جاكرتا- وكالات الانباء- اعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية الاندونيسية أمس ان 5700 شخصا على الاقل لقوا مصرعهم في الهزة الارضية العنيفة التي ضربت السبت الماضي جزيرة جاوا الاندونيسية·
واستمرت المساعدة الانسانية أمس في التدفق على البلاد بعدما دعت جاكرتا المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة· في الوقت الذي ذكر فيه مسؤولون ان هزة ارضية جديدة بلغت قوتها ست درجات على مقياس ريختر ضربت منطقة بابوازيا الغربية في اندونيسيا ما اثار موجة ذعر في صفوف السكان من دون ان تسفر عن وقوع ضحايا· واوضح فاضلي يوسف من وكالة رصد الزلازل ان 'سكان مقاطعة 'وامينا' شعروا بالهزة التي اثارت ذعرهم'·
وتقع منطقة بابوازيا في اقصى شرق الارخبيل الاندونيسي بعيدا عن مركز الزلزال الذي ضرب اندونيسيا السبت الماضي·
من جهته قال المعهد الجيوفيزيائي الاميركي ان قوة الهزة بلغت 5,6 درجة·
وتشهد اندونيسيا الارخبيل المؤلف من آلاف الجزر، باستمرار زلازل وثوران براكين بسبب وقوعها في منطقة معروفة بـ'حزام النار' في المحيط الهادئ·
وتتدفق مئات الاطنان من الاغذية والخيم ومضخات المياه واللوازم الطبية على المنطقة التي ضربها زلزال السبت مع التركيز على اوليتين هما معالجة الجرحى وتوفير الطعام للناجين·
ومع تضاؤل الامل في العثور على احياء بين الانقاض باتت المنظمات الانسانية تركز على الناجين· وامضى عشرات آلاف من المنكوبين ليلة ثالثة في ظروف صعبة للغاية مع استمرار هطول الامطار على الممتلكات القليلة التي تمكنوا من انتشالها من بين الانقاض·ولا تزال المستشفيات تغص بالجرحى مع نقص كبير في فرق الجراحة· ووجهت الامم المتحدة نداء عاجلا أمس الاول في جنيف لتوفير ثلاثة مستشفيات ميدانية ولوازم طبية وخيم·
واوضحت اليزابيت بيرس الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ان 'الحاجات الملحة التي يجب تلبيتها في غضون الايام الثلاثة المقبلة هي ثلاثة مستشفيات ميدانية بسعة مئة سرير لكل واحد منها ومعدات طبية مختصة بالعظام ومولدات كهرباء وخيم'·
وقال الناطق باسم منظمة يونيسيف جون باد ان 'اولوياتنا تركز على الصحة والنظافة والمياه' مقدرا عدد المشردين بنحو 130 الفا· ولا يزال هؤلاء تحت تهديد بركان ميرابي الذي يشرف على كل منطقة مدينة يوجيكارتا ويشهد نشاطا متزايدا·
وقال تري ياني من وكالة رصد الزلازل في المنطقة ان 'جبل النار' يقذف سحب دخان يبلغ ارتفاعها 900 متر فوق فوهة البركان اي ضعف ارتفاعها امس الاول·وشهد بركان ميرابي في الاسابيع الاخيرة نشاطا مقلقا شمل قذف حمم وسحب متقدة حارقة·
وكان بدأ يشهد هدوءا نسبيا عندما هز الزلزال الذي بلغت قوته 6,3 درجات على مقياس ريختر المنطقة ويبدو انه احيا نشاطه·
وتقدر جاكرتا عدد المنازل والمباني الاخرى التي لحقت بها اضرار ب35 الفا·وتفقد الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يوديونو أمس مخيما للمشردين قرب معبد برامبانان احد معالم الثفاقة الهندوسية في جاوا الذي تعرض لاضرار·وطلب الرئيس من السلطات ان 'تعتمد السرعة وان تكون اكثر نشاطا' في وقت يشتكي فيه اندونيسيون عدة من عدم الحصول على اي مساعدة من المسؤولين المحليين·
وقد وقف بعضهم على طول طرقات منطقة يوجياكارتا رافعين لافتات كتب عليها 'اين الحكومة المحلية؟'·
ووصلت طائرات تنقل إمدادات حيوية من الخارج إلى المنطقة المتضررة في حين أعيد فتح المطار بالعاصمة الملكية القديمة يوجياكارتا أمام الطيران التجاري بالرغم من تضرر صالة الركاب·
وتواجه اعمال الاغاثة صعوبات جمة ، ففي حين أن العبء الذي تمثله كثرة المصابين في المستشفيات تراجع في يوجياكارتا المدينة الرئيسية بالمنطقة المتضررة فإن الردهات لا تزال مكتظة بالمرضى وبعضهم يرقد على الأرض·
ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن أكثر من 22 دولة استجابت لطلب اندونيسيا المساعدة بتقديم مواد الإغاثة أو الوعد بتقديم يد العون·
وكان الرئيس لاندونيسي الذي نقل مكتبه مؤقتا إلى يوجياكارتا بأن كل الأموال المخصصة للإغاثة ستنفق على ضحايا الزلزال وقال إنه حذر مسؤولي الحكومة من الاستيلاء على المساعدات·
وقال للصحفيين في يوجياكارتا 'طلبت من المسؤولين ضرورة الحفاظ على الشفافية والمحاسبة وقد تم تنفيذ هذا·
لا تستولوا على دولار واحد·' وساءت سمعة اندونيسيا بسبب الفساد المستشري·
عدد اليوم
