يمكن القول، إن نصيحة سهيل سالم هي التي غيرت مجرى حياتي، فقد نشأت في أسرة بسيطة، وعشت في منطقة الضغاية بالقرب من سوق السمك بدبي، وأنا وحيد أهلي، فلم يكن لديّ إخوة أو أخوات، وعوضت عن ذلك بمشاعر الأخوة والمحبة لكل جيراني من أبناء الفريج الذين كنت ألعب معهم وأكبر معهم. «الفريج» ربطني بالرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص، حيث كنت أمارس كرة القدم رفقة أصدقائي بعد نهاية أوقات المدرسة، وفي العطلات وجميع المناسبات التي تتاح لي. كنت أعشق اللعبة وأمارسها باستمرار، ويمكن القول إن تدرجي للوصول إلى اللعبة بدأ من الفريج، وصولاً لممارستي كرة القدم بالمدرسة، ثم الوصول إلى النادي ومنه إلى المنتخب الوطني، حيث بدأت بممارسة اللعبة بصفوف نادي الوحدة قبل أن يصبح بمسمى النادي الأهلي بعد عملية الدمج لناديي الوحدة والشباب، ولم يكن التحاقي بالنادي صعباً وجاء من دون أي معوقات من أسرتي، خصوصاً لقرب المسافة التي تفصل بين الفريج وموقع النادي، حيث بدأت بالتدرب هناك وممارسة اللعبة على نطاق أوسع من خلال بطولات المناطق وغيرها. كانت بداية ممارسة كرة القدم ضمن نادٍ رياضي واللعب والتدريب بشكل مختلف عن «الفريج» من خلال الانضمام لفريق نادي الوحدة في «ديرة»، وقد شجعني على الالتحاق بنادي الوحدة وقتها سهيل سالم نجم الهجوم وأبرز اللاعبين في الفريق، حيث كان سهيل يعيش معنا بالفريج نفسه ويكبرنا سناً، وشجعنا على الالتحاق معه بالنادي، خصوصاً أن أصدقائي لاحظوا موهبتي في سن مبكرة ودعموني للتدرب بالنادي أيضاً؛ لذلك استمعت لنصيحته، وسرت على خطاه، والتحقت بصفوف النادي أيضاً. ممارسة الرياضة منحتني الكثير، وجعلتني أنال الفخر حينما أصبحت أول من يرتدي شارة قائد «كابتن» المنتخب، وهو الشرف الذي يتمناه كل لاعب في كل زمان ومكان، لكن قيمته تزداد حين يكون أول «كابتن» للوطن، وتكون المشاركة الأولى بعد أسابيع قليلة فقط من تأسيس الدولة، وينال بموجبه شرف حمل علم الدولة في البطولة الخليجية التي تابع نسختها الأولى عبر المذياع، وكان يتساءل مع أقرانه «هل سيأتي اليوم الذي سنلعب فيه ضمن هذه البطولة؟، لتكون المشاركة في النسخة الثانية مثالية، وتمهد لاحقاً مسيرة جعلتني كلما نظرت لها للوراء أشعر بالفخر والرضا والأهم بمحبة الناس جميعاً».
عدد اليوم
