلى لندن قبل أن يتجاوز 4 سنوات، ولعب لفريق كريستيال بالاس منذ أن كان يبلغ 12 عاماً، ولأنه يملك الموهبة اللافتة فقد انتقل إلى مان يونايتد، ولكنه عاد من جديد إلى فريق طفولته، ليتألق معه من جديد، وعلى الرغم من أنه دافع عن ألوان منتخبات إنجلترا في جميع المراحل السنية إلا أنه قرر الانضمام لمنتخب كوت ديفوار الأول.
عدد اليوم
