السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آكلو أموال البشر

31 مايو 2006
'قهوة سادة، ساعة منبه، أقلام الحبر ذات ألوان الطيف من أشكال وانواع، حبات البندول وليتر من المياه المعدنية، ملازم ومذكرات من زمن الكتاتيب إلى زمن الانترنت لكافة المواد الدراسية، واخيرا اللصوص الخصوصيون، عفوا المدرسون الخصوصيون'·· هذه هي المستلزمات الضرورية التي يحتاج اليها الطالب الثانوي لإعداد نفسه لمواجهة اليوم الذي قضى فيه من بداية حياته الدراسية من ابتدائية·· اعدادية وثانوية، أي اثنتي عشرة سنة من المعاناة والصبر وسهر الليالي·
بضعة اسابيع من وقت الامتحانات النهائية يقوم اكثر من مائة الف طالب وطالبة من التخصصات العلمية والأدبية والفنية والتجارية باستجماع قواهم وتنشيط ذاكرتهم والاستعداد لهذا اليوم، ولله الحمد ان البطولات الأوروبية قد انتهت وتسلمهم كأس الدوري، كأنها تعرف ان طلابنا يستعدون لهذه الامتحانات المصيرية، لهذا سيتيح لطلابنا الفرصة ليتفرغوا لدروسهم ومدرسيهم الخصوصيين·
يردد الكثيرون من القراء في أذهانهم السبب الذي يجعلني أتحدث كثيرا أنتقد وجود المدرسين الخصوصيين في حياة الطالب الثانوي، وكأنهم اصبحوا واحدا من افراد العائلة، هذا لأنني أرى فيهم نظرة دونية خالية من المشاعر تجاههم، حيث لا يوجد أي مدرس خصوصي هنا يستطيع الكذب حول سعيهم نحو جعل الطلاب ينجحون ويحصلون على النسب العالية، في نهاية الأمر هدفهم الوحيد هو الفلوس (مغير النفوس)·· للأسف الشديد تعوّد الكثير من العائلات الإماراتية الذهاب اليهم أو هو الذي يأتي اليهم مع احضاره المذكرات الخاصة بهم (عرض خاص: مدرس خصوصي وٍُم لمٌىًّمْ؟)·
قد يرد عليّ الكثير من القراء بأن هذا الشيء ليس من شأني أو وجود هؤلاء المدرسين سيساعدهم على الفهم والحصول على النسب العالية ولكن سينتج عن ذلك عنصر الاتكالية من قبل الطلاب وعدم التفكير والجهد الفردي والنتيجة سيصبح افراد المجتمع متكلين على غيرهم وهذه هي المشكلة الكبرى، فهناك بعض المواطنين يغفلون استغلال المدرسين لهم وبعضهم يعرفون، لكنهم ليس بيدهم حيلة فهم مضطرون لجلب المدرسين الخصوصيين·
من تجربتي الشخصية عندما كنت في الثانوية العامة أقسم بالله العظيم أنني لم أذهب إلى المعاهد أو إلى المدرسين الخصوصيين، بل انني كنت اعتمد على نفسي واذا اردت ان استعين بأحد ألجأ إلى والدي الذي منحني من وقته لتعليمي وافهامي الدروس الصعبة عليّ، لذا اشكره من كل قلبي على مساعدته لي حيث حصلت على 79,6 بالمئة، لا تبدو هذه النسبة عالية لكنه ساعدني على دخول الجامعة والاعتماد على الذات·
من أهم النصائح التي أود قولها للطلاب والطالبات الذين يريدون النجاح والابتعاد عن الاتكالية على غيرهم وخاصة من آكلي اموال البشر (من المؤكد انكم تعرفونهم الآن)، والنصائح اوجزها في ما يلي:
اولاً: قطع العلاقات مع المدرسين الخصوصيين نهائيا·
ثانيا: الابتعاد من المذكرات الزائفة وعدم الاعتماد على انها بديلة عن الكتاب·
ثالثا: الاعتماد على النفس والاجتهاد الفردي من الطالب والطالبة في المرحلة الثانوية·
رابعا: عدم الانشغال في أمور لا داعي لها مثل: الخروج إلى التسوق والتسكع في الحدائق أو المجمعات التجارية·
هذه هي أهم النصائح إلى الآن وآمل ان تكون رسالتي واضحة وصريحة للطلاب والطالبات، حيث لم أكتب هذا المقال الا حبا وخيرا لهم في حياتهم·
وختاما يجب على المعلمين ان يتحلوا بالأمانة والضمير وعدم استغلال هذه المهنة الشريفة وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
'قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا'
حسن علي حبيب
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©