السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الآسيوي» يحاول إنقاذ «الكأس» بقرار الـ«24»

«الآسيوي» يحاول إنقاذ «الكأس» بقرار الـ«24»
18 يناير 2015 00:04
معتز الشامي (سيدني) لن تستمر بطولة كأس أمم آسيا في شكلها الحالي،الذي يضم 16 منتخباً فقط من القارة الصفراء، وذلك بعد قرار زيادة منتخبات النسخة المقبلة من البطولة العام 2019 إلى 24 منتخباً لأول مرة في تاريخ الاتحاد الآسيوي منذ التأسيس في الخمسينات من القرن الماضي. ورغم ذلك قوبلت الفكرة بتعارض وتباين في المواقف ما بين مؤيد ومتحمس لها، أو رافض لتطبيقها تخوفاً من تأثيراتها، بل ومتهما قيادات الاتحاد الآسيوي بالعمل على إضعاف المستوى الفني للبطولة، وهو ما يؤثر على مسار اللعبة التي تعاني في الأصل غياب الاهتمام الكافي وقلة الممارسين، مقارنة بحجم التعداد السكاني لأكبر قارة في العالم من حيث المقيمين على أرضها. وانقسم المعسكران في وجهات النظر والتوجهات، ما دفعنا لأن نلقي الضوء في هذا الحلقة من تحقيق الكرة الآسيوية وأحلامها الكبيرة، على اعتبار أن قرارالـ24 منتخباً يعتبر أحد مكونات الأحلام المستقبلية التي تسيطر على قيادة الاتحاد متمثلة في الشيخ سلمان بن إبراهيم، الساعي إلى إحداث النقلة المنتظرة في مسار اللعبة، برغم ما تواجهه من تحديات، ليس على مستوى الواقع المعاش، ولكن فيما يتعلق بالأهداف الموضوعة، وحقيقة أحوال اللاعبين والمدربين بالقارة الصفراء. وقد رصدنا خلال الحلقات السابقة جوانب مختلفة تتعلق بأحلام تطوير وانطلاقة كرة آسيا منذ البدايات الأولى مروراً بالاحتراف وتطبيقه، وحال تسويق اللعبة وتحقيقها للدخل الذي يعكس نجاحها في الوصول لعقول المجتمعات الآسيوية، لذلك أردنا أن ننتقل إلى مستوى آخر في هذا الملف لنناقش قرار اتخذ بعد دراسة مستفيضة لم يُعرف عنها الكثير في آسيا، خاصة في التقارير التي رفعتها اللجنة الفنية ولجنة كأس آسيا، ولجنتي التسويق والتطوير، التي تحدثت عن ضرورة اتخاذ خطوة حاسمة في هذا الأمر، وإلا فلن ترى اللعبة التطور المنشود. وأكد عدد من الخبراء المؤيدين للتوجه الآسيوي الجديد أن رفع عدد منتخبات كأس آسيا مع البطولة المقبلة من شأنه أن يسمح بتطوير كرة القدم في دول لم تكن تهتم باللعبة، وهي خطوة كان يجب أن تتخذ لفتح باب الأمل وإشعال التنافس بين دول لا يمكنها أن تحصل على فرصتها للمشاركة في النهائيات الآسيوية، والتي قد تكون سبباً في تطورها واستلهام قوتها في ظل تجارب سابقة تم تنفيذها في كأس أمم آسيا ومن قبلها كوبا أميركا وحتى أمم أوروبا، وكأس العالم الذي رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 32 منتخباً، بهدف زيادة التنافسية بين جميع الدول لنيل شرف المشاركة في تلك البطولة. ويرى خبراء الرأي الرافض لهذا التوجه أن البطولة ستضعف ولن تحقق التطور المطلوب في ظل فتح الباب أمام مشاركة منتخبات ضعيفة فنيا ولا تمتلك مقومات حقيقية للعبة في دورياتها، فضلاً عما تعكسه هذه الخطوة بحسب الآراء الرافضة لها من مجاملات ودفع فواتير انتخابية، تنفيذاً لوعود تقدم بها الشيخ سلمان بن إبراهيم. وبعيداً عن المعسكرين المؤيد أو الرافض، فقد اطلعت «الاتحاد» على أبرز الخطوط العريضة للتقارير الرسمية، التي تم تصديرها على مدار أكثر من عام ونصف، وتحدثت ضرورة القيام بخطوة من شأنها إنقاذ البطولة فنياً، والسعي لإضافة أبعاداً تسويقية وفنية جديدة إليها. وتفيد المتابعات أن التقارير الصادرة، وخصوصاً من اللجنة الفنية أكدت أن مستوى البطولة لن يشهد أي تطور، لأنها لا زالت تعتمد على 15 منتخباً تتكرر في كل نسخة تقريباً، بينما تسيطر عليها منتخبات معينة تتأهل بسهولة إلى المحفل القاري، خاصة الدول الـ11 التي تطبق الاحتراف، ما يعني ضعف الفرصة أمام عدد ليس بالقليل من دول آسيا، التي ترغب في نشر اللعبة وزيادة شعبيتها، وهو ما لن يتحقق إلا بالسماح لمنتخباتها بالمشاركة في البطولة القارية. وأيد تقرير لجنة التسويق، بالإضافة للجنة التطوير نفس هذا التوجه، لاسيما أن انتشار البطولة بـ24 دولة في آسيا يفيد من حيث العوائد المالية وصفقات التسويق المستقبلية، فضلاً عن زيادة الدخل المرتبط بحقوق البث والشركات الراعية، بما يسمح بمزيد من التنافسية والتطوير بشكل عام على البطولة. أما عن دخول منتخبات ذات مستوى فني أقل، فقد توقعت التقارير ألا تزيد تلك المنتخبات عن 4 فرق، ورأت أنه من الطبيعي أن يكون الدور الأول لأي بطولة مجمعة أضعف وأقل فنياً من الأدوار التالية، ما يعني أن تأثيرات التراجع الفني سيكون طفيفا بحسب تلك التقارير. وما بين المواقف الرسمية أو اختلاف الآراء ووجهات النظر، فقد علمت «الاتحاد» أن قرار تطوير كرة آسيا عبر زيادة منتخبات البطولة القارية إلى 24 فريقاً لم يجد قبولاً مطلقاً داخل آسيا بشكل عام، حيث أثبت استطلاع رأي داخلي، أجري بالاتحاد القاري عن تأييد الفكرة من قبل 29 دولة، أغلبها من الدول التي تتمنى نيل شرف المشاركة في البطولة ولا تقدر على ذلك لضعف منتخباتها ووداعها التصفيات مبكراً. وقد رأى هؤلاء أن تطوير اللعبة لن يتم إلا بفرضها بالإكراه على دول لا تهتم بها عبر السماح لها بالمشاركة في المحفل القاري، بينما كان الرافضون للقرار 7 دول من بينهم كوريا الجنوبية والسعودية وأستراليا والأردن، بينما وقف ما يقرب من 11 اتحادا قاريا على الحياد دون إبداء موقف نهائي. ومن جانب آخر، كشف أحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي- طلب عدم ذكر اسمه- أن قرار زيادة عدد المنتخبات في كأس آسيا يعني السماح لدول فقيرة بممارسة حقها في المشاركة باحتفالية القارة الصفراء ذات العلاقة بكرة القدم، وهو ما يفيد في تطوير اللعبة، مشيراً في ذات الوقت إلى أنه في السنوات الماضية باتت هناك قناعة كبيرة في دول وسط آسيا تحديداً ذات التواضع الاقتصادي والاجتماعي، بأن تلك اللعبة بقيت حكراً على أغنياء القارة، الذين سيطروا على مقدراتها، وقال: «الآن لنا أن نحتفل جميعاً لأن المشاركة في كأس آسيا أصبحت حلماً في متناول فقراء آسيا أيضا، وليس أغنيائها فقط».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©