الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

برنامج الشيخ زايد ينجح في إطلاق 1554 صقراً إلى البرية في كازاخستان

برنامج الشيخ زايد ينجح في إطلاق 1554 صقراً إلى البرية في كازاخستان
23 يونيو 2013 23:43
أبوظبي (الاتحاد)- أطلق برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور العام الحالي 93 صقراً إلى البرية في كازاخستان، ليصل العدد الكلي الذي تم إطلاقه منذ تأسيس البرنامج عام 1995 إلى 1554 صقراً من أنواع الصقور التي يشكل وجودها ضرورة ملحة لاستدامة جانب هام من التراث لأجيال المستقبل. وواصل البرنامج بنجاح كبير عطاءه للعام التاسع عشر على التوالي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث تم رصد دلائل على زيادة أعداد الصقور في البرية نتيجة للجهود التي تقوم بها أبوظبي للحفاظ على هذه الطيور ذات الأهمية الكبيرة في التراث الوطني. وعقب استكمال عمليات الإطلاق في هذا العام، قال معالي محمد أحمد البواردي، العضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي “لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى ذخراً لهذا الوطن وللأجيال القادمة، هكذا تحدث الوالد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، وهكذا تواصل أبوظبي مساعيها للحفاظ على هذا التراث الثقافي بمبادرات مؤثرة ومتتابعة تعكس التزامنا بإحداث فارق حقيقي ملموس في المحافظة على الطبيعة على المستوى العالمي، وأيضاً استدامة تراثنا الوطني وإبقائه للمستقبل”. ووفقا للبيان الصحفي لهيئة البيئة في أبوظبي، فقد تم في الفترة من 16 إلى 18 مايو الماضي إطلاق صقور في منطقة كورشوم في جمهورية كازاخستان للعام الخامس على التوالي، وشمل 46 من صقور الشاهين و47 من صقور الحر. وتضم كازاخستان مواقع مثالية لإطلاق الصقور بجبالها وسهولها التي تقع على مسار هجرة هذه الطيور وتمتد حدودها مع كل من روسيا والصين ومنغوليا. وتتوفر في تلك المواقع العديد من الفرائس الأساسية الهامة لحياة الصقور وتكاثرها. وقد تم تزويد خمسة من صقور الشاهين ومثلها من صقور الحر التي تم إطلاقها هذا العام بأجهزة تتبع فضائية تعمل ببطاريات شمسية لمراقبة الطيور وجمع بيانات علمية حول مسارات الهجرة ومعدلات البقاء. ويستخدم البرنامج أحدث التطورات التكنولوجية لدراسة أنماط هجرة الصقور والحصول على المعلومات الضرورية لتطوير البرنامج وزيادة فرص البقاء والتكاثر في البرية. وقد أشارت المشاهدات الميدانية والمراقبة المستمرة التي يقوم بها برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور إلى نجاح عمليات الإطلاق المتتابعة في زيادة أعداد الصقور البرية في كازاخستان. وشهد عمليات الإطلاق هذا العام معالي الدكتور مغير الخييلي المدير العام لمجلس أبوظبي للتعليم وعضو مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، إلى جانب غريغوري بينشوك ممثل معالي بيرديبيك سابيرباييف حاكم محافظة شرق كازاخستان، وماميربيك خليلوف نائب الحاكم لمنطقة كورشوم. كما شارك في الإطلاق فريق من طلبة قسم علوم الحياة والعلوم الطبيعية في جامعة أوست كامينوغورسك في إطار مشروع بحثي لتدريبهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم البحثية بدعم من مستشفى أبوظبي للصقور والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى. ويجسد برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور المنهج التكاملي الشامل لأبوظبي في الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية على المستويات الإقليمية والعالمية. ويشكل العمل مع المجتمعات المحلية جزءًا حيوياً هاماً من الجهود العالمية للحفاظ على الأنواع التي تهاجر عبر العديد من الدول. تدريب طلبة وقال معالي البواردي “يساعدنا مشروع تدريب الطلبة الكازاخستانيين على الإسهام في تطوير القدرات البشرية في مجال أبحاث الحياة الفطرية بكازاخستان، كما نسعى إلى رفع مستويات الوعي لدى أفراد المجتمعات المحلية في مناطق الإطلاق من خلال الزيارات التي يقوم بها الصقارون المشاركون في تنفيذ البرنامج للجامعات والمدارس ومحطات التلفزة الكازاخستانية لعرض أفلام الإطلاق والتحدث عن الصقور وتراث الصقارة. وبذلك تتوفر لنا فرصة أفضل لنشر رسالة البرنامج في المحافظة على الطبيعة والحصول على مساعدة المجتمعات المحلية والسلطات الحكومية لحماية الصقور وموائلها البرية”. كما يظهر هذا النهج التكاملي الشامل في التعاون بين الجهات المختصة في أبوظبي في تنفيذ برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، حيث يقوم مستشفى أبوظبي للصقور أكبر مستشفيات الصقور في العالم، بتقديم الخدمات البيطرية، فيما يقوم الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بتقديم الدعم التقني واللوجستي للبرنامج. وأكد معالي محمد البواردي وهو نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى أن “برنامج الشيخ زايد يؤكد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بحماية الصقور وطرائدها، ويشكل استمراراً لجهود الدولة في المحافظة على الأنواع المهددة مثل الحبارى الآسيوية الطريدة المفضلة للصقارين. وبإطلاق هذه الصقور في موائلها المعتادة، فإننا نعطيها الفرصة للتكاثر وزيادة أعدادها وتعزيز مجموعاتها البرية. ويساعد ذلك بدوره في استدامة ثقافة وتراث الصقارة الذي ظللنا نتوارثه منذ آلاف السنين”. وأضاف “إننا نتعلم من الصيد بالصقور العديد من القيم والمهارات، لقد علمتنا الصقارة الحياة في كنف الطبيعة والحاجة للمحافظة على العالم من حولنا. كما علمتنا العديد من المهارات الحيوية الأساسية المتعلقة بالصبر والعمل الجماعي، مما ينمي شخصياتنا ويساعد على تطوير مجتمعاتنا. وفي الأصل، فإن الصقارة تأتي في صميم القيم المتميزة التي شكلت وجداننا وهويتنا الوطنية الحالية”. مكانة الصقور في التراث تشير المكانة الكبيرة للصقر الحر وصقر الشاهين في تراث الصيد بالصقور إلى أن أبوظبي في طليعة الجهات التي تقوم بجهود للمحافظة على هذين النوعين المعرضين للعديد من المخاطر، وأوضح معالي البواردي أنه “منذ تأسيس برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور في عام 1995، فقد توالت قصص نجاحه وإنجازاته بصورة متصلة بفضل الالتزام بتنفيذ الرؤية بعيدة المدى للقائد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله والحرص على الحفاظ على هذا التراث الفريد للأجيال القادمة برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي والرئيس الفخري لهيئة البيئة – أبوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية لإمارة أبوظبي (حفظهم الله)”. يذكر أن البدو في المنطقة ظلوا منذ عدة قرون يمارسون الصيد بالصقور لاصطياد الأرانب البرية وطيور الحبارى بغرض الحصول على الغذاء، وتطورت هذه الممارسة فيما بعد إلى تراث إنساني يخضع إلى مبادئ سلوكية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحماية الطبيعة والاستخدام المستدام للموارد. وقد تم الاعتراف بأهمية تراث الصقارة في عام 2010، حينما أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية باعتبارها “تقليداً اجتماعياً يحترم الطبيعة والبيئة ويتم توارثه من جيل إلى جيل بطريقة تجسد روح الانتماء والاستمرار والهوية الوطنية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©