السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في «دونتسيك».. حشود للانفصاليين

9 يوليو 2014 23:57
يوراس كارماناو دونيتسك - أوكرانيا ما زال الانفصاليون المؤيدون لروسيا في أوكرانيا ينشطون على الرغم مما نال معنوياتهم مؤخراً من ضعف. وقد تعهد المقاتلون بأن يواصلوا حربهم ضد حكومة كييف انطلاقاً من أكبر مدينة في شرق البلاد حيث يعيدون الآن تنظيم صفوفهم بعد طردهم من أحد معاقلهم هناك. وفي ساحة رئيسية في مدينة «دونيتسك» استقبل آلاف الأنصار المتمردين بالترحيب والتلويح بأعلام روسيا وأعلام «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من طرف واحد. وقد حث كثيرون هنا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التعجيل بمساعدتهم، ولكن لم يصدر عن روسيا أي تعليق حتى يوم الأحد الماضي. وعلى رغم انسحاب المتمردين يوم الأحد نفسه من «سلوفيانسك» وهي مدينة يقطنها 100 ألف نسمة بعد أن استولوا عليها لمدة شهور، فقد قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إن ذلك الانسحاب لا يمثل انتصاراً كاملاً وإن كان تطهير المدينة من المتمردين يكتسي «أهمية رمزية لا تصدق». ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومة ستنتصر في القتال بعد أن تخلت عن وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، وعادت إلى الهجوم. ويمكن رؤية مقاتلي المتمردين من «سلوفيانسك» وهم يسيرون في «دونيتسك» في جماعات يتراوح عدد أفرادها بين 10 و15 شخصاً. وما زال معظمهم يرتدون الزي المموّه ولكن بعضهم ارتدوا أيضاً قمصاناً وسراويل قصيرة جديدة زاهية الألوان وموحّدة. ولم يستطيعوا بعد الاندماج مع السكان المدنيين لأنهم ما زالوا يحملون الأسلحة الآلية. وفي أحد مكاتب الصرافة في وسط المدينة اصطف نحو 20 متمرداً ليستبدلوا الدولار الأميركي بعملة «هريفنا» الأوكرانية. ويعتبر الدولار عملة أكثر استقراراً في أوكرانيا وروسيا ولكن لا يعلم أحد من أعطى الدولارات للمتمردين. وقد رفض المتمردون التحدث إلى الصحفيين وكان مزاجهم سيئاً فيما يبدو. وفي مقابلة مع قناة «لايف نيوز» في التلفزيون الروسي يوم الأحد الماضي صرح إيجور جيركين وهو وزير الدفاع لما يطلق عليه الانفصاليون «جمهورية دونيتسك الشعبية» أنه ينسق الآن للقتال انطلاقاً من «دونيتسك». وأضاف «جيركين» وهو روسي، واسمه المستعار إيجور ستريلكوف «سنواصل العمليات القتالية وسنحاول ألا نقع في الأخطاء نفسها التي ارتكبناها في الماضي». وقد أفادت السلطات الأوكرانية بأنه من المخضرمين في وكالة المخابرات العسكرية الروسية. وقد تصاعد الخطاب الحماسي مساء يوم الأحد الماضي وسط الجمع الحاشد، وتحدث بافل جوباريف الذي يصف نفسه بأنه حاكم «جمهورية دونيتسك الشعبية» قائلاً: «سنبدأ حرباً حزبية حقيقية حول حدود دونيتسك بكاملها... سنغرق هؤلاء الأشقياء في الدماء». ولكنه وضح أن المتمردين قد يموتون ببساطة في «دونيتسك» إذا لم تتحرك روسيا لتقديم المزيد لمساعدتهم. وقال جوباريف إن المتمردين أرغموا على الفرار من «سلوفيانسك» لأن عدداً من القادة خانوا «جيركن» وتركوا قواته عرضة للهجوم. ومع ما يظهر في المدينة من أجواء مشحونة فقد كان المزاج سيئاً في نقطة تفتيش للمتمردين على أطراف «دونيتسك». وقال عامل مناجم فحم سابق يبلغ من العمر 32 عاماً «سنقاتل حتى النهاية لأنه لم يعد لدينا مكان آخر نتقهقر إليه... لا أريد أن أقع في أيدي السلطات الأوكرانية». وقد أشار الرجل الذي وافق على التحدث أمام الكاميرا بشرط وضع قناع أسود على وجهه، ولم يذكر إلا اسمه الأول فقط وهو «آرتيوم»، مخافة البطش به فيما بعد، إلى أن المتمردين ما زالوا يتشبثون بأمل الحصول على مساعدات من روسيا «ولكن الأمل يضعف كل يوم». ويعتقد خبراء أمنيون أن تركيز قوات المتمردين في «دونيتسك» قد سيساعدهم ويعرقلهم في الوقت نفسه. وقال مارك جاليوتي، وهو خبير أمني في مركز «جلوبال إيفيرز» بجامعة نيويورك «إن دونيتسك ستكون نواة صلبة يصعب كسرها» على قوات الحكومة لأسباب كثيرة. ومع وجود سكان يقترب عددهم من مليون نسمة، تمثل «دونيتسك» مجالاً أكبر وأوسع للمتمردين المدافعين عنها. وبالإضافة إلى هذا ربما تحاول القوات الأوكرانية أيضاً أن تتجنب استخدام الطائرات والمدفعية وهي نقاط تفوقها العسكرية الرئيسية في المدينة مخافة وقوع أضرار وضحايا من المدنيين. ويقول «جاليوتي» إن القوات الحكومية إذا حاولت أن تستولي على «دونيتسك» بقتال شوارع «فهذا يصب اتجاه في تعزيز قوة المتمردين... فعندما يتعلق الأمر بالقتال في الأحياء المغلقة بصفة عامة، فقد أثبت المتمردون أنهم أكثر كفاءة من معظم قوات كييف». وانتقال القتال إلى «دونيتسك» يزيد أيضاً الضغط على بوتين ليعجل بتقديم المساعدات للمتمردين. وقد اتهمت أوكرانيا والغرب روسيا بإذكاء التمرد بإرسال قوات وأسلحة بما في ذلك الدبابات وقاذفات الصواريخ، وهو الأمر الذي تنفيه موسكو. وقد قاوم بوتين حتى الآن مطالبات في الداخل ومن المتمردين بأن يساعد الانفصاليين مخافة فرض المزيد من العقوبات الغربية على روسيا. ويرى «جاليوتي» أن «على بوتين الآن إما أن يقدم الدعم أو يصمت... فسلوفيانسك من الممكن أن تضيع وإذا سقطت دونيتسك سينهار التمرد». ويعتمد الأمر على ما إذا كان بوروشينكو سيكثف الهجوم أم سيخففه أملاً في التوصل إلى حل تفاوضي لحالة الاضطراب. وقد بدأ بوروشينكو رئاسته يوم السابع من يونيو الماضي بتقديم خطة سلام، ثم أعلن وقفاً لإطلاق النار ولكنه يتعرض أيضاً لضغط شعبي كي يلحق الهزيمة بالمتمردين. ويقاتل المتمردون المؤيدون لروسيا القوات الأوكرانية أيضاً في منطقة «لوهانسك» المجاورة التي تقع على الحدود مع روسيا. ولا تتوقع نينا ياكوفليفا، وهي من سكان دونيتسك وتعمل محاسبة وتبلغ من العمر 45 عاماً، أي خير من تجمع المتمردين في المدينة. ولذلك قالت: «إننا خائفون لأن دونيتسك قد تتحول إلى أطلال مثل سلوفيانسك... فالمتمردون جاءوا ومعهم الحرب والخوف». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©