الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

السوق الشعبي.. صناعات تقليدية تتمسك بالهوية

السوق الشعبي.. صناعات تقليدية تتمسك بالهوية
25 يناير 2018 23:24
أشرف جمعة (أبوظبي) يطل السوق الشعبي في مهرجان «سلطان بن زايد التراثي» من نافذة الماضي، ليجسد تاريخ الصناعات التقليدية التي برع فيها الأجداد في حياتهم الخاصة والعامة، وقد احتضن منتجات الخوص بأشكالها كافة، والعطور المحلية والملابس التراثية والأطعمة الشعبية ودكاكين تعرض بعض الألعاب التي كان يستخدمها الصغار في الماضي، بالإضافة إلى العديد من المنتجات الحرفية المصنوعة بطريقة يدوية، وقد استقطب السوق الشعبي العديد من زوار المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 3 فبراير المقبل برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، ولا تزال منطقة سويحان التي تحتضن فعاليات المهرجان تستقبل الجمهور في كل ميادينها وبخاصة السوق الشعبي، التي تمثل إطلالة على ماضي الأجداد. ولاء وانتماء حول أنشطة وفعاليات السوق الشعبي في المهرجان يقول رئيس لجنة الشوق الشعبي أحمد الرميثي:«يمثل المهرجان في دورته الحالية قيمة حضارية كبيرة لما يحمل من رسالة تراثية وثقافية وإنسانية عميقة في فحواها، كونه يرسخ لمفاهيم الولاء والانتماء، ومن ثم الحفاظ على موروثات الأجداد، بخاصة أن الأجيال الجديدة لديها رصيد وافر من هذا الموروث وأن المهرجان يعمل على نقل الصورة كاملة لهذه الأجيال، ويبين أن السوق الشعبي في المهرجان يرسم صورة حية للحياة في الماضي، خصوصاً أنه يستقطب العديد من الدكاكين التراثية التي تعرض منتجات مختلفة تبرهن على أن الآباء والأجداد تعايشوا مع الحياة ببساطة، وأنهم ابتكروا ما يتوافق مع ظروفهم المعيشية، فحاكوا الملابس ونسجو الحصر، واستخدموا كل ما تثمره النخلة لكي يصنعوا البيوت والأدوات المنزلية، فضلاً عن تعاملهم بوعي مع ظروف البيئة المحيطة بهم، وهو ما يمثل جملة من العادات والتقاليد التي تترسخ يوماً بعد آخر على صفحة الحياة. ويذكر أن السوق الشعبي بدكاكينه التراثية يمثل جزءاً مهماً من التمسك بالهوية الوطنية، ومن ثم الحفاظ على الشكل التقليدي للحياة في الماضي، ليكون هذا السوق صورة منقولة عن حياة الآباء واحتياجاتهم اليومية في البيوت ومواطن العمل. ويلفت الرميثي إلى أن السوق الشعبي استوعب الإقبال الكثيف من الزوار منذ انطلاق المهرجان، واحتضن الأسر المنتجة وأصحاب المشروعات التراثية، ما جعل السوق يزدهي بالبضاعة التقليدية التي استطاعت أن تمثل عامل جذب للجمهور من جميع الأعمار، وهو ما يظهر بجلاء حجم الحفاوة بالموروث الشعبي الإماراتي الأصيل ومفرداته الغزيرة التي تجمع الزوار على حب التراث المحلي والتفاعل معه بصورة حضارية، ويؤكد الرميثي أن السوق استقطب العديد من طلاب المدارس عبر زيارات خاصة، فضلاً عن العديد من الأشقاء العرب والأجانب الذين لديهم اهتمام بالموروث الشعبي الأصيل، ومن ثم التعرف إلى تاريخ الآباء والأجداد في جميع البيئات القديمة، وأن السوق أتاح الفرصة للعديد من العارضين لعرض البضاعة التقليدية القديمة التي تشكل روح الماضي. خوص النخلة ومن ضمن زوار السوق الشعبي طلال رشيد الذي يبين أنه تفاعل مع المنتجات التراثية وبخاصة المكونة من خوص النخلة الذي ازدهر على مر الأيام والسنين، بفضل العديد من الحرفيات اللواتي يصنعن منه منتجات يدوية تبرهن على جمال موروثات الأجداد، وكيف أنهن برعن في الصناعات التقليدية التي لا تقدر بثمن في هذا العصر، مشيراً إلى أنه تجول داخل السوق الشعبي واطلع على منتجات مثل الجفير والسرود والأواني التقليدية ومباخر وسلال، ويرى أن المهرجان يعبر عن جميع مفردات الموروث الإماراتي، ويعمل على نقله بصورة مبهجة للجيل الجديد وجميع الزوار، من أجل الحفاظ على العادات والتقاليد. مفردات أصيلة وتبين صالحة إبراهيم المرزوقي أن السوق الشعبي في المهرجان يعبر عن الوجه المضيء للموروث الشعبي الإماراتي الأصيل، كونه يختزل مفردات عميقة من الحياة في الماضي عبر المنتجات التي تعرضها الدكاكين التراثية مثل البخور والبهارات والعطور، فضلاً عن الملابس التراثية ومنتجات الخوص بما يمثل عودة إلى زمن الآباء والأجداد، وتوضح أنها اقتنت بعض الأشياء التي ترغب بها، وأنها لاحظت إقبالاً كبيراً من قبل الزوار وطلاب المدارس والباحثين التراثيين والأجانب والأشقاء الخليجيين والعرب، ما يؤكد عالمية المهرجان الذي يبرز مشاهد ولقطات حية من الماضي وسط حضور لافت للمنتجات المحلية بكل أشكالها، ما يبين أن لوحة السوق الشعبي اكتملت عناصرها على بساط الموروث الشعبي الذي تضافرت كل الجهود من أجل وصوله للقمة. ثقافة تراثية وتشير نورا آل علي أنها وجدت إقبالاً على معروضاتها في السوق الشعبي، كون المنتجات التقليدية تعجب الزوار؛ إذ حرصت على أن تكون هذه المنتجات تحاكي الماضي وتعبر في الوقت نفسه عن الأصالة، موضحة أنها عرضت مجموعة من الملابس التراثية والعديد من العقود والأساور وتوضح أن البضاعة المعروضة في السوق الشعبي تتميز بأنها مصنوعة بطريقة يدوية خالصة وأنها توجد حصرياً في المهرجانات التراثية وأن هذا الحدث الفريد يرسخ لمثل هذه المنتوجات التي تنافس المنتجات الحديثة وهو ما يعد شهادة حقيقية لما تركه الآباء والأجداد من فن وعلم وثقافة تراثية خالدة. تجربة خاصة ولا تخفي خولة عبدالله أنها عاشت تجربة خاصة في المهرجان من خلال مشاركتها في فعاليات السوق الشعبي، حيث عرضت مجموعة من العطور والدخون وأنها لاحظت إقبال رواد السوق على مثل هذه المنتجات، مشيرة إلى أنها تصنع العطور المحلية وأنها اكتسبت هذه المهارة من أسرتها التي تعمل في هذا لمجال منذ سنوات طويلة، وتلفت إلى أن العطور المحلية تصنع أغلبها بطريقة صحية وليس لها أضرار، وتذكر أن المهرجان أتاح الفرصة لأصحاب المشروعات الصغيرة في أن يعرضوا منتجاتهم ومن ثم التفاعل بقوة مع هذا الحدث التراثي الضخم. جولة في التراث في ساحة السوق الشعبي كان زايد المنصوري يمضي في زواياه ويجر عربة أطفال تحمل بناته الثلاث، مبيناً أنه حرص على زيارة المهرجان وبخاصة السوق الذي يزدهي بالبضاعة التراثية التي تترك عادة أثراً طيباً في نفوس الزوار، مشيراً إلى أن المعروضات جسدت حياة الماضي، خصوصاً أن الدكاكين توزعت بعناية في أرجاء الخيمة المخصصة لأنشطة السوق الشعبي. وأوضح أنه حرص على متابعة الأعمال اليدوية من الخوص التي تعبر عن لون مهم من ألوان التراث المحلي، وأنه يحتفظ في بيته بالكثير من هذه المنتجات التي لا تزال تحتفظ بهويتها الإماراتية الأصيلة وأنها تجدد إيقاع العصر على الرغم من أنها تمثل الماضي. جمال الماضي تذكر لوبا فاليري، زائرة من أوكرانيا، أنها أعجبت بالسوق الشعبي وطريقة عرض المنتجات، مبينة أن هذا السوق يروي قصصاً عجيبة عن الماضي في دولة الإمارات وأنها للمرة الأولى تزور فيها المهرجان، خصوصاً أنها مهتمة بالتراث الإنساني وبخاصة الموروث الشعبي الخليجي. وتبين أن المنتجات التراثية المعروضة تبرهن على جمال الماضي، وأنها استمتعت برائحة الطيوب والدخون والبهارات والأواني الخزفية والقهوة العربية والمطرزات الشعبية، وأنها تعد هذه التجربة مهمة في حياتها، حيث اقتربت من مفردات الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل عبر هذا المهرجان الضخم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©