الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شرطة مكافحة الشغب التركية تفض احتجاجات اسطنبول

شرطة مكافحة الشغب التركية تفض احتجاجات اسطنبول
24 يونيو 2013 00:13
اسطنبول (رويترز) - استخدمت شرطة مكافحة الشغب التركية، مساء أول أمس، مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق آلاف المحتجين في اسطنبول، فيما هاجم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من يقفون وراء هذه الاحتجاجات، التي قال إنها تخدم مصلحة أعداء تركيا، في الوقت الذي قرر فيه أمين عام مجلس أوروبا زيارة تركيا غداً الثلاثاء. واندلعت هذه الاضطرابات في ميدان تقسيم بعد هدوء نسبي استمر ستة أيام في أكبر المدن التركية، إلا أنها لم تكن بضراوة الاشتباكات السابقة التي وقعت هناك وفي مدن أخرى قبل ثلاثة أسابيع، حيث أطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع ومدافع المياه لتفرقة محتجين يرشقونهم بالحجارة ليلة بعد الأخرى في مدن من بينها اسطنبول وأنقرة. وأسفرت الاضطرابات عن مقتل أربعة أشخاص وأصيب نحو 7500 بإصابات مختلفة من جروح قطعية إلى ضيق في التنفس حسب الرابطة الطبية التركية. وألقى المحتجون، زهور القرنفل على رجال الشرطة، الذين تقدموا نحوهم ببطء حاملين دروعا لإخلاء الميدان. وهتف المحتجون “يا رجال الشرطة لا تخذلوا شعبكم”، وذلك بعد أن أجبروا على اللجوء الى الشوارع المؤدية لتقسيم. وقال شهود عيان إن الشرطة استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في شوارع قريبة. وفي العاصمة أنقرة ، قال شهود إن شرطة مكافحة الشغب استخدمت مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين، الذين كان بعضهم يردد هتافات ضد أردوغان. وفي إحدى النقاط أقاموا حواجز لقطع طريق رئيسي. وكان أردوغان قال، أمام آلاف من أنصاره في مدينة سمسون على البحر الأسود، إن الاضطرابات تصب في مصلحة أعداء تركيا. وهلل حشد ضم نحو 15 ألفاً من أنصار حزب العدالة والتنمية ، الذي يتزعمه أردوغان، ولوحوا بالعلم التركي لدى دعوة أردوغان الشعب إلى إعلان رده على المظاهرات في صندوق الاقتراع، عندما تجري تركيا الانتخابات المحلية في مارس من العام المقبل. وكان هذا رابع حشد ضمن سلسلة من التجمعات الشعبية التي دعا إليها أردوغان، منذ بدء الاحتجاجات في اسطنبول في أول يونيو، في تحد غير مسبوق في الشوارع لحكمه الذي بدأ قبل عشر سنوات. وقال أردوغان (59 عاما) إن المظاهرات من تدبير معارضيه في تركيا، وفي الخارج، قائلا إن “جماعة ضغط” من المضاربين في الأسواق المالية استفادت من الاضطرابات. وقال أردوغان، من على منصة علقت عليها صورة له وشعار يدعو أنصاره إلى “إحباط اللعبة الكبيرة”، متسائلا “من الذي استفاد من هذه الأسابيع الثلاثة للاحتجاجات؟ إنهم لوبي فوائد البنوك، أعداء تركيا.” وتابع “من الذي خسر من هذه الاحتجاجات؟ الاقتصاد التركي حتى لو كان إلى حد صغير والسياحة خسرت. إنها حجبت ولوثت صورة تركيا كقوة دولية.” وفي كلمة استهدفت الحصول على دعم القاعدة الشعبية المحافظة اتهم اردوغان المشاركين في الاحتجاجات في المدن الغربية الرئيسية بتركيا بعدم احترامهم للإسلام. وقال، قبل أن يلقى بزهور القرنفل الحمراء على الحشد في نهاية كلمته، “دعهم يدخلون المساجد بأحذيتهم، ودعهم يحتسون الخمور في مساجدنا، ودعهم يمدون أياديهم على فتياتنا المحجبات. دعاء واحد من شعبنا كفيل بأن يحبط خططهم.” وأكدت الاحتجاجات الانقسامات في المجتمع التركي بين المحافظين المتدينين، الذين يشكلون أساس دعم أردوغان والأتراك الأكثر ليبرالية الذين شاركوا في المظاهرات. واعتبر المتظاهرون خطة الحكومة لبناء ثكنه على الطراز العثماني في واحدة من المناطق الخضراء القليلة الباقية في وسط اسطنبول رمزا لغطرسة الحكومة واستبدادها، وكانت بمثابة القشة الأخيرة بعد فرض قيود على بيع الخمور. وشارك في التظاهرات مواطنون من جميع الطوائف من أطباء ومحامين ويساريين وقوميي، معظمهم في سن الشباب، ولا يتذكرون سلسلة الانقلابات العسكرية وانهيار الحكومات الائتلافية في الحقبة السابقة على حكم حزب العدالة والتنمية حين عانت تركيا من مأزق اقتصادي. علي صعيد آخر، أعلن أمس في ستراسبورج أن توربيورن ياجلاند أمين عام مجلس أوروبا يعتزم التوجه إلى تركيا لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان حول الوضع الراهن في البلاد واستمرار الاحتجاجات. وقال المتحدث باسم ياجلاند إن أمين عام مجلس أوروبا قلق إزاء تقصير الحكومة التركية في الحفاظ على حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع. كما أعرب عن قلق ياجلاند إزاء استخدام الشرطة التركية العنف في التعامل مع المتظاهرين. وأضاف المتحدث أن من المنتظر أن يلتقي ياجلاند رئيس الوزراء التركي يوم غد الثلاثاء. تجدر الإشارة إلى أن تركيا تنتمي منذ 64 عاما إلى مجلس أوروبا، الذي يضم معها 46 دولة أخرى، ويلزم المجلس جميع أعضائه بالالتزام بالحقوق الأساسية الواردة في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©