يأمل ماركو فان باستن مدرب المنتخب الهولندي لكرة القدم في خلق المزيج المناسب بين الخبرة وحماس الشباب أثناء إعداده منتخب بلاده لتحقيق مجد عالمي بعد غياب ثماني سنوات عن المشاركة في النهائيات نظراً لعدم تأهل الفريق لبطولة كأس العالم السابقة عام 2002 ومنذ أن خلف فان باستن مواطنه المدرب السابق ديك أدفوكات في تدريب المنتخب الهولندي صيف عام 2004 لم يتردد المدرب الشاب '41 عاما' نجم أياكس الهولندي وميلان الايطالي السابق في الإطاحة بالاسماء الكبيرة من المنتخب مثل كلارنس سيدورف وإدجار ديفيدز حرصاً منه على تجديد دماء المنتخب واستعادة سمعة الفريق صاحب الزي البرتقالي كقوة كبيرة في عالم الساحرة المستديرة· وأتت هذه الخطة ثمارها حيث نجح الفريق في الظهور بمستوى رائع في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وتصدر الفريق مجموعته في التصفيات الأوروبية بعدما حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في اثنتين فقط ولم يخسر المنتخب الهولندي أية مباراة في التصفيات· ولكن الهزيمة التي مني بها الفريق على ملعبه أمام المنتخب الايطالي 3/1 في المباراة الودية التي جرت بينهما في نوفمبر الماضي أظهرت أن فان باستن مازال أمامه الكثير من العمل مع هذا الفريق ليطمئن عليه في النهائيات التي ستنطلق بألمانيا الشهر المقبل· والأكثر من ذلك أن قرعة البطولة أوقعت المنتخب الهولندي في المجموعة الثالثة التي يطلق عليها الخبراء 'مجموعة الموت' والتي تضم معه منتخبات الارجنتين وصربيا والجبل الأسود وكوت ديفوار مما يعني أن المنتخب الهولندي سيتحتم عليه أن يقدم أفضل ما لديه من عروض منذ بداية البطولة حتى لا يضطر لتوديع البطولة مبكراً·
وقال فان باستن في مقابلة صحفية أجراها مؤخراً 'مازال أمامنا الكثير قبل أن نلعب الكرة الهجومية الجذابة التي نريدها'· وسيكون لدى المدرب الشاب العديد من عناصر الخبرة بين صفوف منتخب هولندا للاعتماد عليها في بطولة كأس العالم المقبلة ممثلة في حارس المرمى المخضرم إدوين فان دير سار وقائد الفريق فيليب كوكو في خط الوسط والمهاجم رود فان نيستلروي· وينتظر من اللاعبين الثلاثة أن يشكلوا العمود الفقري للمنتخب الهولندي في ألمانيا· وأضاف فان باستن لدى هؤلاء اللاعبين حماس الشباب من خلال اللاعبين أمثال روبن فان بيرسي مهاجم نادي آرسنال الانجليزي والصاعد ريان بابل مهاجم أياكس الهولندي· وكان بابل بدأ مشواره مع منتخب بلاده في مارس 2005 وهو في الثامنة عشرة من عمره عندما أحرز الهدف الثاني لهولندا في المباراة التي فازت فيها على رومانيا بهدفين ليصبح أصغر من سجل أهدافاً للمنتخب الهولندي منذ 68 عاما· ويجسد بابل الذي يستطيع اللعب مهاجم ثابت بنفس كفاءته كمهاجم حر (في حالة اللعب بثلاثة لاعبين في خط الهجوم) نجاح سياسة فان باستن في الاعتماد على الشباب·
ومن بين اللاعبين الواعدين في صفوف المنتخب الهولندي أيضاً لاعب خط وسط نادي هامبورج الالماني رافاييل فان دير فارت '23 عاما' الذي سيشارك في أول بطولة كأس عالم له هذا العام· وقد لعب فان دير فارت دوراً مهماً في مشوار هامبورج الرائع بمسابقة دوري الدرجة الأولى الألماني لهذا الموسم ويسعى لقيادة هولندا إلى المجد في ألمانيا هذا الصيف· وصرح اللاعب الشاب لوكالة الأنباء الألمانية قائلاً 'بالتأكيد نريد الفوز باللقب مع المنتخب الهولندي· والا فما حاجتنا للمجئ إلى ألمانيا'·
وتتناقض ثقة فان دير فارت الصبيانية إلى حد كبير مع عقلانية الحارس المخضرم فان دير سار الذي سيشكل مع كوكو ولاعب برشلونة الإسباني جيوفاني فان برونكهورست اللاعبين الوحيدين الذين شاركوا ببطولة كأس العالم 1998 بفرنسا من صفوف المنتخب الهولندي الحالي· وصرح فان دير سار لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على الإنترنت قائلاً 'لا أعتقد أننا المرشحون الأوائل لإحراز اللقب· لدينا فريق جيد يضم عدداً من النجوم الشباب والمخضرمين ولكننا لسنا من ضمن المرشحين لإحراز اللقب'· وعندما سئل فان دير سار عن التغييرات التي أدخلها فان باستن على المنتخب الهولندي منذ توليه قيادته عام 2004 أوضح أنه برغم استمرار اللعب بطريقة 4/3/3 التقليدية للمنتخب الهولندي الا أن سياسة فان باستن في الاستعانة باللاعبين الشباب تعني أن الفريق سيكون 'نهما' لتحقيق الانجازات في ألمانيا·
ولا شك أن خوض مباريات كأس العالم في دولة مجاورة ستكون ميزة أخرى في جانب المنتخب الهولندي في ألمانيا فلطالما كان أداء الهولنديين جيداً على أرضها· ففي بطولة كأس العالم 1974 بألمانيا على سبيل المثال أبهر المنتخب الهولندي العالم بخططه الفنية 'لكرة القدم المتكاملة' وعروضه المذهلة بقيادة النجم الاسطوري يوهان كرويف قبل أن يخسروا نهائي البطولة أمام مضيفتهم ألمانيا الغربية 2/1 كما كانت ألمانيا هي الدولة المضيفة لأكبر بطولة دولية حصلت هولندا على لقبها حتى الان وهي بطولة الأمم الأوروبية عام 1988 بفضل بعض الأهداف الرائعة التي سجلها نجم وهداف الفريق آنذاك ماركو فان باستن·
عدد اليوم
