«بلاك روك» تراقب الأسهم الإماراتية على مؤشر «فوتسي»

وضعت شركة بلاك روك، أكبر مؤسسة في العالم لإدارة الأصول، أسهم الشركات الإماراتية المدرجة على مؤشر فوتسي للأسواق العالمية الثانوية الناشئة قيد المراقبة والتتبع، وذلك ضمن تتبعها لكافة المؤشرات العالمية الرئيسية الأخرى، بحسب مسؤولين بالشركة. وتدير شركة بلاك روك المدرجة في بورصة نيويورك أصولا تزيد على 3.15 تريليون دولار، موزعة بين الأسهم التي تستحوذ على اكثر من 1.3 تريليون دولار، والدخل الثابت الذي يشكل 1.08 تريليون دولار، و279 مليار دولار لإدارة النقد و158 مليار دولار للاستشارات،و250 مليار دولار للأصول المتعددة والاستثمارات البديلة. ووصف نيك نيفوس مدير منتجات وعضو فريق الأسهم العالمي في مجموعة إدارة محفظة الأسهم الأساسية في بلاك روك انضمام الإمارات إلى مؤشر فوتسي للأسواق الثانوية الناشئة بأنها خطوة مهمة على صعيد تعزيز السيولة في الأسواق وأكبر دعاية للأسهم الإماراتية أمام الصناديق والاستثمارات العالمية. وأضاف خلال ندوه عقدتها بلاك روك في دبي امس أن وضع الإمارات على قائمة مؤشر فوتسي منذ نهاية تعاملات الاثنين الماضي، من شأنه ان يسهم في زيادة نسبة تخصيص الصناديق والمستثمرين العالمين للأسواق الإماراتية على المدى البعيد. ورسم فريق الأسهم في الأسواق الناشئة في بلاك روك خلال الندوة صورة إيجابية لا تخلو من الحذر بشأن توقعاتهم لآفاق الاقتصاد العالمي والإقليمي، لافتا إلى أن التعافي الذي يشهده الاقتصاد العالمي سيتواصل في النصف الثاني من العام الحالي لكن ليس بنفس الوتيرة التي كان عليها في النصف الأول. وقال ستيفين هول مدير وواضع استراتيجيات الاستثمار في مجموعة الحلول للعملاء متعددي الأصول في بلاك روك “نحن على قناعة أننا لم نعد إلى فترة الكساد ولكن نتوقع من الاقتصاد العالمي أن يشهد نمواً بمعدلات أبطأ بكثير في النصف الثاني من 2010. وتوقع أن تسهم الأسواق الناشئة بشكل كبير في النمو العالمي لأنها تتمتع بعدد من العوامل الإيجابية على المدى الطويل بما في ذلك الديموغرافية والإنتاجية وارتفاع الدخل لدعم الطلب المحلي”. وأشار إلى منظور التقييم يجعل دول مجلس التعاون الخليجي أكثر جاذبية للاستثمارات المالية سواء على صعيد السندات أو تمويلات البنية التحتية، وذلك لارتفاع العائد الاستثماري في المنطقة. ولفت الى ان العالم يزحف حاليا بالاتجاه نحو المناطق التي تحقيق افضل ربحية. الأسواق الناشئة واوضح ان الأسواق الناشئة سوف تواصل قيادة النمو العالمي في المرحلة المقبلة بالرغم من التغيرات الطارئة على النمو بها حاليا. واضاف أنه بالنظر إلى الاقتصاد العالمي فأن المسألة الأساسية كانت الارتفاع الجذري في النشاط اعتباراً من بداية عام 2009 والذي لم يستمر في الجزء الثاني من 2010، موضحا أن التباطؤ الأخير في النمو الذي ظهر في البيانات الاقتصادية لعدد من الدول بما في ذلك الأسواق الناشئة، خاصة الصين إضافة إلى أسواق متقدمة مثل الولايات المتحدة. وحذر من الشعور بالذعر لأنه من الطبيعي أن تتراجع معدلات النمو الاقتصادية في السنة الثانية من التعافي ما يطرح مسألتين تدعوان للقلق: أولاً، مدى انخفاض هذه المعدلات، وثانياً إلى متى يستمر. وعلى صعيد اسواق السلع اشار مالكوم سميث نائب الرئيس واخصائي منتجات وعضو في فريق اسهم الموارد الطبيعية في محفظة الأسهم الاساسية في بلاك روك، الى ان ارتفاع الطلب على السلع الأساسية في الفترة الأخيرة جاء باعتبارها خيارا بديلا للاستثمارات في فترة اتسمت بالتذبذب في الأدوات الاستثمارية الأخرى. وتوقع ان تستمر حالة الانتعاش التي تشهدها اسعار الذهب حاليا لفترة مقبلة، وذلك في ضوء المؤشرات التي تشير الى استمرار الطلب ونقص المعروض. وارجع سميث ارتفاع اسعار الذهب لمستويات تاريخية، الى عدة اسباب، ابرزها نقص المعروض للبيع في الأسواق التي تشهد احجاما وترددا من البنوك المركزية وكذلك صندوق النقد الدولي عن بيع الذهب وتفضيلها الاحتفاظ به، مضيفا أن احتياطات الذهب لدى المصارف المركزية العالمية تشكل ما نسبته 12% من اجمالي احتياطات النقد الأجنبي. واشار الى احد الأسباب الأخرى يتمثل في زيادة الطلب خلال فترة الصيف التي تتزايد فيها الاعراس خاصة في البلدن الاكثر استهلاكا مثل الهند بالاضافة الى نقص الانتاج واقتراب العديد من المناجم الرئيسية في العالم من بلوغ مرحلها الاخيرة في الانتاج،مقدرا في الوقت ذاته اجمالي تكلفة اونصة الذهب من”استكشاف وتطوير وتعدين” بما يترواح بين 900 الى 950 دولار،مرجحا في الاطار ذاته ان تحافظ اسعار النفط على متوسط يتراوح بين 60 الى 80 دولارا للبرميل حتي نهاية العام. بدوره استعرض نيك اندرسون مدير عام وعضو في مجموعة العملاء العالميين في بلاك روك استراتيجية بلاك روك وتوقعاتها للأسواق، مشيرا الى ان بلاك روك تقدم مجموعة من المنتجات تتفاوت في مخاطرها تلبيةً لحاجات العملاء بما في ذلك استراتيجيات فعّالة ومعززة ومؤشرة عبر جميع فئات الأصول والأسواق. وأوضح ان بلاك روك تُقدَّم المنتجات بأشكال مختلفة بما في ذلك الحسابات المنفصلة وصناديق الاستثمار المشتركة ومنتجات “أي شير” للصناديق المتداولة في البورصات وغيرها من الأدوات الاستثمارية الموحدة. وتقدم بلاك روك خدمات إدارة المخاطر والاستشارة وأنظمة الاستثمار لقاعدة واسعة من المؤسسات المستثمرة من خلال حلول خاصة. وتتخذ الشركة من نيويورك مقراً لها، وتضم حوالي 8500 موظف موزعين في 24 دولة ولديها وجود مهم في الأسواق العالمية الأساسية بما في ذلك أميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا وآسيا وأستراليا والشرق الأوسط وأفريقيا. «فوتسي» تصنف أسهم الإمارات ضمن ثلاث فئات وفقاً للقيمة دبي (الاتحاد) - صنفت مجموعة سلسلة مؤشرات فوتسي العالمية أوزان أسهم الشركات الإماراتية المدرجة على مؤشرها للأسواق الثانوية الناشئة إلى ثلاث فئات تعتمد على القيمة السوقية للأسهم العشرين، وفقاً لجونثان كوبر المدير التنفيذي لفوتسي في الشرق الأوسط وإفريقيا. وكشف كوبر لـ”الاتحاد” أن المؤشر يقسم الشركات إلى ثلاث فئات الأعلى والأوسط والأصغر، لافتاً الى وضع شركة “إعمار” ضمن الفئة الأولى وشركة طيران العربية ضمن الفئة الثانية وشركة اسمنت رأس الخيمة ضمن الفئة الثالثة، رافضاً الإفصاح عن تصنيف بقية الشركات الأخرى. وأكدت شركة شعاع كابيتال في بيان لها أمس انضمامها رسمياً للمؤشر ضمن لائحة الشركات الإماراتية المنضمة إلى مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة بدءاً من يوم الاثنين الماضي. وأعلنت مجموعة مؤشرات فوتسي للأسهم العالمية الجمعة الماضي انضمام الإمارات رسمياً الى سلسلة مؤشراتها للأسواق المالية الثانوية الناشئة، في مؤشر يضم 20 شركة مدرجة في أسواق الدولة، لتضع الإمارات بذلك لأول مرة على شاشة رادار المؤشرات العالمية للأسواق المالية. وتم تفعيل ترقية تصنيف الإمارات الى مؤشر الأسواق الثانوية الناشئة عقب إغلاق جلسة الجمعة في أسواق لندن وبدأ سريانه فعلياً مع بداية جلسة أمس الأول الاثنين . وكشف كوبر عن انعاكسات إيجابية لإدارج الإمارات على المؤشر فور سريانه فعلياً،حيث بدأت صناديق الاستثمار العالمية التي تدير استثمارات تزيد على 3 تريليونات دولار بمراقبة هذه الأسهم في سياق تتبعها لمختلف المؤشرات الأخرى. وأوضح أن ردة فعل الأسواق كانت إيجابية ومشجعة للغاية وهو ما انعكس في الارتفاعات المتوالية للأسواق وخاصة سوقي دبي وأبوظبي، مؤكداً أن الانعكاسات الحقيقية سوف تظهر على المديين المتوسط والبعيد في صورة تدفقات مالية أوسع الى الأسواق. وكشف كوبر إعلان أحد الصناديق الاستثمارية اهتمامه بالأسهم الإماراتية بعد وضعها على مؤشر فوتسي دون أن يفصح عن اسم الصندوق الذي يتوقع أن يعلن عن دخوله أسواق الإمارات فعلياً في أكتوبر المقبل . بدورها، قالت شركة شعاع كابيتال، المتخصصة في مجال الاستثمار المصرفي في المنطقة، والمدرجة في سوق دبي المالي إن قرار ترقية الإمارات ضمن مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة الثانوية من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على المستثمرين في الأسواق الناشئة العالمية الذين يتعقبون مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة وهو ما يتيح لهم متابعة الأسهم الإماراتية المدرجة في المؤشر. وإضافة إلى ذلك، سيتيح المؤشر للعديد من المستثمرين في الأسواق الناشئة العالمية ومديري المحافظ بإدراج الأسهم الإماراتية على لائحة الأسهم المفضلة والمحافظ الاستثمارية لديهم، الأمر الذي سيزيد بشكل كبير عدد المستثمرين المحتملين الذين يرصدون أسواق الإمارات، بحسب “شعاع كابيتال”. وقال سمير الأنصاري الرئيس التنفيذي لشعاع كابيتال “ تعد هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها مؤشر عالمي على رفع ترتيب دولة الإمارات من سوق محدود إلى سوق ناشئ، كما أن إدراج الإمارات في لائحة الأسواق الناشئة الثانوية يجعلها تتساوى مع الصين والهند وروسيا. وأضاف “نتوقع أن تسهم هذه الخطوة الإيجابية في رفع مستوى الوعي حول الشركات الإماراتية المدرجة بما فيها شعاع كابيتال، وتعزيز جاذبيتها لدى المستثمرين في جميع أنحاء العالم خاصة أن تقييمات هذه الشركات متدنية إذا أخذنا بالاعتبار الأساسيات التي تتمتع بها مقارنة بالشركات الأخرى حول العالم”.