الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجسس الزوجين على بعضهما البعض مرفوض شرعاً

9 يوليو 2014 23:48
حسام محمد (القاهرة) مع انتشار تكنولوجيا الاتصالات من محمول وصفحات للتواصل الاجتماعي أصبح من المعتاد أن تشك الزوجة في زوجها وتتجسس على محموله وعلى صفحته على «الفيس بوك» وغيرها من وسائل الاتصال، التي يستخدمها، وكذلك يفعل الزوج. يقول الشيخ محمد زكي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: إن التجسس في اللغة هو أن يتتبع الإنسان أخاه ليطلع على عوراته سواء كان ذلك عن طريق مباشر بأن يذهب هو بنفسه يتجسس أو كان عن طريق الآلات المستخدمة في حفظ الصوت أو غير ذلك أو الدخول على حسابه على الفيس أو التويتر أو الإميل أو غيره من الهاتف المحمول أو غيرها من الأجهزة والخدمات التكنولوجية، التي يستخدمها الإنسان لحفظ أسراره. ويضيف: وقد اتفق الفقهاء المعاصرون على تحريم تجسس النساء على أزواجهن والرجال على زوجاتهم لأن ذلك يدخل في باب التجسس، الذي حرَّمه الله- عز وجل - والتجسس بين الأزواج يفتح باب الخلافات، وهو ما يزيد احتمالات انتهاء الحياة الزوجية وعن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع عورته يفضحه ولو في جوف رحله». الظن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً: «إذا ظننت فلا تحقق» والهدف السامي من ذلك الحديث هو أن تظل حريات الناس محفوظة ولو طبقنا هذا الحديث على الزوج وزوجته وجدنا أن الهدف أن تظل العلاقة الزوجية قائمة على التفاهم والود حتى يتبين بوضوح أن الزوج ارتكب ما يستحق أن يراجع فيه فلا يكفي الظن به لتعقبه بغية التحقق من هذا الظن الذي دار حوله ومن هنا حرم الإسلام الظن لأن الظن يقود للتجسس والتجسس قد يؤدي لكشف العورات، والاطلاع على السوءات والقرآن يقاوم هذا العمل من الناحية الأخلاقية، لتطهير القلب من مثل هذا الاتجاه اللئيم لتتبع عورات الآخرين وكشف سوآتهم وتمشياً مع أهدافه في نظافة الأخلاق والقلوب، فالله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ...)، «سورة الحجرات: الآية 12»، والمعنى هنا أن يتوقف الإنسان عن الظن ولا يجتهد في كشف معايب الناس وحتى في حالة الزوجة فلا يحق لها تتبع ظنها في علاقتها مع زوجها وعليها أن تقنع بما يظهر لها من زوجها وتحمد الله عليه حتى تستمر العلاقة الزوجية بهدوء وسكينة. النصيحة أما إذا ظهر للزوجة بطريق المصادفة وبلا تعمد منها أن زوجها مثلاً صاحب علاقات نسائية، فلها أن تنصحه وتحاول إنقاذ علاقتها به من دون أن تتجسس وتبذل قصارى جهدها للإحسان إليه بأن تقنعه بالإقلاع عن تلك المعاصي للحفاظ على كيان الأسرة وحماية لها من التفكك والانهيار لا سيما إن كان هناك أولاد، فإن استجاب وأقلع عما يفعله فالحمد الله، والله سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وإن استنفدت معه النصح، ولم يجد نفعا فإنه يجوز لها طلب الطلاق لفساد دين الزوج. وحتى بالنسبة للزوج، فقد حرم الإسلام تجسس الزوج على زوجته والأصل في المسلمين عموماً السلامة من الفواحش والآثام، وقد نهى الله عز وجل عن إساءة الظن بالمؤمنين، وعن التجسس عليهم، وعن تتبع زلاتهم وعثراتهم، لقوله سبحانه: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا)، «سورة الحجرات: الآية 12».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©