الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأوبرا السلطانية بمسقط تقدم عروض «أصداء موسيقية»

الأوبرا السلطانية بمسقط تقدم عروض «أصداء موسيقية»
21 سبتمبر 2010 20:57
افتتحت مؤخراً دار الأوبرا السلطانية بمسقط موسمها لهذا العام بحفل أحيته أوركسترا براج لموسيقى الصالة، وذلك على مسرح عُمان بفندق قصر البستان. وأطلقت الدار على موسمها الأول عنوان “أصداء موسيقية” تتضمن 16 عرضاً ستحييه نخبة من كبار الفرق الموسيقية والأدائية في العالم، بقيادة الفنان بافيل سافاريك. لما للموسيقى من دور إنعاش النفوس وتهذيب الذائقة. يتضمن برنامج العروض الأول لأوركسترا براج لموسيقى الصالة أربع فقرات: وولفغانغ آماديوس موتسارت، دون جيوفاني، الافتتاحية ولودفيج فان بيتهوفن، السيمفونية السابعة وميندلسون: “قصة ميلوزين الجميلة”، الافتتاحية. دفورجاك: اللحن التشيكي على سلم “دو” الكبير. دون جيوفاني تعني عبارة “دون جيوفاني” الفاسق المُعاقب، وهي أوبرا من فصلين من ألحان وولفغانغ آماديوس موتسارت، والنص الأوبرالي الإيطالي من تأليف لورنزو دا بونتي. وقد خرج هذا النص إلى النور لأول مرة على خشبة مسرح “استيتس ثييتر” بمدينة براج يوم 29 أكتوبر من عام 1787، وأُطلق على النص حينئذ اسم “الدراما المرحة” شأنه في ذلك شأن الكثير من الأعمال المناظرة إبان تلك الفترة، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى مزيج من الأداء الجاد المقرون بالأداء الهزلي. وقد صنَّف موتسارت هذا العمل الأوبرالي ضمن قائمة أعماله تحت مسمى الأوبرا الهزلية، ورغم تصنيف هذا العمل ضمن فئة الهزليات أحياناً، إلا أنه يجمع في طياته بين الكوميديا والميلودراما والعناصر الخارقة للطبيعة. السيمفونية السابعة تمثّل الغرض الأساسي من تأليف لودفيج فان بيتهوفن للسيمفونية السابعة وعرضها للمرة الأولى في التخفيف عن الجنود الذين أصيبوا قبل شهور في معركة عرفت باسم “معركة هاناو”. كان هذا الحفل من أنجح ما قدم بيتهوفن من حفلات، إذ عانق جمهور فيينا هذه السيمفونية بما ولّدته من طاقة وجمال وحب للحياة بعد أن ضاقت به الحياة على خلفية احتلالي فيينا عامي 1805 و1809 على يد نابليون بونابرت وطال به الانتظار لبشائر الانتصار.?جاءت السيمفونية الاحتفالية في النهاية لتُعزف خصيصاً في حضرة الكونت موريتز فون فرايز والإمبراطورة الروسية إليزابيث أليكسيف، بل إنها عُزفت ثلاث مرات في عشرة أسابيع بعد عرضها الأول. ولقد جرت العادة أن يعزف الفصل الثاني من السيمفونية السابعة منفصلاً عن السيمفونية كاملة، ولعله من أشهر ما ألف بيتهوفن من ألحان في تاريخه.? ورغم ذيوع السيمفونية وانتشارها، لم يكن بيتهوفن أكثر المؤلفين الموسيقيين شهرة في زمانه، ولم تكن ألحانه الأكثر عزفاً إبّان حياته، بل نافس الموسيقي الصاعد حينئذ روسيني في الشهرة والانتشار. “حورية الماء” ظلت فكرة “حورية الماء” محوراً أساسياً من المحاور الحاضرة في الفلكلور الأوروبي على مدار الألفية المنصرمة على أقل تقدير، ومن خلالها أطلق ?فيليكس ميندلسون بارتولدي السيمفونية الرابعة له. تتمثل في أقصوصة يعود تاريخ تدوينها الأول إلى فرنسا في القرن الرابع عشر الميلادي، ونجد شخصيات (ميلوزين وميليور وبالاتين) وهن بنات ولدن من جنية الغابة ورجل ترعرع على جزيرة مفقودة! وجزاء لـميلوزين على انتقامها من والدها الذي أطال الغياب، مسختها أمها في صورة حيّة من نصفها الأدنى وأسفل، بل وكان ينبثق أحياناً منها ذيلان، وفي أحيان أخرى ذيل واحد. وبمرور الوقت، ارتبطت شخصية “ميلوزين” في الأذهان بجنية البحيرات والأنهار أو ما بات يعرف بحورية الماء.? من هنا، يستهل ميندلسون افتتاحية معزوفته “أسطورة ميلوزين الجميلة” بخرير مياه النهر من خلال عزف وتري موجي رخيم يعانق موضوع الأسطورة في تناغم وانسجام. وفي ذلك، كتب هربرت كوبفيربرج في سيرة حياته “ آل ميندلسون: ثلاثة أجيال من العبقرية” يقول: “يظهر من فاتحة فاجنر الموسيقية لأوبرا “ذهب الراين” التي ألفها أنه عرف موسيقى ميندلسون وتذوقها جيداً، حيث تكررت الفكرة الرئيسة في الافتتاح في مدونات المعزوفة واحدة تلو الأخرى “وإن كانت بإيقاع أبطأ بكثير” من افتتاحية ميندلسون “ميلوزين الجميلة”، وقد يُفسر ذلك افتراضاً على أنه من قبيل التشابه غير المقصود، لكنه تشابه مذهل ولا شك”. اللحن التشيكي أما عرض المبدع أنتونين دفورجاك “اللحن التشيكي على سلم دو الكبير”، فانطلق عام 1879، ولم ينشر فعلياً إلا في مرحلة متأخرة من حياته. وليس بعيداً عن هذا التاريخ، كان أدولف تشيك أول من قاد العزف الأول للسيمفونية على سلم “دو” الكبير، لتعرف طريقها إلى النشر لاحقاً تحت مسمى السيمفونية الأولى عام 1880. لم يُكتب لـدفورجاك لقاء فريتز سيمروك إلا متأخراً، وكانت حلقة الوصل بينهما حينئذ يوهان براهمز، وأقدم دفورجاك بتشجيع منه عام 1879 على تأليف عمل موسيقي من خمس مقطوعات ذي طابع تشيكي مميز، وبذلك خرج لحن تشيكي مميز إلى النور في صورة لحن غرامي معتمد على الآلات. ثمة سمات كثيرة مشتركة بين هذا المنتج الموسيقي وللحنين غراميين سابقين للمؤلف نفسه، يضاف إلى ذلك أن ثلاث مقطوعات من اللحن التشيكي خماسي الفصول مستقاة من رقصات تشيكية. وقد قوبل اللحن لدى ظهوره الأول في 16 مايو من عام 1897 بحفاوة بالغة في براج من قبل أوركسترا المسرح التشيكي بقيادة أدولف تشيك. وبالرغم من أنه اليوم ليس ذائع الصيت بنفس درجة الرقصات السلافونية، فهو مفعم مثلها بألحان بديعة وتوزيع موسيقي ساحر. ?ولتوفير الدعم الموسيقي لآلات التشيلو والباسّون، يستعان في العزف بالكمانات لإفراز اللحن الغنائي الراقي في الفاتحة الموسيقية، أما اللحن الرئيس فهو واحد من أبدع ألحان “دفورجاك” المفعمة بالإحساس الحزين، ويشتمل اللحن على ثلاثية تضفي طابعاً من المقابلة الفنية، أما آلات النفخ فتضيف إلى اللحن نغمات موسيقى بطابع فخم الراقي. وقد وجد الباحث أوتاكار سوريك أن هذه المقطوعة “من أميز وأروع ما قدم المؤلف دفورجاك كون المقطوعة تبدأ من سلم “دو” الصغير وصولاً إلى سلم “دو” الكبير، مصحوبة بوقع الأبواق والدفية لإنتاج خاتمة ذات طابع احتفائي. أوركسترا براج تحظى أوركسترا براج لموسيقى الصالة بمكانة فريدة نظراً لأدائها الموسيقي بلا قائد أوركسترا، وهو ما يتطلب تناغماً خاصاً بين كل أفراد الأوركسترا. تشكل الآلات الموسيقية في أوكسترا براج رباعية من وتريات مضاعفة (11 كماناً، و4 كمانات وسطى، و4 كمانات جهيرة، وآلتي باص) تصاحبها سداسية معزوفة بآلات نفخ مضاعفة أيضاً (آلات الفلوت والمزامير وآلات الكلارينت والزماخر والأبواق الفرنسية والأبواق العادية) والدفية.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©