الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لن يوفيك شكري

15 أكتوبر 2017 21:44
شكراً لك معلمي، فقد أوفيت كمال الوعد، فلن يوفيك شكري، فأنت أساس بناء الحضارات وتطورها، وأنت نبراس للأمل، ما زالت دقات قلمك ترسم في مخيلتي نداء وطن، أتذكر كراسي وسطور الطموح، يعج قلبي بالكثير من المشاعر، فأنت سبباً لذلك الزحام، زحام المعرفة والأماني، فقد قدمت الكثير من أجل بناء الإنسان، بل من أجل بناء الأوطان والحضارات. أعوام مديدة يقضيها الطالب في ميادين العلم، وتلك الأعوام مليئة بشحذ الهمم وغرس المبادئ، وترسيخ معنى الإصرار والطموح، يقضي المعلم حياته بين الدفاتر والكتب، بين بناء ذوات وإرساء معلومه، بين تربيه وتعليم، فهو مربٍ تسامى بمهنته النبيلة ومواقفة الجليلة، فهو من يخرج الطبيب والمهندس والطيار. تعبت كثيراً، فأنت لا تقضي ساعات عملك في التدريس فقط، بل كان عملك ملازماً لك في كافة الأوقات، قدمت الكثير من أجل الوطن، وسخرت كل سبل المعرفة من أجل بناء الإنسانية وبناء مجتمع مليء بالحب ومتسلح بالعلوم والمعرفة. فأنت كنت لنا الأب العطوف والأم الرؤوم والقائد المحنك، وطبيب الأمل بكلماتك التي سطرت في الذاكرة وأنت تساعد طلابك في رسم الطموح والتحدي، فقد أمسكت قلمي، وهو ينبض بذكراك لأنك نقشت في قلبي معنى العطاء الدائم، وأن أبحث بين الرفوف عن فكرة سامية، وأن أكتب سطر الوفاء للوطن، وأن أقرأ مفاتيح الأخلاق والقيم، ثم أرسمها في سماء وطني بريشة الحب والتسامح. شاءت الأقدار ودارت الأيام واليوم أصبحت أنا معلمة في حقول العلم والأمل، أقتدي بك، فحين أرى علم بلادي يرفرف كل صباح في الطابور، أحدق ببصري نحوه بحب وأمل، وأتذكر أمانة وطني، وهو يقلدني وسام التشريف بأنني أنا كل الأمل في بناء الوطن، تلك المهنة الصعبة التي يصاحبها الكثير من التحديات إلا أنها هي شمعة مضيئة أينما أوقدت نورها بالحب والبذل والعطاء. فلن يوفيك شهر أكتوبر يا معلمي، فكل شهور العام هي شهورك، بل العام كله هو يومك، وأنت سر نجاح كل الحضارات، لولاك أنت لم أمسك بقلمي ولن ينبض. شكراً لك معلمي، فقد وفيت كمال الوعد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©