الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مخطط شامل للتنقيب عن الآثار وانتهاء أعمال الترميم في قلعتي مسافي والبثنة

مخطط شامل للتنقيب عن الآثار وانتهاء أعمال الترميم في قلعتي مسافي والبثنة
23 يونيو 2013 23:40
انتهت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، من أعمال الترميم كافة التي أجرتها على قلعتي مسافي الفجيرة والبثنة التي استغرقت أكثر من عام، فيما شيدت قرية تراثية بمنطقة المضب، تعد الأولى من نوعها بالإمارة والمنطقة الشرقية، بحسب أحمد خليفة الشامسي رئيس الهيئة. وأوضح الشامسي في حوار مع «الاتحاد»، أن أعمال الترميم على قلعتي مسافي والبثنة كانت ضمن مشروع أثري تراثي ضخم تتبناه الهيئة مع مؤسسات بحثية محلية وعالمية، يهدف إلى إعادة ترميم وإحياء 20 موقعاً أثرياً، تضم عدداً من القلاع والحصون الأثرية الجبلية، وغيرها. وشدّد رئيس الهيئة على أن الفجيرة ماضية في تطبيق مخططها الشامل الهادف إلى الكشف عن المزيد من الآثار في عدد من المناطق، خاصة الجبلية. وأضاف أن الهيئة بدأت في إجراء أعمال الترميم الخاصة بمواقع إضافية، منها موقعان أثريان في منطقة سكمكم ومدينة دبا الفجيرة، وذلك بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ومتابعة من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة. ونوه بأن الهيئة كانت قد انتهت من المرحلة الأولى لاكتشافاتها الأثرية في مسافي والبدية والبثنة، فيما يتوقع أن تبدأ قريباً، وضمن خطتها الثانية، في استكمال التنقيب بمحيط الموقع الأثري الجديد الذي تم اكتشافه في مسافي، وهو عبارة عن مستوطنة بشرية كاملة تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد. وقال الشامسي إن تاريخ إمارة الفجيرة يعود إلى آلاف السنين، حيث أثبتت الاكتشافات الأثرية التي تم التنقيب عنها في مسافي والبدية ودبا والبثنة، أن تاريخ المنطقة يعود إلى العصر الحجري، وأنها من المناطق التي كانت مأهولة بالسكان، فيما تشير إلى ذلك الحفريات التي عثر عليها في مدافن مسافي والبدية ووضدنا ودبا التي أكدتها جميعاً النتائج العلمية للكربون 14. وأشار رئيس الهيئة إلى أن الفجيرة ماضية في تطبيق مخططها الشامل، بهدف الكشف عن المزيد من الآثار في مناطق الإمارة خاصة الجبلية، التي تشير الدراسات البحثية إلى أنها شهدت عمراناً واكب النهضة التي عايشتها مدينة دبا التي كانت في يوم ما حافلة بالحياة وصاخبة بالتجارة. ولفت الشامسي إلى سوق مدينة دبا الكبير والشهير، فيما كانت مناطق الذيد ومسافي والفجيرة وخورفكان نقاط عبور رئيسية إلى سوق دبا؛ ما ساعد على ازدهار التجارة ورواج الحالة الاقتصادية لتلك المناطق. خطط لترميم الحصون وحول خطة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، نوه رئيس الهيئة باعتماد خطة لترميم القلاع والحصون في الإمارة قبل أكثر من 3 سنوات، وذلك بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الفجيرة لإعادة إحياء تلك القلاع وإبرازها بالشكل المطلوب، بما يخدم حركة السياحة ويقدمها للسياح العرب والأجانب في أبهى صورة. واعتبر أن من شأن هذه الخطة المساهمة في إطالة عمر تلك الآثار والحفاظ عليها بالطرق العلمية التي يتبعها علم الآثار عالمياً. وقال “تمّ الاعتماد على فريق عمل من الهيئة وخبير الترميم الإيطالي الذي يعمل لدى الهيئة، وبدأنا بقلعة مسافي التي استخدمت مواد من ذات البيئة المحلية في عمليات الترميم الخاصة بها لضمان تجانسها الكامل معها”. وأوضح أن قلعة مسافي من القلاع التي تم تشييدها على أحد التلال الصغيرة ذات الارتفاع المنخفض نسبياً، وتأخذ شكل مربع، وتضم برجاً واحداً دائري الشكل من الناحية الجنوبية الغربية بارتفاع 7 أمتاز وطول قطره يصل إلى نحو 5 أمتار ويحتوي على غرف متعددة داخل فنائه الخاص. وتابع “إن القلعة استخدمت في الأغراض الدفاعية، وهو الهدف الأساسي لتشييد تلك القلاع، حيث كانت المنطقة في ذلك الوقت تعاني هجمات اللصوص، لاسيما أن مسافي من المناطق التي تكثر بها المزارع، ويوجد بها من الخير الكثير”. وحول آخر المكتشفات أسفل قلعة مسافي وفي محيطها، أوضح الشامسي أنه تم اكتشاف قناة مائية تعدّ من أندر المكتشفات خلال السنوات الأخيرة، حيث نجح فريق من المنقبين الأثريين اليابانيين في اكتشاف هذه القناة المائية التي تجري أسفل القلعة الشهيرة بمسافة تصل إلى بضعة كيلو مترات. وأضاف “تقع القناة التي تمر أسفل القلعة في الجهة الشرقية من البرج، وتمرّ باتجاه الجنوب الغربي، وتصب فيها قناتان مائيتان أخريان، مشيراً إلى أن تلك القناة كانت مستخدمة بحسب مصادر مخضرمة في مسافي حتى فترة السبعينيات، حيث كانت المياه الجوفية في مستويات قياسية في الارتفاع، ثم غابت عنها المياه لسنوات طوال، وبقي المجرى كما هو”. وتحدث الشامسي عن تاريخ تلك الأفلاج المائية، مشيراً إلى أنه يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، وفقاً لتقارير البعثة اليابانية، فيما بقيت مسافي تعتمد عليها في ري مزارعها المنتشرة في أماكن عديدة حتى فترة السبعينيات من القرن الماضي. وأوضح رئيس الهيئة، أن من القلاع التي انتهى العمل بها أيضاً، قلعة البثنة (40 كيلومتراً جنوب مدينة الفجيرة)، حيث استغرق ترميمها أكثر من عام، حيث تعد من أكثر القلاع في الفجيرة شهرة، وتقع على الطريق الرئيسي، وتم تشييدها في عام 1735، وبذلك يتجاوز عمرها 278 عاماً. وقال “شيدت القلعة على شكل مربع له باب صغير لا يتجاوز متراً واحداً، وتمت الاستعانة بأحجار الجرانيت والأحجار النارية في عمليات التشييد، وجميعها تم جلبه من منطقة البثنة نفسها التي تحتوي جبالها على مختلف أنواع الأحجار”. ونوّه بأن القلعة تعد من أكثر قلاع الفجيرة تميزاً وشهرة، بعد قلعتها الرئيسية، نظراً لبنائها الفريد ومكانها المطلّ على الشارع الرئيسي في مدخل مدينة الفجيرة. وحول خطط الترميم المقبلة، أوضح الشامسي أن الهيئة تعدّ حالياً لتنفيذ أعمال ترميم جديدة لقلاع تقع في منطقة سكمكم المتاخمة لمدينة الفجيرة، في الوقت الذي ترمم فيه قلعة دبا الأثرية الشهيرة. مكتشفات أثرية وحول آخر المكتشفات، أشار أحمد الشامسي إلى أن الفجيرة تمتلك عشرات المواقع الأثرية التي عثر فيها مؤخراً على مكتشفات تعود إلى عصور سحيقة، كما هي الحال في مواقع مربح، وقدفع، والبدية، ومسافي، والبثنة، وجميعها مدافن أثرية تم الكشف فيها عن آثار من العظام البشرية، وبعض الحلي والأواني الفخارية التي تعود إلى الألف الأول والثاني قبل الميلاد. وتابع “ومن أكثر المكتشفات حداثة، المستوطنات البشرية والمقابر التي تم اكتشافها على يد البعثة الفرنسية الرسمية في منطقة مسافي الفجيرة، حيث أكدت تلك المكتشفات من خلال الكربون 14 الكيميائي، أن تاريخ المستوطنة يعود إلى عصر الحديد الثاني (1100 - 600 ق م)، وهو عبارة عن مبنى محصن يتمتع بمكانة سياسية وإدارية قوية”. وأضاف أنه يقع بداخلها معبد قديم يؤكد العلاقة الأزلية بين السلطات الدينية وأنظمة الحكم والإدارة، في حين شكل وجود السور المحصن الذي يمتد إلى أكثر من 500 متر دليلاً واضحاً على وجود نوع من التحصين الدفاعي لحماية المنطقة من الناحية الغربية بامتداد وادي السيجي. ولفت إلى تواصل الاكتشافات التي استمرت أكثر من 7 سنوات، حيث تم العثور على قطع من البرونز وتماثيل لثعابين بإحدى المزارع، ما يؤكد وجود معالم أثرية ومستوطنات عاشت على هذه الأرض قبل سنوات طوال. مليونا سائح خلال عامين تتطلع هيئة الفجيرة للسياحة والآثار إلى زيادة عدد السياح في العامين المقبلين، ليصل عددهم من 1,5 مليون سائح عام 2012 إلى مليوني سائح من جميع الجنسيات بنهاية 2013، بحسب أحمد خليفة الشامسي رئيس الهيئة. وقال الشامسي إن الهيئة تتطلع إلى زيادة عدد الغرف الفندقية بنهاية العام الجاري لتصل إلى أكثر من 3200 غرفة، مقارنة بـ 2279 غرفة حالية تشمل جميع الدرجات، خاصة مع دخول 4 فنادق جديدة فئة الخمس نجوم للخدمة في مدينتي الفجيرة ودبا. وأشار الشامسي إلى أن الإمارة استقطبت في 2010 نحو 750 ألف سائح، ومليون سائح في 2011، وأكثر من 1,5 مليون سائح في 2012. وقدّر عدد سياح اليوم الواحد بنحو مليون سائح، موضحاً أنها تأتي من إمارات أخرى وتغادر في ذات اليوم دون أن تسجل أي إشغالات فندقية، حيث تقوم بقضاء أوقات العطلات في الحدائق العامة أو على الشواطئ أو البر أو المناطق الجبلية، وتسلق الجبال في الطويين ودبا، وغيرهما. ونوه بأن عدد الفنادق الموجودة حالياً في الفجيرة وصل إلى 16 فندقاً، فيما وصل عدد الغرف خلال العام الماضي إلى 2279 غرفة، بنسبة إشغال عامة تصل إلى 62 في المائة. قرية تراثية تستخدم تقنية الصوت والضوء أكد أحمد خليفة الشامسي رئيس الهيئة، الانتهاء من تشييد أكبر قرية تراثية في الإمارة بمنطقة المضب، تعد الأولى من نوعها في الإمارة والمنطقة الشرقية. وتعرض القرية الجديدة التراث الشعبي والأثري بواسطة الصوت والضوء، محاكاة لفكرة الصوت والضوء في أهرامات مصر القديمة. وقال “وفق التصورات الموجودة حالياً، فإننا سنقيم أجنحة متخصصة داخل القرية الجديدة للصيادين والمزارعين والحرفيين وأهل البدو القدامى الذين عايشوا سنوات ما قبل الاتحاد، ليقصوا على الأجيال الجديدة تاريخ أهل المنطقة وقصة مثابرتهم في الحصول على الرزق براً وبحراً وعمليات صيد اللؤلؤ وتجارته”. وتابع “وسوف تستخدم تقنيات حديثة للضوء، مصاحبة لتلك الحكايات التراثية مع صوت الرواة الحقيقيين لإضفاء سحر خاص للحدث وتجسيده كما لو كان واقعاً أمام الشباب المواطنين والسياح الأجانب الذين سنعمل على استقطاب أعداد كبيرة منهم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©