السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء للمحجبات بـ «ألوان الأرض»

أزياء للمحجبات بـ «ألوان الأرض»
21 سبتمبر 2010 21:01
الموضة في كل موسم تحفزنا على الشراء والتبديل والتغيير في مظهرنا وأحيانا تقابلنا مجموعة تصميمات لبعض مصممي الأزياء تحرك مشاعرنا وخيالنا وحماسنا ونلهث خلفها بلا ملل، وهي التصميمات الممزوجة بفكر عصري لتراثنا العربي، وهذا ما يحدث مع تصميمات بيتي حمودة التي تقدم مجموعات لها بريق المعاصرة وحلاوة التراث الشعبي والعربي، وهو ما يعطي تصميماتها قيمة فنية بالإضافة إلى كونها للمحجبات. تراث يوناني كل تصميم له مصدر إلهام مختلف كما تؤكد بيتي حمودة مصممة أزياء المحجبات. وتضيف: مصادر الإلهام لأي مصمم عديدة ومتنوعة، لكنني اكتشفت مع الخبرة أن أفضل مجموعة أزياء أقدمها هي التي يكون مصدر الإلهام فيها هو التراث ونُدخل عليها روح العصر وإمكاناته وتقنياته، ويمكن أن نمزج بين أكثر من فكرة، فمجموعتي الأخيرة مزجت فيها بين التراث اليوناني وفن الخيامية المصري وقدمت أفكارا لقيت إعجاب الكثيرين واكتشفت ذلك بالصدفة، حين كنت خارج مصر وكنت أرتدي هذه التصميمات فوجدتها تنال استحسان وقبول الكثيرين وسألوني عن جنسية الأزياء التي أرتديها، وهو ما يؤكد أن الملابس التراثية إذا أعطيناها روحا عصرية فإنها تلفت الأنظار. وتضيف بيتي: بدأت مع زوجي تقديم الأزياء للمحجبات بعدما وجدنا أن المحجبة تعاني؛ لأنها لا تجد تصميمات أنيقة ومحتشمة، فتبدو بعض الحجاب بمظهر لا يرضيهن، وكان فكرنا أن نمزج بين الموضة العالمية وملابس الحجاب لتكون للمحجبة أناقتها المحتشمة، وبعد عدة سنوات أصبح “سكارفا” الذي اخترناه لتصميماتنا مرادفا لذوق راق ومنتج جيد التنفيذ، حيث إننا نشرف ونتابع جميع مراحل التنفيذ لوصول التصميم إلى مرحلته النهائية، وهي مراحل متعددة من اختيار الخامة واللون والقص والحياكة والتشطيب. رؤية عصرية وعن الصعوبات التي تواجه مصمم الأزياء للخروج بتصميمه إلى الشكل النهائي، تقول: أولاها عدم توفر الخامات الطبيعية الجيدة بسهولة وعدم وجود الأيدي العاملة المدربة، إضافة إلى عدم وجود الكلف والأزرار الجيدة ليكون التصميم في أبهى صورة له. وكثيرون اتجهوا إلى الصين للتصنيع هناك، لكنني مع زوجي أقمنا مصنعا لننفذ به التصميمات، ولكي أتابع المراحل المختلفة وأحرص على أن تكون تصميماتي مدونا بجوارها كلمة صنع في مصر؛ لأن لدينا حلما بأن نصدر تصميماتنا إلى الدول العربية الشقيقة وكذلك الدول الأوروبية التي أرى بنفسي مدى إعجابهم بتصميماتنا المستوحاة من تراثنا العربي الغني والجذاب، خاصة بعد دمجه في الموضة برؤية عصرية وبعيون مصممة تعشق الأزياء كما تعشق تاريخ وحضارة وطنها العربي. ولكل مصمم مصادر إلهام وبيتي تستوحي من أحياء مصر العريقة وتقول: أستوحي تصميماتي من الأزهر والحسين وخان الخليلي وشارع المعز، فهذه الأماكن التاريخية تستحضر بداخلي مزاجا رائعا للغوص في عبق التاريخ، كذلك حينما أسافر إلى أي دولة أجنبية أو عربية أحرص على زيارة شوارعها وأحيائها القديمة، وعندما زرت اليونان وجدت عندهم “القافطنيا”، وهي تشبة الجلباب أو العباءة العربية، فقدمت تصميما مبتكرا “للقافطنيا” وزينتها بحزام على الوسط والأكمام من نقوش الخيامية المصرية فأكسبتها شكلا مميزا وأصيلا مع القماش المُزين بورود ملونة، وهو ما يعرفه من أيام الجدات وأدخلته كحُلي في تصميمات حديثة أضفت الخصوصية والجمال وجذبت إليها الكثيرات من بنات الجيل الجديد. “البمبوطية” وتؤكد بيتي حمودة أن الخطوط العريضة للموضة هذا الموسم تناسب المرأة المحتشمة؛ لأن أغلبها فضفاض ويستر الجسم فنجد البنطلون الواسع الذي يشبه السروال العربي القديم وملابس الصيادين ويطلق عليه “بنطلون البمبوطية”، وقد استخدمناه في عدة تصميمات وهو يصلح مع البلوز القصيرة والمتوسطة الطول والطويلة وفي كل الحالات يعطي مظهرا أنيقا. وقدمناه متناغما في تصميم مع الكوفية الفلسطينية الشهيرة والأقمشة التراثية المشجرة. وتضيف بيتي أن التصميم للمحجبات يستدعي تقديم أفكار بسيطة وجذابة في نفس الوقت ومن أكثر هذه الأفكار تقديم أبتكارات للأكمام سواء للبلوز أو الفستان واعتمدت فكرة تقديم كل كم بقصة مختلفة عن الأخرى كذلك تقديم الكرانيش أو الفيونكات ذات الأربطة الطويلة. وأيضا الرسم بالبانتير موضة ظهرت وحاولت توظيفها في تصميمات تتناغم مع أفكار الرسم. وتقول: من تراثنا العربي الأصيل قدمت العباءة باللون الأسود وقدم زوجي أحمد بسيوني وحدات زخرفية مستوحاة من التاريخ الإسلامي وطبعناها باللون الذهبي مع استخدام عملات ذهبية متداخلة في الرسم بالبانتير. وأضافت: قدمت العباءة التراثية، ولكي أضفي عليها نوعا من العصرية قصرتها قليلا لكى ترتدي تحتها الفتاة البنطلون الجينز ليسهل حركتها وقمت بعمل تصميمات عربية للخط الكوفي والرسوم الخاصة بفن الخيامية. ألوان الأرض وتميل بيتي إلى الخامات الطبيعية وفي مقدمتها القطن المصري، والذي لا تجده متوفرا بسهولة وكذلك تجيد استخدام القطن الممزوج مثل “القطن الليكرا” و”القطن الفوال” و”حرير الستان” في تصميمات تتماشى مع الخامة، وتقول إن الخامات لها تأثير لا يستهان به في إظهار الموديل فكل خامة تناسبها موديلات معينة وتنجح معها. اختيار الألوان للمحجبات مشكلة لتوفيق لون الطرحة، وعن ذلك تقول بيتي: أميل إلى ألوان الأرض من بيج بدرجاته وأخضر بدرجاته والبرتقالي والبني، فألوان الأرض تتماشى مع ألوان بشرتنا الخمرية ومع ظهور موضة الألوان المشجرة أختار المشجرات بألوان متقاربة من بعضها كتداخلات البيج مع الهافان مع الزيتي الفاتح وأيضا ألوان البحر المتدرجة ما بين اللبني والتركواز والبترولي فكلما كانت الألوان في التصميم متقاربة كانت اكثر أناقة. تصميمات تناسب الطالبة والمرأة العاملة تؤكد بيتي أن ملابس الصباح يمكن أن نستخدم معها أفكارا جديدة لتكون لبعد الظهر سواء غيرنا الطرحة أو استخدمنا قطعة حُلي لكنها تنصح بعدم المغالاة في الأكسسوار والحُلي حتى لا تفقد المرأة الاحترام لحجابها. وتقول إن أكثر ما نركز عليه فيما نقدمه من تصميمات عملية تناسب طالبة الجامعة والسيدة العاملة وفي نفس الوقت يكون حجابها بعيدا عن الضيق والقصير والشفاف فلا نعتمد تصميمات ترتكز على البادي أو البنطلون الضيق، فهذا ليس بحجاب وأبعد ما يكون عن الأناقة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©