جودت صبرا (بيروت) - سيطرت حالة من التوتر والحذر الشديدين على مخيمات اللاجئين في لبنان في اعقاب تعزيز الجيش اللبناني من إجراءاته الأمنية حول المخيمات وعلى مداخلها خصوصاً في مخيمي عين الحلوة الى الشرق من صيدا في الجنوب ونهر البارد في الشمال، بعد المواجهات الأخيرة بين الطرفين التي ادت الى مقتل 3 فلسطينيين وجرح آخرين.
وهذه المستجدات أوجبت حضور عضو اللجنة المركزية في حركة “فتح” المشرف على الساحة اللبنانية عزام احمد الى بيروت على عجل موفداً من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في مسعى لرأب الصدع بين اللاجئين والجيش اللبناني والحؤول دون تجدد المواجهات، وباشر فور وصوله عقد اجتماعات مكثفة مع قيادات فلسطينية ولبنانية لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين اللبناني والفلسطيني، ومعالجة ذيول أحداث المخيمات وسط تأكيد قيادات فلسطينية في مخيمي نهر البارد وعين الحلوة وجود “طابور خامس” يسعى جاهداً لجر المخيمات الى مواجهة دامية مع الجيش اللبناني.
وقال الأحمد بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري في منزله في بيروت تبادلنا الرأي في سبل قطع الطريق على كل محاولات تفجير الأوضاع في الساحة اللبنانية والمحاولات التي لا تهدأ لزج المخابرات الفلسطينية في هذا التوتير الذي لن يجلب الخير للشعب الفلسطيني ولا للشعب اللبناني، واكد ان الفلسطينيين في لبنان سيبقون ضيوفاً على الشعب اللبناني الشقيق، ولن نقبل بأي مخطط مهما كانت طبيعته، لتحويل الموضوع الفلسطيني في لبنان الى ازمة لبنانية داخلية.
واضاف: إنه بحث مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في هذا الموضوع وقال نحن لا نعتبر انفسنا طرفاً والجيش اللبناني طرفاً مقابلاً وانما نقول إن هناك من يحاول ان يشعل الأوضاع السلبية السائدة هنا أو هناك ونحن سنتصدى معاً لهذه المحاولات بخطوات سيلمسها أبناء الشعب الفلسطيني والقوى السياسية في لبنان ونحن مع وحدة لبنان وسيادته وتحت القانون اللبناني ولسنا فوقه.
وأكدت المصادر المتابعة للزيارة لـ«الاتحاد» ان الأحمد عقد فور وصوله اجتماعا طارئا مع المدير العام اللبناني للامن العام اللواء عباس إبراهيم يرافقه وفد قيادي فلسطيني ضم السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، امين سر حركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات وقائد قوات الأمن الوطني اللواء صبحي ابو عرب، مشيرة إلى أن الأحمد ترأس ليلاً اجتماعاً في سفارة فلسطين في لبنان حضره السفير دبور وابو عرب وابو العردات بهدف ضبط الاوضاع في المخيمات ومنع الاحتكاك مع الجيش اللبناني.
وكان عضو حركة “فتح” في لبنان ابو احمد زيدان قد أكد خلال زيارته على رأس وفد من الحركة للنائب علي خريس (يمثل حركة امل) وقوف “فتح” الى جانب المقاومة اللبنانية في مواجهة اسرائيل، مشدداً على ان “السلم الأهلي في محيط المخيمات يشكل تعزيزاً للسلم داخلها” وقال: “لن ندع للمصطادين في الماء العكر مجالاً للعبث بالامن الفلسطيني – اللبناني، محذراً من وجود “خلايا نايمة” تسعى لاقتناص الفرص.
عدد اليوم
