السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية.. والخيار العسكري

15 أكتوبر 2017 21:44
هنالك كثير من رسائل المتناقضة التي يبعث بها الرئيس دونالد ترامب وإدارته بشأن التهديد النووي لزعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون»، وتتضمن هذه الرسائل تغريدة للرئيس، في الأول من أكتوبر، قال فيها إن وزير خارجيته ريكس تيلرسون «يضيع وقته» في محاولة التفاوض مع كوريا الشمالية لوقف برنامجها النووي. وفي 7 أكتوبر، غرد الرئيس أيضاً قائلاً إنه بعد 25 عاماً من المحادثات الفاشلة، فإن «شيئاً واحداً فقط سيصلح» في التعامل مع كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن المحادثات مع بيونج يانج لم تحقق أي نتائج. ولم يحدد ترامب ماهية هذا الشيء، ولكنه هدد في الشهر الماضي بأن واشنطن قد تدمر كوريا الشمالية، إذا اضطرت لفعل ذلك من أجل حماية نفسها وحلفائها. وفي خضم هذه السياسة، يعمل البنتاجون ووزارة الخارجية بهدوء على الصعيد الميداني، حيث تتنافس السياسة الخارجية لتغريدات ترامب مع السياسة الخارجية لبقية الحكومة الأميركية، ولا يزال القادة العسكريون الأميركيون، على وجه الخصوص، يصرون على أن أي مقاربة تجاه الكوريين الشماليين يجب أن يقودها الدبلوماسيون في البلاد. وقد ذكر وزير الدفاع «جيم ماتيس»، في مؤتمر سنوي للجيش الأميركي في واشنطن يوم الاثنين الماضي، أن الجهود الأميركية «تقودها الدبلوماسية». وأضاف: «إنها جهود مدعومة بالعقوبات الاقتصادية في محاولة لإثناء كوريا الشمالية عن الاستمرار في هذا الطريق». وأضاف وزير الدفاع: «ما الذي يحمله المستقبل؟ لا أحد يعرف، ولذلك هناك شيء واحد يستطيع الجيش الأميركي القيام به، وهو الاستعداد لضمان أن لديكم الخيارات العسكرية التي يمكن لرئيسنا أن يوظفها، إذا لزم الأمر». ويعد خط «ماتيس» هذا صدى لتصريحاته التي أدلى بها بشأن استعداد الجيش لترك المهمة لوزارة الخارجية، بيد أن كبار الجنرالات في البنتاجون يقولون إنهم ليست لديهم أوهام عما قد يبدو عليه المستقبل في حال اندلاع أعمال عدائية. وفي هذا السياق صرح رئيس أركان الجيش الأميركي «مارك ميلي»، يوم الاثنين، بأن «شن حرب شاملة في شبه الجزيرة الكورية سيكون مروعاً بكل معنى الكلمة، ولا أحد يشك في ذلك، ولكن الهجوم على الولايات المتحدة سيكون مروعاً أيضاً». وزاد في توضيح الصورة أكثر بتكرار ذات المعنى قائلاً: «إن هذا سيكون مروعاً بلا شك، ولكن أن يضرب صاروخ باليستي عابر للقارات لوس أنجلوس أو نيويورك، فهذا أمر مروع أيضاً». ومن ناحية أخرى، يشعر المشرعون الجمهوريون بقلق كبير بسبب عدم وجود أي خيار عسكري واقعي حتى وإن كان ترامب يبدو أنه يعتمد على ذلك لإعادة بيونج يانج إلى رشدها. وقال عضو مجلس الشيوخ «رون جونسون»، وهو جمهوري عن ولاية ويسكونسن: «ليس هناك خيار عسكري عملياً. إن هذا سيكون مروعاً». ووراء الكواليس، تعمل وزارة الخارجية شيئاً فشيئاً، ودولة بدولة، لقطع شريان الحياة بين كوريا الشمالية والعالم الخارجي، وتحت رعاية ما تصفه وزارة الخارجية بـ«حملة ضغط» جديدة، قامت 20 دولة بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، أو عمليات ضخ الأموال، نحو تلك الدولة المنعزلة، بحسب ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال». وفي إطار هذه الحملة، قامت إيطاليا وإسبانيا والكويت والمكسيك بطرد سفراء كوريا الشمالية في الشهور الأخيرة بعد أن حذرت واشنطن من أن هؤلاء السفراء يستخدمون سفاراتهم كواجهات لشحن الأسلحة والسلع المهربة والنقود لبيونج يانج. واتفقت دول أخرى على خفض العلاقات الاقتصادية وتشغيل العمال الأجانب من كوريا الشمالية، وذلك بهدف تشديد الخناق الاقتصادي حول نظام بيونج يانج. وبينما رفعت واشنطن العقوبات المفروضة على السودان منذ عقود للمرة الأولى في السادس من أكتوبر من هذا العام، وافق السودان على عدم إبرام أي صفقات سلاح جديدة مع بيونج يانج. بيد أن بيونج يانج ما زالت تتحدى. وفي يوم الاثنين، أصدرت صحيفة «مينجو تشوسون» الكورية الشمالية تهديداً جوهرياً ضد كوريا الجنوبية فيما تتواصل المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين. وقالت الصحيفة: «إن المسرحية الهزلية السخيفة لقوات الدمى لا تثير سوى السخرية، ولن تجلب سوى نهاية بائسة مبكرة للبلهاء الذين يتحركون بصورة فوضوية مثل جرو لا يعرف الخوف من نمر». * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©