السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«متحف الشارقة للتراث» يستعيد ذكريات «حق الليلة» بالأهازيج والأناشيد

«متحف الشارقة للتراث» يستعيد ذكريات «حق الليلة» بالأهازيج والأناشيد
24 يونيو 2013 00:28
"عطونا من حق الليلة، جدام بيتكم وادي، والخير كله ينادي".. هذه هي الأهازيج والأناشيد الجميلة التي يصدح بها الأطفال متنقلين من "فريج" إلى آخر بأبهى حلة، متأبطين "الخرايط" الملونة يطرقون بأناملهم الصغيرة أبواب الحي طلبا للحلوى.. فقد هلت علينا ليلة النصف من شعبان تنثر لنا عطرها المليء بالروحانيات حاملة للصغير فرحة وللكبير إيحاء ذكرى وللجميع فرصة الاحتفاء بهذه المناسبة العطرة. احتفالا بهذه المناسبة التي باتت تقليدا روحانيا سنويا، نظمت إدارة متاحف الشارقة احتفالية احتضنتها منطقة الشارقة التراثية، إحياءا لهذه الليلة المباركة، وما أن وطأت أقدامنا منطقة الشارقة التراثية شعرنا وكأننا أمام لوحة تراثية جميلة صورت الاحتفال بليلة النصف من شعبان أبدعتها ريشة الشارقة التراثية. فملامح الصورة تراثية بامتياز لأطفال يستقبلونك بملابسهم التراثية المزدانة بتصميم أبدعته أيدي الجدات، وتفوح رائحة الجباب والخمير والرقاق لتدلك على طريق ركن الخبازات الذي يقدم أشهر الأكلات الشعبية من البثيثة والعريسة واللقيمات. وتسمع ضحكاتهم قادمة من ذلك الركن المخصص للألعاب الشعبية التي كانت مشهورة في الماضي. لوحة ضمت جيلين وفي خيمة نصبت لهذه المناسبة احتشد الكثير ممن توافدوا للاحتفال بهذه الليلة استقبالاً لشهر رمضان المبارك، وفي جلسة الليوان حضر باقة من الفنانين والشعراء للاحتفال بحق الليلة منهم الشاعر عبيد بن صندل، والشاعر والباحث سلطان بن غافان، موزة المزروعي ومريم صالح وعبدلله صالح. وتميزت الاحتفالية بمشاركة دار رعاية المسنين لإدخال الفرحة إلى قلوبهم وتعبيرا لهم أنهم جزء أساسي في المجتمع وتناثرت الأنشطة التراثية في الخيمة المقامة ما بين تلك الأبواب التي صممت ليطرق عليها الأطفال فتفتح ليأخذون الحلوى والمكسرات وهناك جلسة الفتيات لينقشن على أيديهن أجمل الرسومات بركن الحناء ووزعت المقاعد الخشبية التي كانت مستخدمة في القدم هنا وهناك ليجلس عليها الكبار والصغار في لوحة ضمت جيلين. عاداتنا وتقاليدنا الموروثة وقد التقينا عددا من زوار الاحتفالية الذين حرصوا على الحضور مع أطفالهم للمشاركة في استقبال الشهر الفضيل، حيث تقول غريبة المال، أمينة مصادر تعلم: أحرص كل عام على حضور هذه الاحتفالية لإحياء ليلة النصف من شعبان هذه الليلة المباركة فضلا عن أنها جزء من عاداتنا وتقاليدنا الموروثة التي نحرص على المحافظة عليها ونقلها لأجيالنا القادمة وهي أمانة في أعناقنا ننقلها لأبنائنا كونها تأصل فيهم الارتباط والهوية الوطنية والانتماء وحب الوطن. وتضيف: نبدأ بالاستعداد لها منذ بداية شهر شعبان بخياطة الملابس التراثية للأطفال وتجهيز الخرائط وشراء الحلوى والمكسرات وهي تقليد اعتدنا عليه منذ القدم للاحتفال بالشهر الفضيل واستقباله بالفرحة والجميل أن هذه الليلة يتقاسم الفرحة بها الغني والفقير فالكل فرح يقدم الحلوى والمكسرات كلا حسب إمكانياته. كما يتبادل الأهالي والجيران الأكلات الشعبية مثل العصيدة والهريسة والزلابيا التي تنتشر روائحها في الحي أجمع. موضحة: أنا تعلمتها من أجدادي وأمي والآن لي الشرف بأن أنقلها وأعلمها لأبنائي حتى لا تندثر ونحافظ على إحيائها كل عام. الأطفال يطوفون الحي أما الشاعر عبيد بن صندل، فيقول: النصف من شعبان ليلة مبروكة من عاداتنا وتقاليدنا في دولة الإمارات نحتفل بها بخروج مجموعات من الأطفال تطوف الحي مشياً على الأقدام يطرقون أبوابه طلبا للمكسرات والحلوى التي كانت تصنع محليا في الماضي بهذه المناسبة، ونحن نحرص على إحيائها لتحفيز الأطفال لاستقبال شهر رمضان بفرحة كما أن شهر شعبان شهر الخير والغفران. ويرى الشاعر والباحث سلطان بن غافان، أن هذه المناسبة ورثناها عن أجدادنا وآبائنا والآن هاهو دورنا والجميع في تعريف الأطفال بفضل هذه الليلة المباركة في التحضير لشهر الخير والبركة، حيث يستعد لها الجميع بسعادة غامرة فيحضرون الحلوى والمكسرات ويشترون الثياب التراثية الزاهية للأطفال، كما أنها وسيلة لتوطيد أواصر المحبة بين الناس جميعا وخاصة بالنسبة للأطفال وتعريفهم بضرورة التواصل مع الأهل والأقارب والجيران تغرسهم فيهم عادات أصيلة وتراثية جميلة. ويعود بذاكرته، مشيراً: أنا من الناس الذين حملوا “الخرايط” في طفولتهم وكنا نطوف الحي في هذه الليلة المباركة، وكانت تبدأ هذه الاحتفالية من بعد صلاة العصر وتنتهي مع غروب الشمس وتختلف مقدرة الأهالي في الاحتفال فبعض الميسورين في الماضي كانوا يضعون مع الحلوى والمكسرات أجزاء من الروبية لإسعاد الأطفال. يوم تراثي بامتياز وتقول سميرة الغيث أمينة متحف الشارقة البحري ومن المنظمين لهذه الاحتفالية، إن احتفاء شعب الإمارات بليلة النصف من شعبان من العادات والتقاليد التراثية الأصيلة في مجتمعنا الإماراتي التي نحرص عليها سنويا ترسيخا لها كي لا تندثر لننقلها بأمانة للأجيال القادمة، لذا تحرص إدارة المتاحف بالشارقة على تنظيم هذه الفعالية كل عام واستطعنا في هذا اليوم أن نرسم صورتها في أذهان الأطفال كما كانت في الماضي، لذا كان اليوم تراثي بامتياز من خلال جلسة الليوان وركن الحناء و الخبازات لصنع الأكلات الشعبية وركن التراث وتوزيع الحلوى والمكسرات على الأطفال، بهدف المحافظة على هذا الموروث من الضياع. بين الماضي والحاضر أم جمعة تتحدث بحنان عن طريقة الاحتفال بالنصف من شعبان فتقول في الماضي كان الاحتفال أجمل، وأذكر كيف كانت أمي تخيط لنا “الخرايط” باختلاف ألوانها حيث كانت البيضاء للأولاد والملونة للبنات، أما الآن فالبعض منهم يستعمل الأكياس البلاستيكية. وكانت أمي تجهز لنا الملابس التراثية الجميلة وكنا نبدأ بالإعداد لها منذ أن يهل علينا شهر شعبان، كما أن الحلوى المقدمة كانت ألذ وتحتوي على الحلوى والمكسرات والفول السوداني.. أما الآن فقد دخل عليها “الشبيس” و “الشوكولا”.. وكنا نذهب في مجموعات مشياً على الأقدام نطوف الحي للحصول على الحلوى، أما الآن فبات البعض يتنقل بالسيارات. وتضيف: تلك الأناشيد التي كنا نرددها لها وقع الجمال والسحر على القلوب، ورأيناها تدندن “عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم”.. من لا يعطينا “جدام بيتكم طاسة ووجوهكم محتاسة”. «اقتصادية الشارقة» تشارك في الاحتفالات الشارقة (الاتحاد) - نظمت دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة، بالتعاون مع شركة الإمارات للأغذية الخفيفة، فعالية “حق الليلة”، احتفالاً بليلة النصف من شعبان. ويأتي تنظيم الدائرة لهذه الفعالية انطلاقاً من حرصها على تعزيز التواصل بين مختلف أطراف وفئات المجتمع في إمارة الشارقة، وعلى الحفاظ على الموروث التراثي الإماراتي، المنبثق من القيم والعادات العربية، والتشجيع على إحياء التراث الذي يحمل في طياته عبق الماضي وأصالة العادات والتقاليد التي تنمي الحس الوطني. واشتملت الفعالية التي شارك بها الأطفال والكبار على توزيع الحلويات والمأكولات الشعبية على عملاء الدائرة، وعلى فقرات ورقصات تراثية وشعبية متنوعة، قدمها الأطفال من مدرسة مريم للتعليم الأساسي وجمعية الاتحاد النسائية، كما اشتملت الفعالية على مسابقات تراثية، تفاعل بها الحضور بمختلف أعمارهم، وذلك سعياً من الدائرة لتبقى هذه المناسبة ذكرى جميلة لهم لا تنسى كل عام، لمزج روح الماضي والحاضر التي ترسخ الطابع التراثي والاجتماعي بأذهانهم. يذكر أن ليلة النصف من شعبان “حق الليلة”، تعتبر من المناسبات السنوية المهمة التي يحتفل بها أطفال الإمارات، حيث يطوفون في الحي ضمن جماعات بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس، حاملين معهم أكياساً من القماش، ويرددون القصائد والأهازيج الشعبية الخاصة بهذه المناسبة، حيث يقدم لهم أهالي الحي الحلويات الشعبية والمكسرات، مع بعض النقود المعدنية، وبنهاية الجولات يقومون بالتجمع لتوزيع حصص الحلويات والمكسرات فيما بينهم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©