الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما و هوكابي ··· والخطوة الأولى نحو البيت الأبيض

أوباما و هوكابي ··· والخطوة الأولى نحو البيت الأبيض
5 يناير 2008 01:30
استطاع السيناتور الديمقراطي ''باراك أوباما'' عن ولاية إيلينوي، وخلال ولايته الأولى في مجلس ''الشيوخ''، أن يصبح أول أميركي من أصول أفريقية يتنافس على منصب الرئاسة بعد فوزه بأصوات مجلس الناخبين في ولاية ''أياوا'' ليلة الخميس الماضي· وجاء هذا الفوز إثر المشاركة الكثيفة للناخبين الذين تجاوبوا مع وعود ''أوباما'' بإدخال التغيير على الحياة السياسية الأميركية· لكن النصر الثمين الذي حققه ''أوباما''، البالغ من العمر 46 عاماً، شكّل انتكاسة حقيقية للسيناتور ''هيلاري كلينتون'' ذات الستين عاماً، التي قدمت نفسها قبل أشهر قليلة فقط على أنها المرشحة الأولى للحزب ''الديمقراطي''، وفيما يتعلق بالمرشح ''الديمقراطي'' الآخر ''جون إدواردز''، السيناتور السابق من ولاية كارولينا الشمالية، فقد رسخت النتائج غموض مستقبله السياسي بعد أن استطاع الفوز في ولاية ''أياوا'' والتقدم على ''هيلاري كلينتون''· وفور إعلان النتائج خاطب ''أوباما'' حشداً من مؤيديه في مدينة ''دي موا'' بالولاية نفسها قائلاً: ''لقد قالوا إن هذا اليوم لن يأتي أبداً''· وفي الجانب ''الجمهوري'' تغلب ''مايك هوكابي''، الحاكم السابق لولاية ''أركنسو''، الذي بالكاد كان يتردد اسمه على ألسنة الناخبين قبل أشهر قليلة فقط، على ''ميت رومني''، الحاكم السابق لولاية ''ماستشوسيتس'' الذي تراجع إلى الوراء رغم حملته السخية، وهو ما يضع المزيد من الضغوط على ''رومني'' للفوز بولاية ''نيو هامبشير'' يوم الثلاثاء المقبل· يُذكر أن فوز ''هوكابي'' بأصوات مجالس الناخبين في ''أياوا'' يعود بالأساس إلى الناخبين المسيحيين المتدينين الذين ساعدوه على مواجهة الإنفاق الكبير الذي بذله ''رومني''، فضلاً عن حملته الإعلانية القوية على المحطات التلفزيونية· وقال ''هوكابي''، الذي تميز برنامجه بمزيج من الشعبوية الاقتصادية و''المحافظة'' الاجتماعية، عقب الإعلان عن فوزه: ''لقد أثبتنا هذه الليلة أن السياسة في أميركا مازالت في أيدي الناس العاديين''· وقد حصل ''هوكابي'' على 34,4% من الأصوات، فيما حصل ''رومني'' على 25,4%، وجاء كل من ''فريد تومسون'' و''جون ماكين'' في المؤخرة بنسبة 13,4% و13,2% على التوالي· أما المرشحون ''الديمقراطيون'' فقد جاء ''أوباما'' في المقدمة بنسبة 37,6% من أصوات مجالس الناخبين، وتلاه ''إدواردز'' بنسبة 29,8%، ثم بعد ذلك ''هيلاري كلينتون'' التي حصلت على 29,5% من الأصوات، وحل ''بيل ريتشاردسون'' في المرتبة الأخيرة بنسبة 2,11%· وشارك الناخبون ''الديمقراطيون'' بكثافة في التصويت ليفوق عددهم 293 ألف، مقارنة مع 125 ألف في العام ،2004 وهو ما أسفر عن حالات من الازدحام على مكاتب التصويت، ووقوف الناس في صفوف طويلة منتظرين دورهم· وأثبتت هذه المشاركة ''الديمقراطية'' الواسعة نجاح ''أوباما'' في التواصل مع الآلاف من الناخبين الذين شاركوا لأول مرة، لاسيما المستقلين منهم الذين ينتمون إلى فئات عمرية شابة· كما تُظهر المشاركة المكثفة للديمقراطيين أيضاً عمق المعارضة لسياســات الرئيس بوش التي حفزت الناخبين ''الديمقراطيين'' على الإدلاء بأصواتهم في مؤشر واضح على المشاكل التي قد يواجهها ''الجمهوريون'' في الجولات القادمة· وشكل فوز ''أوباما'' الكاسح في ولاية ''أياوا'' ذات الأغلبية البيضاء رداً قوياً على الأسئلة التي طرحها البعض حول ما إذا كانت أميركا مستعدة للتصويت على مرشح أسود في الانتخابات الرئاسية· واللافت في هذا السياق أن مسألة العرق لم تكن مطروحة، كما أن استطلاعات الرأي التي همت الناخبين أثناء توجههم للتصويت أشارت إلى أن ''أوباما'' فاز أساساً بفضل أصوات المستقلين· والأكثر من ذلك رفض الناخبين الحجة التي ساقها معارضو ''أوباما'' من أنه لا يتوفر على ما يكفي من التجربة لتولي منصب الرئاسة، وهي النقطة التي كثيراً ما اعتمدت عليها ''هيلاري كلينتون'' في حملتها الانتخابية· وفي معرض حديثه إلى مؤيديه قال ''أوباما'' أمام حشد من أنصاره: ''إنهم يقولون إن هذا البلد منقسم على نفسه، ومليء بالإحباط ولن يتمكن من الالتفاف على هدف واحد''، مضيفاً ''لكنكم قمتم هذه الليلة وفي هذه اللحظة التاريخية الفاصلة بما لم يستطع المشككون القيام به''· وما إن صدرت النتائج حتى سرى القلق في معسكر ''هيلاري''، حيث سارعت إلى التركيز على الجولة الانتخابية المقبلة في ولاية ''نيو هامبشير'' بعد أن استقلت طائرة مباشرة إلى هناك· وسعت ''هيلاري'' في الخطاب الذي أقرت فيه بهزيمتها إلى تبني لغة التغيير التي نجحت في الدفع بالمرشح ''أوباما'' إلى المقدمة، في الوقت الذي صعد معها إلى المنصة كل من زوجها ''بيل كلينتون'' ووزيرة خارجيته ''مادلين أولبرايت''· وقالت ''هيلاري'' مخاطبة أنصارها: ''إن أهم شيء اليوم ونحن نواصل هذا السباق أن نُبقي تركيزنا منصباً على القضيتين الأساسيتين: كيف يمكننـــا الحصــول على مرشــح قــادر على المنافسة في الانتخابات الرئاسية، ومن سيكون الرئيس الأفضل وقت الاختيار؟''· أما المرشح الجمهوري ''مايك هوكابي'' فقد أعلن انتصاره، مشدداً على قدرته في التغلب على خصمه ''رومني'' الأفضل تمويلاً، والذي أمضى سحابة وقته في التحضير لحملته ودفع إعلانات منتقدة للمرشح ''هوكابي''· ويواجه كل من ''أوباما'' و''هوكابي'' تحديات جديدة في الجولة المقبلــة التي ستشهدها ولاية ''نيو هامبشير''، كمــا أشـــارت استطلاعــات الرأي إلـى أن التقدم الذي كانت تحظى به ''هيــلاري'' في الولاية بـــدأ يتراجـــع حتى قبل الإعلان عن نتائج ''أياوا''· وهو ما يؤكد مخاوف مساعدي ''هيلاري'' من أن هزيمتها في ولاية ''أياوا'' قد تؤثر سلباً على أدائهـــا في ''نيو هامشير'' بعد أن بنت حملها على حتمية انتخابها رئيساً للولايات المتحدة وفشلت في أول جولة لها· ومازال أمام ''هيلاري'' و''أوبامـــا'' مسيرة طويلة تتخللها 25 جولة تمتد من الآن وإلى غاية الخامس من شهر فبراير القــادم· ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
المصدر: أيوا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©